بدأت جلسة الحوار بين وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ووفد المصالحة الخماسي، في منزل رئيس الوزراء إسماعيل هنية بغزة.



دعا إسماعيل هنية، إلى البدء بالتنفيذ الفوري لاتفاق المصالحة الوطنية وفق ما تم التوقيع عليه في القاهرة والدوحة، مشددًا على أن خيار المصالحة هو خيار وطني فلسطيني وبرعاية ومظلة عربية.


وقال هنية في كلمته اليوم الثلاثاء خلال استقبال وفد المصالحة الخماسي بحضور شخصيات وطنية وقيادات الفصائل: "اليوم نحن في مرحلة التنفيذ والتطبيق لما تم الاتفاق عليه، ولسنا في وارد فتح حوارات جديدة".


وأضاف: "نحن نتكلم من فوق الأرض الفلسطينية عن المصالحة، لنؤكد أن خيار المصالحة هو رغبة فلسطينية حقيقية"، وتابع "عندما نطالب بتنفيذ اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة فنحن نتحدث عن مظلة عربية"، مؤكدًا التمسك برعاية مصر للمصالحة وكل جهد عربي من أجل تحقيق المصالحة، ومشددًا على أن تحقيق المصالحة يحتاج إلى شبكة أمان عربية.


وأكد على ضرورة إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام "ليكون لنا حكومة واحدة ونظام سياسي واحد وقيادة واحدة وبرنامج وطني متفق عليه"، مطالبًا بالاتفاق على إدارة القرار السياسي "لأن ذلك مسئوليتنا جميعًا لأن القضية الوطنية لا تحتمل التفرد لا من هذا الطرف ولا ذاك، وقضيتنا تتطلب الشراكة، نتحدث عن فتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية".


ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني إلى اعتماد إستراتيجية وطنية موحدة تحدد الأهداف والوسائل "التي تحقق مبتغانا، وعلى رأسها أمران: التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية، من جهة، والاتفاق على الأشكال والوسائل التي تحقق هذه الغايات في الحرية العودة والاستقلال وإقامة الدولة من جهة ثانية".


وقال هنية: "أيدينا ممدودة للمصالحة الفلسطينية بكل روح إيجابية، نستقبلكم وبكل روح إيجابية نتحاور معكم، نريد أن نصل لاتفاق واضح ومحدد ليس على أصل الاتفاق إنما على آليات تنفيذه وجدولته".


وتابع: "لدينا رزمة متكاملة للملفات الخمسة التي وقعنا عليها (الانتخابات المنظمة، الحكومة، المصالحة المجتمعية، والأمن والحريات العامة)، مشددًا على أن المهم "كيف نتحرك على الأولويات وكيف نبشر شعبنا.. هذا من نريد أن نتناوله في جلساتنا ولقاءاتنا".


وأكد أن حركة "حماس" على قلب رجل واحد بتحقيق المصالحة باعتبارها ضرورية، وأنه لا خيار إلا تحقيق المصالحة، وشدد على أن "لا مكان للفشل في هذه الحوارات"، و"لن يفرح العدو الصهيوني باستمرار الانقسام".


وأضاف: "لن نتخلى عن مسئولياتنا الوطنية في حماية مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس وكل فلسطين"، مجددًا التمسك بالثوابت قائلاً: "لن نتخلى عن حق العودة وأسرانا وعن وحدتنا الوطنية الفلسطينية، وبدون وحدة من الصعب تحقيق هذه الأهداف".


وقال: "لا يوجد طرف لوحده يستطيع حسم الصراع مع العدو، عندما نكون يدًا واحدة نستطيع أن ننجز مشروع التحرير والعودة".


وشدد هنية على أن حماس لا تخشى الانتخابات، وقال: "الانتخابات وسيلة ديمقراطية نتمسك بها من أجل التداول والقيادة الجامعة والحكومة الناظمة"، مضيفًا: "يجب أن نكون على بعد خطوات من تحقيق المصالحة.. ولتكون قيادة جامعة ليكون التداول السلمي على السلطة من خلال الانتخابات، لا أحد يخشى الانتخابات، ولا أحد يستخدمها لمرة واحدة".


ووجه التحية والفخر والاعتزاز لشهداء شعبنا الفلسطيني ولأسرانا الأبطال خلف قضبان الاحتلال وجرحانا الميامين، كما وجه التحية لأهل الضفة والمرابطين في ساحات الأقصى والقدس عاصمة فلسطين.


وقال هنية: "قضيتنا اليوم تمر في أخطر مراحلها، تتعرض للمخاطر الكبيرة والحقيقية؛ القدس تهود، الاستيطان يتغول، الجدار يتمدد، الأسرى يعانون، الضفة تعاني، وغزة محاصرة، وخاصة أن المشاريع الأمريكية الصهيونية إنما تتحرك في محاولة يائسة لن يكتب لها النجاح ضد هذا الوعي وهذا الثبات والصمود لهذا الشعب، تتحرك من أجل تصفية القضية الفلسطينية ورموزها".


وشدد على أن هذا الانقسام إلى جانب التحديات والاستهداف الصهيوني الأمريكي "يتطلب منا في هذه اللحظة قرارات واضحة وحاسمة، ويتطلب رؤية متكاملة، يتطلب إرادة وقرارًا ونوايا صادقة حقيقية لأن الوقت لم يعد يحتمل بقاء القضية الوطنية هكذا ولم يعد يحتمل استمرار الانقسام".


وقال: "الأجيال تنظر إلى قياداتها الوطنية في الضفة وغزة وكل مكان لتشكل الرافعة والمنقذ والرؤية الجامعة، لتحمل موروث الأجيال لقضية فلسطين وتعبر بهذه السفينة لبر الأمان".


وختم بقوله: "نحن لا نريد فقط أن نكتفي بالصورة ولا بالمصافحة ولا باللقاء في حد ذاته، لكن علينا أن نتعدى ذلك لتحقيق النتائج العملية لهذه الزيارة واللقاء الذي جاء في ظرف استثنائي ووقت وزمان ومكان لا يحتمل إلا أن ننجح وإلا أن نعبر وإلا أن نقدم لشعبنا الفلسطيني ما يتطلع إليه".