دأبت عصابة مبارك، من ضباط أمن الدولة ومعاونيهم، على تعذيب الإخوان منذ وقت مبكر.. فمنذ منتصف الثمانينيات وأفراد الجماعة تحت مقصلة التعذيب، وقد زادت حالات الإهانة وانتهاك آدمية الموقوفين منذ انتخابات عام 1987م التي تم أثناءها اعتقال الآلاف من أعضاء الجماعة، وعوملوا وقتها معاملة غير آدمية، وجرت على كثير منهم عمليات ضرب وصعق بالكهرباء، وتعليق من الأيدي والأرجل وغيرها.

 

وقد داوم النظام على هذه الطريقة مع الإخوان، فقبيل الانتخابات العامة أو الأحداث السياسية المهمة، يقوم باعتقال أعضاء الجماعة، ويمارس ضدهم عمليات التعذيب، كوسيلة ضغط للحصول على معلومات من ناحية، أو لصرف العضو عن الجماعة من ناحية ثانية.

 

وفي الفترة (1987: 1997م) كان طلاب الجماعة هم أكثر الإخوان تعذيبًا؛ للسببين اللذين ذكرناهما؛ فإن الطالب صغير السن غير الخبير بمبادئ الإخوان قد يصرفه هذا التعذيب عن صف الجماعة، بل عن الدعوة عمومًا، وتسجل تلك السنوات المبكرة حالات تعذيب بشعة للطلاب، خصوصًا أثناء الفصول الدراسية.

 

وقد لاحظنا أن الأربعة عشر عامًا الأخيرة (1997: 2011م) من حكم مبارك، هي التي زادت فيها حالات التعذيب، وتخطت الطلاب إلى عموم الإخوان، بل طالت قادة من الجماعة، ما كان أحد يتصور- فيما سبق- أن يتعرضوا لتلك الانتهاكات، كما لاحظنا أن هذا العمل غير الإنساني صار دوريًّا، أي بشكل منتظم ومرتب، فكأن الحالات تسلم بعضها بعضًا، كما لاحظنا أنها كانت ممنهجة، فالأدوات والأساليب واحدة، حتى المبررات التي كان يسوقها الجلادون لأفعالهم الشنيعة، واحدة، وهذا كله يؤكد أن هذا التعذيب كان سياسة دولة، ورغبة نظام، ولم يكن من سلوك ضابط بعينه أو شخص تغلبه قسوته فيستخدمها ضد الإخوان.

 

بعض حالات تعذيب الإخوان

وفيما يلي عرض مختصر لبعض حالات التعذيب التي وقعت ضد أعضاء الإخوان خلال الأربعة عشر عامًا الأخيرة (مع العلم أن هذه الحالات هي التي تم تداولها والحديث عنها في وسائل الإعلام، أو قدم أصحابها بلاغات رسمية إلى النائب العام، وللعلم فإن هناك عشرات الآلاف من الحالات تعرضت للتعذيب، منها حالات أشرفت على الموت، لكن لم يتم الإعلان عنها؛ لأن النظام لم يكن يسمح بذلك، أو كان الضحية يفضل عدم البوح بما وقع عليه؛ خوفًا من اعتقاله ثم تعذيبه مرة أخرى، باختصار: لم يفلت أخ ممن تم اعتقالهم من التعذيب، وهم الذين يقدر عددهم في عهد مبارك بحوالي 50 ألفًا):

