في تلك الظروف وفي ظل هذه الاحداث العارمة ؛ يظل مداد جهادنا ، وصمودنا ؛ قرآن ، وذكر ، ودعاء ، وصلاة ، وصدقة ، وزكاة وبر ، و أخوة ، و .....وذكر للصالحين وسيرهم ، و القادة وسلوكهم ؛ نعيش معهم ؛ بالعاطفة نحوهم ، والفهم عنهم ، والقدوة  منهم . فبهذا الأخذ والعطاء ؛ نحيا ؛ جمال الحياة ، ورونق الجهاد ، وعز الشهداء ، وقلائد الجرحي ، وفخر الأسري ، وصمود المطاردين ، وعزاء  المُخرجين ؛ فتتنزل علينا رحمات الله ؛ بصبر، ونصر ؛ في الحياة الدنيا والآخرة ،  بفضله وجوده وكرمه .




الأستاذ / مصطفى مشهور
(2)

مواقف تربوية

تربية الشباب علي الشورى :

كان في ضيافة إخوان القاهرة إخوة من أوروبا ، وكان من ضمن البرنامج لقاء مع الأستاذ / مصطفى مشهور . وفعلاً تحدد زمان ومكان اللقاء وتم مراعاة الظروف الأمنية بقدر الإمكان . ولكن بعد فترة من حضور الأستاذ مصطفى تم ملاحظة تزايد التواجد الأمني بالمنطقة . وتم إبلاغ الأستاذ أثناء إلقاء المحاضرة فلم يبدي إنزعاج واستمر مختصراً كلمته . وطلب المشرف على اللقاء فترة راحة للحضور . ثم اجتمع الأستاذ / مصطفى بالشباب المشرف على اللقاء وسأل ؛ما الوضع ؟ وعندما تم عرضه عليه سأل ؛عن رأينا كيف يمكن أن نتصرف حتى لا نضر الأخوة الضيوف ؟ واستمع الأستاذ إلى الشباب فكان رأيهم أن الأمن حضر لمتابعة الأستاذ ، ولذلك من الأفضل أن ينصرف الأستاذ على الفور بأمان- بفضل الله – فينصرف الامن لمتابعته ثم ينصرف الضيوف بعد فترة من الوقت ، فوافق الأستاذ على هذا الإقتراح وتم تنفيذه و تأمين الضيوف ومرت الأزمة بسلام 


- من كتاب تسأولات علي الطريق يكتب الاستاذ مصطفي : "وفى مجال التشكيك أكثر منه فى مجال التساؤل يدعى البعض أن الإخوان لا يعطون للشورى فى تنظيماتهم المكانة اللائقة بها ، ويلزمون من يسير معهم بالطاعة العمياء .

وهذا ادعاء باطل ، الغرض منه صرف الشباب المسلم الحر من الانتظام فى صفوف الجماعة خشية أن يفقد شخصيته ، وواقع الإخوان يرفض هذا الادعاء وينكره ، إذ يحرص الإخوان على تكوين الفرد المسلم القوى فى كل جوانب شخصيته ، صاحب الإرادة القوية المؤثرة المغيرة البناءة ، وإلا فكيف تتصدى الجماعة لأعظم إنجاز فى هذه الدنيا وهو : إقامة دولة الإسلام  ، وتعتمد فى ذلك على نوعيات ضعيفة الشخصية ، ضعيفة الإرادة لا رأى لها ولا تأثير ؟ ثم إن الإخوان وقد ألزموا أنفسهم بالإسلام الصحيح كما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما وتطبيقاً لايتصور أن يغفلوا أمر الشورى فى منهاجهم وتنظيماتهم وقراراتهم وهم يقرأون فى السيرة كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمارسها مع أصحابه رغم نزول الوحى عليه فكيف بنا ونحن أحوج الى تمحيص الرأى وتبادل المشورة ؟ ثم إن الواقع التنظيمى للإخوان يؤكد مبدأ الشورى فالهيئة التأسيسية ومجالس الشورى وكل مؤسسات الجماعة قائمة على مبدأ الشورى واحترام الرأى  و المناقشة بعيداً عن الفرقة و الخلاف ولكن يلزم التنبيه الى أمر وهو أنه بعد إعطاء فرصة الشورى و الحوار يجب الالتزام بما ينتهى إليه من رأى أو إقرار  بما فى ذلك أصحاب الآراء المخالفة منعاً للبلبلة و الفتنة ، ولا يعتبر ذلك فى هذه المرحلة كبتاً للحرية أو منعاً للشورى ، ولكنه منعاً للفتنة وحماية للصف" .


