برشامة اليوم:

كعادة الأمريكان لا يفوِّتون الفرصة لإظهار بطولاتهم الزائفة واستعراض عضلاتهم المنفوخة، فلم يكتفوا بالإفراج المشبوه عن رعاياهم، فأمام الجميع رأينا سيارات مدرّعة تنقل الأمريكان المتورِّطين في القضية لطائرة أمريكية دخلت الأجواء المصرية بدون إحم ولا دستور، وهبطت في مطار القاهرة ولا كأنه موقف عبود وكأن الرادارات اللي عندنا كلها فوتوشوب، كل هذا ولم نجد أي تصريح من أي حد حتى لو كان عم عبده الكفتجي اللي على ناصية شارعنا، أين من صدَّعوا رءوسنا ليعلنوا أن مصر لن تركع!؟

 

ففعلاً مصر لم تركع بل سجدت لتريق ما بقي من كرامتها أمام اللي يسوى واللي ما يسواش، وكأن كل من هو موجود بالحكومة لم يتعود أن يكون له كرامة أمام الغطرسة الأمريكية، وتسابق الأمريكان في تبادل الصور أمام الطائرة وكأنهم في طريقهم في العودة من رحلة لاكتشاف منجم جديد يحتوي على بقايا ما تبقى من الكرامة المصرية.

 

حكمة اليوم:

يتعفَّف الأسد أن يقتل إلا لو كان جائعًا، ليت أسد سوريا يصل لرقي الحيوان.

 

مضاد حيوي:

انتقلت فوَّهات المدافع الإعلامية إلى معركة الدستور؛ حيث اشتدت السهام الموجهة نحو الأغلبية الإسلامية في البرلمان بالسيطرة على الدستور، رغم أن أولى أسس الديمقراطية التي يتنطَّعون بها ليل نهار هي احترام رأي الأغلبية التي هي من الأصل اختيار الشعب المصري، وإن كان ردهم الجاهز أن البرلمان لا يعبر عن الشعب المصري الذي تحول من شعب متحضر قام بأعظم ثورة في العصر الحديث إلى شعب مضحوك عليه باسم الدين والزيت والسكر، في الوقت الذي أكدت أغلب الأحزاب الإسلامية رغبتها في الوصول إلى دستور توافقي يعبر عن جميع أطياف المجتمع؛ لأن الموضوع ببساطة مصر لا يمكن أن يتحمل فصيل واحد قيادتها في الظروف الصعبة الحالية، وهذا ما ينطبق على التفكير الموضوعي؛ لأن الانفراد بالسلطة في مصر هو انتحار سياسي، ولكن قلوب هؤلاء المتنطِّعين لا يريدون حتى سماع هذه الآراء، في إصرار واضح على بروباجندا الشو الإعلامي؛ لإظهار بطولاتهم الزائفة في الوقوف أمام ما يتوهمونه بالديكتاتورية الإسلامية.

 

سرنجة في الوريد:

لا يزال بعض المتثائرين يدّعون الثورية، وكيف أنه كان الشرارة الأولى التي أشعلت الثورة بصفته صاحب المحل اللي الثوار اشتروا منه الكبريت، وكعادتهم لكي يضمنوا نسبة مشاهدة لبرنامجه فلا يجد إلا مهاجمة الإخوان وهو ينظر بحسد وحقد على نجاح الإخوان المتتالي حتى جاء تصريح المدعو "ماكين" بشكر الإخوان على دورهم في الإفراج عن الأمريكيين فإذا بأحدهم يتشنطق ويستلهم قصيدة فرش الملاية فأخذ يهذي على الهواء بهذا الاعتراف الصريح الذي سيضرب الإخوان في مقتل، ثم اختتم تصريحاته النارية بقوله "أصل أمريكا ما بتكدبش"، يا راجل يا طيب أمريكا ما بتكدبش طب هات لي مرة واحدة أمريكا صدقت فيها إلا لو كنت حضرتك فاكر إن حرب العراق وأسلحة ليبيا كانوا فوتوشوب.