السائل: ياسر- البحيرة، مصر:

أنا حاليًّا خاطب، ولا أستطيع الجلوس مع خطيبتي؛ لأنها تسكن في مكان بعيد، ولم يتسنَّ لي أو لها معرفة كل طرف بالآخر، فهل يجوز الكلام معها في هاتف للتعارف على بعض والاطمئنان؟!

 

* يجيب عن السؤال: فضيلة الشيخ سعد الدسوقي- من علماء الأزهر الشريف:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..

الخطيبة، يعني المخطوبة، أجنبية عن الخاطب، لا فرق بينها وبين من لم تكن خطيبة؛ حتى يعقد عليها، وعلى هذا فلا يجوز للخاطب أن يتحدث مع المخطوبة، أو يتصل بها إلا بالقدر الذي أباحه الشرع، والذي أباحه الشرع هو أنه إذا عزم على خطبة امرأة فإنه ينظر إلى وجهها وكفيها وقدميها ورأسها، ولكن دون أن يتحدث معها؛ اللهم إلا القدر الضروري كما لو كان عند النظر إليها بحضور وليِّها، يتحدث معها مثلاً بقدر الضرورة، مثل أن يقول مثلاً: تشترطين كذا أو تشترطين كذا وما شابه ذلك.

 

أما محادثتها في الهاتف بالساعة والساعتين؛ فإن هذا حرام ولا يحل.. يقول بعض الخاطبين: أحادثها من أجل أن أفهم من حالها أو أفهمها عن حالي، فيقال: ما دمت قد أقدمت على الخطبة فإنك لم تقدم إلا وقد عرفت الشيء الكثير من حالها، ولم تقبل هي أيضًا إلا وقد عرفت الشيء الكبير عن حالك، فلا حاجة إلى المكالمة بالهاتف، والغالب أن المكالمة بالهاتف مع الخطيبة لا تخلو من شهوة، أو تمنع شهوة يعني شهوة جنسية، أو تمتع يعني تلذذ بمخاطبتها أو مكالمتها، وهي لا تحل له الآن حتى يتمتع بمخاطبتها أو يتلذذ بذلك معها.

 

ونقول للأخ السائل: الأولى والأفضل لك أن تعجل بعقد النكاح لتكون حلالاً مكالمةً ومجالسةً ونظرًا، وانوِ ذلك من أجل إرضاء ربك، وفاتح وليها في ذلك وستجد خيرًا، كما قال صلى الله عليه وسلم: "من يتحرَّ الخير يعطه"، عصمنا الله وإياك من الحرام، ورزقنا الحلال الطيب، والله أعلم.