- "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ"


الدروس  

تأكيد مبدأ الشورى ومداولة الأمر لنصل إلى رأي يجتمع عليه الحضور .
بث الثقة في الشباب وأن رأيهم مسموع من القيادة .
احترام المسئولية والمسئولين (رغم أنه كان نائب المرشد العام في ذلك الوقت).
تربية الشباب على كيفية إدارة الأزمات بهدوء ورباطة جأش وتعقل وشجاعة بعيداً عن العواطف والحماسة .



تربية الاخوان علي ترتيب الأولويات : 

كان يصاحب الأستاذ في لقاء – في دمياط – للأخوة أعضاء المكتب الإداري ومسئولي المناطق والشعب واللجان وتحدث عن الدعوة حديث الداعية المحب لإخوانه ،ثم في نهاية اللقاء فتح باب الأسئلة ؛ فسأله شاب ؛ أنه تحت الظروف الإقتصادية الصعبة يتوجه الشباب للعمل في أكثر من عمل ليستطيع الحياة حياة كريمة ثم لا يجد وقت كافي للدعوة ؟ فأجاب الأستاذ مصطفى – عليه رحمة الله - أن الأولوية للدعوة ويكفي الأخ المسئول ما يكفي به نفسه ومن يكفلهم  و أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُري أثر الحصير الذي ينام عليه في جنبه ونحن لم نصل الي هذه الدرجة في حياتنا ، فلم يكن في بيته من ألوان الرفاهية شيء، فعلى الأخ أن يعيش حياة الكفاية ويدخر وقته للدعوة . تأثر الاخ المصاحب للأستاذ بالاجابة  ووجد صعوبة في تنفيذها، ولذلك بعد اللقاء أعاد عليهالاخ  ما قاله في اجابته وأبدي له أن هذا صعب ؛ فكان جوابه في حسم إن من أراد أن يقوم بحق الدعوة فهذا ما يجب أن يتصف به ويتخذه سبيلاً .

"قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ "(163:الانعام)

الدروس :
الدعوة أولاً
الأهل والأسرة ثانياً 
العمل الحياتي ثالثاً


الدعوة والتربية منهج التغيير:

يبدو أن الاخ تحدث حديثاً غير مناسب علم به الأستاذ / مصطفى ، و عندما رآه؛ ناداه بأسمه بنبرة حانية ،وأخذ بيده بعاطفة بالغة إلى مكتبه ، و أغلق عليهما الباب حتي انفردا ؛ ثم تحدث له عن منهج التغيير عند الإخوان وأنه منهج التربية المتدرجة للمجتمع حتي يعرف الشعب دينه وحقوقه وواجباته ثم يختار الشعب طريقه بإرادته الحرة . وليس في هذا المنهج "عنف" أو "إنقلابات عسكرية" أو "ما شابه" . ثم توقف الأستاذ عن الكلام ونظر اليه وكأنه يريد ردًا ؛ فأخبره  أننا بايعنا علي ذلك ، فكأنه سر بذلك واطمأن ، فقام وقام الاخ وخرجا من الغرفة . "قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ" ) يوسف108 : ) وعن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ بيده وقال: ( يا معاذ والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ لا تدَعَنَّ في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) رواه أبو داود.

الدروس 
درس في معاجة أخطاء الشباب برفق ومناقشة وإقناع .
درس في  إستراتيجية الإخوان في التغيير .
تحذير من العنف و آثاره والتأكيد على المنهج التربوي السلمي في التغيير .


