هل ارتداء البنطال المحتشم حرام مع طرحة تخفي المنطقة المطلوب عدم ظهورها؟

يجيب عن السؤال: فضيلة الشيخ سعد الدسوقي- من علماء الأزهر الشريف:

الحمد لله وكفى وصلاةً وسلامًا على عباده الذين اصطفى وبعد،،

أولاً: نصيحة إلى الرجال المؤمنين أن يكونوا رعاةً لمن تحت أيديهم من الأهل، من بنين وبنات وزوجات وأخوات وغيرهم، وأن يتقوا الله تعالى في هذه الرعية، وألا يدعوا الحبل على الغارب للنساء اللاتي قال في حقهن النبي صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن" (البخاري).

 

وأرى ألا ينساق المسلمون وراء هذه الأزياء وأنواع الملابس التي ترد إلينا من هنا ومن هناك، وكثير منها لا يتلاءم مع الزي الإسلامي، الذي يكون فيه الستر الكامل للمرأة، مثل الملابس القصيرة أو الضيقة جدًّا أو الخفيفة.

 

فالواجب على المسلمة أن تلبس من الثياب ما يستر بدنها، ويستر عورتها؛ وذلك بلبس ما لا يصف البشرة كالشفاف، ولا يصف حجم العورة كالضيق، والبنطال هو مما يصف جسم وعورة المرأة، والإسلام من أهدافه الحفاظ على العورات والبعد عن كشفها؛ لأن التهاون في ذلك من وسائل الوقوع فيما حرَّم الله من الزنا ودواعيه.

 

فالواجب على المسلمة أن تلتزم بآداب الإسلام في لباسها وفي حركاتها وفي كلامها، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)﴾ (الأحزاب).

 

وقال تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ﴾ (النور: من الآية 31).

 

ونرى منع لبس المرأة للبنطال مطلقًا ما لم يكن أسفل الجلباب؛ وذلك لأنه تشبه بالرجال، فالذين يلبسون البنطال هم الرجال، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم المتشبهات من النساء بالرجال.

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم، والله تعالى أعلم.