صمت يوم تاسوعاء، ولا أذكر هل شربت ماءً وقت الفجر أم لا، ولم أنوِ الصيام بعد الفجر؛ فهل يصح أم عليَّ أن أصوم يومًا بعد عاشوراء؟

 

يجيب عن السؤال فضيلة الشيخ/ سعد الدسوقي- من علماء الأزهر الشريف:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد..

فالنية ركن في العبادات حتى تتميز عن العادات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات".

 

وتبييت النية في الصوم من الليل واجب في صوم الفريضة؛ سواء كانت أداءً أو قضاءً؛ لكن الأمر يختلف في النافلة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح فلم يجد طعامًا مهيأً نوى الصيام ذلك اليوم، وأحيانًا يصبح صائمًا، ثم يجد طعامًا شهيًّا فيأكل منه ويقطع صوم النافلة.

وتحدثنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه، فتقول كما في صحيح مسلم: "دخل عليًّ النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "هل عندكم شيء؟" فقلنا: لا، قال "فإني إذًا صائم"، ثم أتانا يومًا آخر، فقلنا: يا رسول الله أُهدِي لنا حيس (وهو ثريد من أخلاط أو تمر مع السمن والأقط)، فقال "أرينيه فلقد أصبحت صائمًا" فأكل.

 

ومن هنا أخذ الفقهاء أن صوم النافلة يجوز بنية في النهار قبل الزوال، ما لم يسبقه شيء من المفطرات.

 

وأما من عدم تأكدك؛ هل شربت ماءً وقت الفجر أم لا، فما دمتِ لم تتيقني ذلك؛ فالصوم صحيح إن شاء الله تعالى، وليس عليك إعادة يوم بعد عاشوراء.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والله أعلم.