معاضلة الانحراف الفكري 

كان الاستاذ في ضيافة شباب جامعة المنصورة ، وفي نهاية اللقاء كُلف طالب بمصاحبة الأستاذ الي "محطة الاتوبيس" وعنً للطالب أن ينفرد بالاستاذ فدعاه الي تناول طعام الغداء في أحد المطاعم ، وسأله  الطالب في موضوعات عدة – وكان الأستاذ يكتب في ذلك الوقت سلسلة "فقه الدعوة في مجلة الدعوة "- ومن هذه الأسألة سؤالًاعن ؛ ما يقصده من تشبيه الطوبة السوداء التي تخرج من محرقة الطوب – المرحلة قبل الاخيرة في تصنيع الطوب الطفلي بمصر - ولا يمكن الاستفادة منها ؟ فقال ؛ هو الانحراف الفكري ، فكل الطوب بعد انتهاء حرقه ينتفع به ، حتي الطوبه الضعيفة الهشة يمكن وضعها في اعلي البناء يسد بها فراغ دون أن نُحمل عليها ، لكن الطوبة السوداء الملتوية لا يوجد لها موضع في بناء سليم جميل ، وذلك هو صاحب الفكر المنحرف -مثل فكر " التكفير " -، لا يمكن الاستفاده منه بل يشوه البناء و يضعفه.  " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ " (الرُّومِ : 30 )


الدروس 
تواضع القيادة واستجابتها لدعوة طالب بسيط .
اليقظة الدائمة لأنفسنا نحاسبها ، ونحملها الي الفهم الصحيح للأسلام .
اليقظة الدائمة ومعالجة أي انحراف سريعًا مهما كان صغيرًا حتي لا ينتشر ويتسبب في اضعاف الصف .


أشبال الدعوة :

- كان بعض الاخوة  في إستقبال الأستاذ / مصطفى - عند عودته من آخر حج له - في مطار القاهرة الدولي وكان معهم  بعض اولادهم، وعند رؤية الأولاد للحاج مصطفي اجتمعوا حوله لألتقاط صور معه ووقف حانياً عليهم مستسلما لهم في حب وود وعاطفة ، وأصبح هؤلاء الأشبال رجالاً يعتزون بهذه الصور ويحتفظون بها لأولادهم من بعدهم . بارك الله فيه حياً وميتاً اللهم آمين .

- كان خلف بيت الأستاذ مصطفى بجسر السويس مسجد يصلي فيه ، وكان بين باب البيت والمسجد ممر يلعب فيه الأطفال ، فكان يحمل في جيبه حلوي" ملبس " فإذا مر بهم أعطاهم إياه محبباً إليهم.


 عَن أنَسٍ قالَ: سَمِعتُ النَّبِـيَّ يَقُولُ: «أكْرِمُوا أوْلاَدَكُمْ وَأحْسِنُوا آدابَهُمْ»في تهذيب الكمال دار الفكر ج6ص412.وعن جَابِرِ بن سَمُرَةَ ، قالَ: قالَ رَسُول الله:«لأَنْ يُؤَدِّبَ الرجُلُ وَلَدَهُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ))رواه الترمذي .  وجاء أعرابيٌّ إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: تقبلونَ الصبيانَ فما نُقبّلهم، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:" أوَ أملك لك أن نَزعَ اللّهُ من قلبِكَ الرحمة"رواه البخاري.و عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال « قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا» رواه أحمد في مسنده.وعن أسامة بن زيدٍ -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأخذني فيُقعدني على فخذه ويُقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما، ثم يقول: «اللهم ارحمهما فإني أرحمهما»   اخرجه البخاري.وعن قتادة قال: خرج علينا النبي (صلى الله عليه وسلم) وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فصلى فإذا ركع وضعها، وإذا رفع رفعها. اخرجه البخاري

الدروس 
الداعية المربي مستنفر دائمًا يبلغ دعوته في كل وقت ولكل أحد.
أن الدعوة ليست كلمات وعظ وتوجيه فقط ولكن لها أساليب ووسائل متعدده ، قد تكون تقديم حلوي " ملبس " ، أو التقاط صورة فوتوغرافية ، او ضمة طفل في حنان .
الاهتمام بالاشبال ؛ ولذلك تم إنشاء قسم " الاشبال " بجماعة الاخوان لتربية الاشبال التربية الاسلامية الصحيحة.


