اهتم كثير من الأدباء العرب بالألغاز الشعرية وعلم البديع، وانتشرت هذه الظاهرة في عصور انحطاط الأدب خاصةً، فوصل إلينا كثير من هذه النماذج النثرية والشعرية، أكثرها مغرق في التكلف والصنعة ولا يستسيغه الذوق السليم؛ بيد أن هذه الظاهرة خلَّفت لنا من بين ما خلفت آثارًا أدبيةً، غاية في الطرافة والروعة.

 

سنعرض لبعض هذه النماذج، على أن تحاول المشاركة بالتفكير معنا في محاولة الوقوف على موضع البديع فيها.

 

هل استطعت أخي القارئ الكريم التوصل إلى السر في الأبيات التي نشرناها الحلقة الماضية؟ لقد عمد الشاعر إلى نظم قصيدته في مدح "نوفل بن دارم" ولكن إذا حذفت أعجاز الأبيات تحولت إلى قصيدة هجائية هكذا:

إذا أتيتَ نَوْفَلَ بْنَ دَارِمِ

وجدْتَهُ أظلمَ كُلّ ظالمِ

وأبخلَ الأعرابِ والأعاجمِ

لا يستحي من لومِ كلِّ لائمِ

ولا يراعي جانبَ المكارمِ

أسرار جديدة

 

واليوم ننتقل إلى صورة جديدة في الأبيات التالية:

الحمد لله الصمد             حال السرور والكمد

الله لا إله إلا                      الله مولاك الأحد

لا أم لله ولا                           والد ولا ولد

أول كل أولٍّ                     أصل الأصول والعُمد

الواسع الآلاء والآراء                   علمًا والمدد

الحول والطول له                    لا درع إلا ما سرد

 

حاول قراءة الأبيات السابقة واكتشاف السر البديعي الذي تحويه، مع العلم أنه لا علاقه له بالقلب أو ما لا يستحيل بالانعكاس أو الحذف أو الإضافة، وإلا فعليك انتظارنا إلى الغد؛ إن شاء الله تعالى.