ما حكم التعامل مع أهل الديانات غير السماوية؟

 

يجيب عن السؤال فضيلة الشيخ سعد الدسوقي من علماء الأزهر الشريف:

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عباده الذين اصطفى وبعد،،

إذا أردنا أن نحمل تعليمات الإسلام في معاملة المخالفين له في ضوء ما يحل وما يحرم، فحسبنا آيتان من كتاب ربنا عزَّ وجلَّ جديرتان أن تكونا دستورًا جامعًا في هذا الشأن، وهما قوله تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (9)﴾ (الممتحنة).

 

فالآية الأولى لم ترغِّب في العدل والإقساط فحسب إلى غير المسلمين الذين لم يقاتلوا المسلمين في الدين ولم يخرجوهم من ديارهم- أي أولئك الذين لا حرب ولا عداوة بينهم وبين المسلمين-، بل رغَّبت الآية في برهم والإحسان إليهم، والبر كلمة جامعة لمعاني الخير والتوسع فيه، فهو أمر فوق العدل، وهي الكلمة التي يعبر بها المسلمون عن أوجب الحقوق والبشرية عليهم، وذلك هو بر الوالدين.

 

وفي قوله: ﴿لا يَنْهَاكُمْ اللهُ﴾ هذا التعبير قُصد به نفس ما كان عالقًا بالأذهان ولا يزال، إن المخالف في الدين لا يستحق برًّا ولا قسطًا ولا مودة ولا حسن عشرة، فيبين الله تعالى أن لا ينهى المؤمنين عن ذلك مع كل المخالفين لهم بل مع المحاربين لهم العادين عليهم.