وفاته

عليه رحمة الله تعالي

الإرتباط الروحي بين المربي وتلميذه :


رأي الاخ في المنام :" أن الأستاذ مصطفى طلب منه تشطيب شقة وتجهيزها ، ثم إنه بعد إتمام تجهيز الشقة حضر الاستاذ لإستلامها ، فاستلم المفتاح ثم طلب من الاخ الإنصراف ، والاخ  في طريقه إلى الإنصراف وجد باب غرفة قد فتح وداخلها أخوة أفاضل احباب  وهم في بشروحبور فدخل اليهم الاستاذ مصطفي ، ثم انصرف الاخ وأغلق باب الشقة " . انتهت الرؤية.


وأتى على القاهرة مطر شديد جداً ، فأرسل الأستاذ / مصطفى الي الاخ وطلب منه الذهاب إلى المقبرة الخاصة به لأصلاحها  حيث تهدم جزء منها بسبب المطر ، وفعلاً أتم الاخ إصلاح المقبرة ، ورصف الطرق المؤدية إليها من الطريق العمومي  ، وبعد إتمام العمل قام بتغيير المفتاح ثم سلمه إلى الأستاذ مصطفى .


ثم بعد أسابيع قليلة كانت قد صعدت روحه الطيبة إلى ربها وتم دفنه في المقبرة مع اخوانه عليهم رحمة الله أجمعين  ، وعندها تأولت الرؤيا وعلم الاخ الدرس .


في حديثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضيَ اللهُ عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ لَأُنَاسًا مَا هُمْ بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِمَكَانِهِمْ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ تُخْبِرُنَا مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ قَوْمٌ تَحَابُّوا بِرُوحِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ أَرْحَامٍ بَيْنَهُمْ، وَلَا أَمْوَالٍ يَتَعَاطَوْنَهَا، فَوَاللَّهِ إِنَّ وُجُوهَهُمْ لَنُورٌ، وَإِنَّهُمْ عَلَى نُورٍ، لَا يَخَافُونَ إِذَا خَافَ النَّاسُ، وَلَا يَحْزَنُونَ إِذَا حَزِنَ النَّاسُ، وَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).

الدروس 


حب المربي الصادق كوالد وكأستاذ وكشيخ وكقائد لتلامذته إنما يحدث إندماج روحي ونفسي .

بدون هذا الحب والإندماج النفسي لا توجد تربية فلا الكلمات تسمع ولا الأفعال تدرك وتفقد التربية الأخذ والعطاء وتتعطل عن التأثير تماماً .


نظن في الاستاذ مصطفي خيرا في الدنيا والاخرة بفضل الله عز وجل اللهم تقبله مع الانبياء و الصديقين والشهداء والصالحين اللهم آمين 



حبه للمسجد وتعلقه به :
كان عليه رحمة الله يصلي في المسجد الذي خلف بيته ولا يترك فريضة فيه إلا إذا كان غير متواجد بالمنزل و من العجب أنه عندما حضرته الأزمة الصحية الأخيرة أصر على صلاة العصر بالمسجد وفعلاً أدى صلاة العصر ثم سقط في المسجد مغشياً عليه وانتقل إلى المستشفى ليلقى ربه راضياً مرضياً آخر عهده بالدنيا مسجد وصلاة عليه رحمة الله تعالى و " ألا نامت أعين الجبناء ".

عن  أبي هريرة  رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" رواه البخاري ومسلم.


ومن وصايا الأستاذ :

- الإيمان وتقوى الله يفجر ينابيع الخير من داخل النفوس ويولد الطاقات ويشحذ الهمم والعزائم فتسهل الحركة وتخف جواذب الأرض  وتتخطى العقبات وتتفادى المنعطفات وتتضح معالم الطريق ويكون الصدق والإخلاص و العزم و الثبات ويتحقق ما يشبه المعجزات من الإنجازات على الطريق .


- مازلنا في مرحلة وضع الاساس للدولة الاسلامية العالمية وهذه الفترة طويله وتحتاج الي جهد متواصل وتضحيات عظيمة  كما أن من صعوبة هذه المرحلة أن البناء لايظهر منه شئ كأساس العمارة كله تحت الارض ولا يظهر منه شئ رغم صعوبة العمل وما يحتاجه من جهد .


