كتب- عبد المعز محمد

تُوفي مواطن مصري مسلم اليوم الأحد متأثرًا بجراحٍ أُصيب بها خلال المواجهات التي وقعت بين مسلمين وأقباط في الإسكندرية أثناء تشييع جنازة قبطي قُتل أثناء الاعتداءاتِ التي شهدتها 3 كنائس في الإسكندرية يوم الجمعة الماضي.

 

وذكر مراسل (إخوان أون لاين) أن المسلم الذي تُوفِّي اليوم كان يسكن بجوار كنيسة القديسين بمنطقة سيدي بشر، والتي شهدت الأحداث المؤسفة الأخيرة، وأنَّ وفاته كانت نتيجة إلقاء سيدة قبطية لحجرٍ فوق رأسه؛ مما أدَّى لإصابته إصابةً خطيرةً تُوفي على إثرها اليوم.

 

وأضاف المراسل أنَّ هناك حالةً من التحفُّز والاستعداد للاحتكاكِ تسود دوائر الأقباط؛ حيث خرج عددٌ كبيرٌ من الأقباطِ من الكنيسة الموجودة بشارع 45 بمنطقة العصافرة بالإسكندرية اليوم الأحد حاملين السيوف والسنج والمطاوي والشوم، واعتدوا بالضربِ على مصورٍ لإحدى وكالاتِ الأنباء.

 

وأوضح أن حالةً من الهرجِ سادت المنطقة لولا تدخل رجال الأمن؛ حيث دارت مناوشات بين عددٍ من الأقباطِ ورجالِ الشرطة، ردَّد خلالها الأقباط هتافات مثل: "بالروح بالدم نفديك يا مسيح".. لكن بعد مفاوضات استمرَّت أكثر من 3 ساعاتٍ استطاع قيادات الأمن إقناع رجال الدين بالكنيسة بتهدئة الأقباط الثائرين.

 

وكانت مواجهاتٌ قد اندلعت بين متظاهرين أقباط وبين مسلمين عند تشييع جنازة القتيل القبطي الذي سقط قتيلاً في اعتداءاتِ الجمعة، ويقول مشيِّعو الجنازة من الأقباط إن الحجارة انهالت عليهم من الشرفات أثناء تشييع الجنازة.

 

بينما قال أحدُ العاملين بمحلٍ تجاري من المسلمين لإخبارية (الجزيرة) الفضائية اليوم إنَّ بعضَ الأقباط قاموا بالاعتداءِ على المحل الذي يعمل به، مستخدمين في ذلك أحد الصلبان، كما ذكر شهود عيان آخرون أنَّ متظاهرين أقباطًا دخلوا إحدى كنائس الإسكندرية وقاموا بترديد هتافات معادية للمسلمين وللنظام المصري.

 

وقد أسفرت الاشتباكات التي تدخَّلت فيها قواتُ الأمن عن إصابة 22 شخصًا من بينهم 3 من رجال الأمن و7 من الأقباط و11 من المسلمين، إلى جانبِ المسلم الذي تُوفي اليوم متأثرًا بجراحه.

 

وبدأ التوتر عندما قام أحد المختلِّين عقليًّا طبقًا لبيانِ وزارة الداخلية- ويُدعى محمود صلاح الدين- بالاعتداء على 3 كنائس، باستخدام سيفٍ وآلاتٍ حادة يوم الجمعة الماضي؛ الأمر الذي أسفرَ عن مقتل أحد الأقباط وإصابة 6 آخرين، في اعتداءٍ لاقى العديد من الإدانات من القوى الداخلية والخارجية ومن بينها جماعة الإخوان المسلمين.

 

إلا أن الكنيسةَ القبطية وأقباطًا عديدين رفضوا الروايةَ الرسميةَ والتي خرجت من وزارةِ الداخلية التي حمَّلت مختلاًّ عقليًّا مسئوليةَ اعتداءاتٍ وقعت في ثلاث كنائس، وأسفرت عن وقوع قتيل وعدة جرحى.

 

وشهدت الإسكندرية خلال اليومين السابقين العديدَ من الأحداث المتصاعدة وصلت ذروتَها صباح أمس السبت 15/4/2006م، والتي واكبت تشييع جنازة نصحي عطا الله جرس، ففي الوقتِ الذي قام فيه عددٌ من المتظاهرين بالاعتداءِ على المارَّة والمنشآت دعا أئمةُ المساجد في الإسكندرية عبْرَ مكبرات الصوت إلى تهدئةِ الأوضاع.

 

وقال شهود عيان إن الموكب الجنائزي الذي كان يتوجَّه من كنيسة القديسين إلى المقابر تعرَّض لإلقاء الحجارةِ من المباني الواقعة في شارع مجاور للكنيسة، فيما كانت مصادماتٌ بالعصيِّ تدور بين مسلمين وأقباط في الشارع وتمَّ إحراقُ إحدى السيارات، وتدخل رجالُ الأمن على الفور وقسَّموا الموكب الجنائزي إلى قسمين لمحاصرةِ المتظاهرين المشتركين في المصادمات.

 

وبدأت المناوشات بين الطرفَين تزدادُ بعد أن ظهر بعضُ الشباب يقذف وابلاً من الحجارةِ على المتظاهرين، وقد سُمع من داخل الكنائس هتافاتٌ عنيفةٌ ضد المسلمين وضد الحكومة.