قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يقف ضد جميع العصبيات القومية، واصفًا مروجي العصبيات القومية بأنهم "دعاة للفتنة".

وأكد، في كلمته التي ألقاها اليوم أمام الجماهير في ولاية "ماردين" جنوب تركيا، أنه لا مجال لأن يخرج أحد رافعًا لواء القومية الكردية أو القومية التركية، في وقت تعمل فيه تركيا على إيجاد حل لمشكلة الإرهاب.

ولفت أردوغان إلى أن الحضارة التركية لم تكن تعرف التفرقة بين القوميات المختلفة، مؤكدًا أن الوحدة بين أبناء هذه الأرض ستعود ثانية كما كانت منذ آلاف السنين.

وشدد على سعي حكومته بأن يحظى جميع من يعيشون على الأراضي التركية بنفس الحقوق، مضيفًا أنه لم يعد هناك مكان لسياسات الإنكار أو الرفض أو الإدماج القسري.

وأشار رئيس الوزراء التركي إلى تعمد الإرهابيين في الآونة الأخيرة استهداف المؤسسات التعليمية، لعدم رغبتهم في انتشار التعليم بين أهالي المنطقة.

في سياق آخر، أكد أردوغان أن الحزب الحاكم في تركيا هو الذي يريد الدستور الجديد، في حين أن الآخرين يقومون بعرقلة الأمر، حيث يرى حزب الشعب الجمهوري المعارض، وحزب السلام والديمقراطية، (حزب كردي)، أنه لا يجب وضع حد زمني لإنهاء الدستور، موضحًا أن هذا التمييع للمسألة لا يمكن أن يستمر.

وأشار أردوغان إلى دول الربيع العربي تمكنت من صياغة دستور في ظرف 6 أشهر، وتركيا التي صاغت عدة دساتير، وأجرت العديد من التعديلات الدستورية، تستمر في تطبيق دستور وضعه انقلابيون.

في سياق متصل، قال رئيس الوزراء التركي إنه سيتم الإعلان مساء اليوم عن أسماء الأعضاء المشاركين في الجولة الثانية من المحادثات مع عبد الله أوجلان.
وأضاف أردوغان أن أسماء الوفد الذي سيجري محادثات الجولة الثانية مع زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية عبد الله أوجلان، والمحكوم عليه بالسجن في جزيرة "إيمرالي" الواقعة ببحر مرمرة غرب تركيا، أرسلت إلى وزير العدل التركي، وأنه سيتم تحديد المشاركين في المحادثات بشكل نهائي مساء اليوم.

يذكر أن الجولة الأولى من المحادثات التي أجراها وفد برلماني من حزب السلام والديمقراطية- حزب كردي- مع زعيم منظمة "بي كا كا" الإرهابية، أجريت قبل أكثر من شهر.

وبشأن لقائه أمس مع ممثلي منظمات المجتمع المدني في "ماردين" المتواجد فيها منذ يوم أمس السبت، قال رئيس الوزراء التركي إن الحديث انصب في الإجراءات التي يتم اتخاذها من أجل إنهاء العمليات الإرهابية، مشيرًا إلى دعم الحاضرين للخطوات، التي تتخذها السلطات التركية في هذا الإطار.