- يجب على الإخوان أن لا ينزعجوا من هذه المحن، بل يعتبرونها شرفاً ، مهما طال الزمن وحدث من احداث عظام ؛ فالزمن هنا لا يقاس بأعمار الأفراد ولكن يقاس بأعمار الدعوات والأمم ، ولو نظرنا الى الماضى  لوجدنا أن منحنى الدولة الإسلامية آخذ فى الانحدار التدريجى منذ بضعة قرون – وليس عشرات السنوات - حتى سقطت الدولة فالخلافة ، ثم نجد بفضل الله ثم بأثر دعوة الإخوان المسلمين غيَّر انحداره ، وآخذ فى صعود من جديد وإن كان بطيئاً.ولذلك فإن حجم التضحيات والمحن  الحادثة ليست  بالكثير على تحقيق هذا الهدف الكبير.


- من رحمة الله ؛ أننا مسئولون عن العمل والأخذ بالأسباب ما استطعنا الى ذلك سبيلاً ، ولسنا مسئولين  عن النتائج ، وإننا أشد تشوقاً لنصر الله وتمكينه من الشباب المتحمس ، ولكن الأمور تجرى بالمقادير وبسنن لابد منها .


- علينا أن نتواصى بالجيل الجديد ونهتم به، ونورثه الدعوة، وندعوه لمواصلة المسيرة بالإيمان، والدعاء، والصبر، والاحتساب، ونهتم بالتربية وبأبناء الإخوان ، فربما يتحقق على أيديهم النصر بإذن الله، فالأستاذ البنا رحمه الله كان يقول: نريد الفرد المسلم، والبيت المسلم، والمجتمع المسلم، الذي يرفض أن يستقر عليه غير الحكم الإسلامي.



وفاته وجنازته عليه رحمة الله :
 دخلت عليه ابنته في غرفته قبيل العصر فرأته في غيبوبة ما لبث أن أفاق منها، وقام ليتوضأ، رجته ابنته أن يشفق على نفسه ويصلي العصر في البيت، فأبى وخرج إلى المسجد ، وبعد صلاة العصر أصيب بجلطة دماغية ألقته أرضاً، ليدخل في غيبوبة استمرت سبعة عشر يوماً، منذ التاسع والعشرين من تشرين الأول، وحتى وفاته في الساعة السادسة مساء الخميس التاسع من رمضان المبارك 1423هـ الرابع عشر من تشرين الثاني2002م.

وإذا كانت النفوس كباراً     تعبت في مرادها الأجسام
شيع جثمانه الطاهر عقب صلاة الجمعة (15/11/2002) من مسجد السيدة رابعة العدوية بمدينة نصر في القاهرة .


صلت عليه جموع غفيرة، أمهم المستشار الشيخ محمد المأمون الهضيبي ، ثم حمل جثمانه في صندوق خشبي متواضع وضع في سيارة ميكرو باص، وسار خلفه المشيعون، وكانوا مئات الآلا ف وصل تقرير بعضهم إلى نصف مليون، وقال آخرون: كانوا مليوناً يسيرون في موكب مهيب، يبكون في صمت وحزن وخشوع.


واخيرًا :
الأستاذ مصطفي مشهور تاريخ طويل من الجهاد والتضحيات ، ومواقف تربوية لا تنتهي ، كُتبت لمحات بسيطة منها ويحتاج تاريخه ان يُسجل و يُدرس ويُأخذ منها الكثيرمن الفوائد التي تفيد الأجيال القادمة بإذن الله تعالي ، عليه رحمة الله واسكنه فسيح جناته ، اللهم آمين.
منَ الناسِ مَيْتٌ وهوَ حيٌّ بذكرِهِ   ...  وحيٌّ سليمٌ وهْوَ فِي النَّاسِ مَيتُ
فأمَّا الذي قَدْ ماتَ والذِكرُ ناشرٌ ...  فمَيتٌ لهُ دينٌ، بهِ الفضْلُ يُنعَتُ

مراجع:
مصطفى مشهور- ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
مصطفى مشهور- موسوعة الإخوان المسلمين
شبكة الدعوة مؤسسها الأستاذ فتحي يكن
الجزيرة نت- المعرفة
مدونة مصطفي الطحان
إحياء علوم الدين للغزالي رحمه الله تعالي
موقع الموسوعة العالمية للشعر العربي
موقع نبي الرحمة- رابطة العالم الإسلامي
موقع الألوكة
موقع ملتقي أهل السنة
الشبكة الدعوية
كتابات الأستاذ مصطفي مشهور