- في أول يوليو 1997م، أشرف المقدم أشرف الهواري (شريف سري) والرائد عادل عبد الرحمن، على عمليات تعذيب بشعة ضد مجموعة من الإخوان المفرج عنهم في قضية الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين بالجيزة.. وقد تمثل التعذيب في تجريد المواطنين من ملابسهم كاملة، وصعقهم بالكهرباء في أماكن حساسة، وضربهم ضربًا مبرحًا في كل مناطق الجسم، والضرب (بالبيادة) على الوجه، بالإضافة إلى الضغوط النفسية التي تمثلت في التهديد بالاعتقال أو عدم تنفيذ قرار إخلاء السبيل. - في 20 من نوفمبر 1997م، تم تقديم عدة بلاغات رسمية إلى النائب العام بشأن عمليات التعذيب الوحشية التي ينفذها ضباط أمن الدولة تجاه المهندس محمود الراوي وعدد آخر من المعتقلين معظمهم من الطلاب، وقال شهود عيان: إن آخر مرة شوهد فيها الراوي كان محمولاً على نقالة لاستكمال التحقيقات في مقر أمن الدولة بمدينة السلام بالقاهرة. - في سابقة خطيرة، أقدم ضابط أمن الدولة بالإسكندرية يوم (20 من نوفمبر 1997م) على إهانة أحد علماء الأزهر، وهو الشيخ محمد عبد الهادي، إمام وخطيب مسجد أحمد عرابي بالعامرية، والاعتداء عليه بالسب والضرب، والصعق بالكهرباء.. ووصل التعدي من الضابط الذي يدعى (هارون) ومساعده (محمد الزرقا) إلى سب الأزهر وعلمائه، وقاما بإلقاء عمامة الشيخ على الأرض ودهساها تحت أقدامهما. - في أول نوفمبر 1998م، تم اعتقال: المحمدي عبد المقصود، الدكتور حسين جمعة، وحامد عبد الدايم، من بلدتهم بالمنصورة، وعلى الرغم من قرار النيابة بالإفراج عنهم، إلا أن مباحث أمن الدولة استضافتهم؛ حيث تم تعذيبهم، وصعقهم بالكهرباء في أماكن حساسة من أجسادهم، بعد تجريدهم من ملابسهم، وهدد الضباط: جمال اللوزي، هيثم الوشاحي، ومحمد رضا- الذين قاموا بعمليات التعذيب- بإحضار زوجات المعتقلين والاعتداء عليهم، أو إلقائهم من الدور السادس وكتابة تقرير يؤكد انتحارهم. - في 7 من أكتوبر 1998م، اقتحم الضابط أشرف فراج (حسام نور الدين) بفرع شمال الجيزة، منزل المواطن أحمد عباس، من قرية كفر حجازي مركز إمبابة، ولم يكن موجودًا في البيت وقتها، فقام الضابط بالاعتداء على والدته وإخوته بالضرب المبرح بالعصي، والاعتداء على أخواته البنات في مواطن العفة، وسبهنّ، ثم قام ومن معه بتفتيش المنزل، وبعثرة محتوياته، وإتلاف الأثاث، والاستيلاء على مبلغ من المال (160 جنيهًا).

 

وعندما توجه أحمد عباس إلى مقرّ أمن الدولة للاستعلام عما حدث، قاموا- على الفور- باعتقاله، وتعصيب عينيه، وتقييده من الخلف، وتقييد قدميه.. وعندما رآه الضابط (حسام نور الدين) انهال عليه بالضرب، وهدده بالقتل إن لم يعترف بانتمائه إلى الإخوان، وطلب منه التعاون مرشدًا لأمن الدولة، ولما رفض عباس التعاون معه، قام الضابط بتجريده من ملابسه، وصعقه بالكهرباء في جميع أجزاء جسده، ووضع عصا غليظة في دبره، وإطفاء السجائر في جسده، مع الضرب المبرّح- وهو مقيد- والتهديد بالاعتداء الجنسي عليه، وقد استمر هذا التعذيب لمدة خمسة أيام، من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثانية عشرة ليلاً، باستثناء الفترات التي كان يغشى عليه فيها. - في 15 من مارس 1999م، أقدم عدد من ضباط أمن الدولة بالجيزة، على تعذيب الأخ جمعة إمام، وهو على ذمة الحبس الاحتياطي، حتى توقفت شعيراته الدموية عن العمل من شدة التعذيب، وكانت نيابة أمن الدولة قد أمرت بحبس جمعة 15 يومًا، إلا أن ضباط المباحث (أحمد حامد، محمد محمود، إبراهيم عبد الجواد، وآخرين) قاموا بترحيله إلى مقر جابر بن حيان لتعذيبه، حتى فقد القدرة على الحركة، وظهرت آثار الصعق الكهربائي والضرب والتعليق على جميع أجزاء جسده. - في 27 من يوليو 2000م، تقدم محامو الإخوان بعدد من البلاغات ضد من قاموا بعمليات تعذيب داخل مقار أمن الدولة بعدد من محافظات الجمهورية، طالت أكثر من ثلاثين شابًّا، تم اعتقالهم على ذمة الانتخابات البرلمانية التي تمت في نوفمبر من السنة نفسها، ففي الغربية مثلاً قام ضابط يدعى جمال الشرقاوي بأمن الدولة بزفتى، باعتقال عدد من شباب الإخوان بالمركز، وتعذيبهم تعذيبًا شديدًا، وتهديدهم بالاعتداء الجنسي عليهم، وصعقهم بالكهرباء، ولم يتوقف عن تعذيبهم إلا بعد إصابة بعضهم بنزيف دموي حاد، وفي المنيا تعرض عماد الدين حسن- على مدار ثلاثة أيام- لتعذيب بشع في مقر أمن الدولة بالمدينة؛ حيث تعرض للضرب، والتعليق من الخلف، والصعق بالكهرباء؛ لإجباره على الاعتراف باتهامات وهمية. - من أجل الحصول على معلومات حول ترتيبات الإخوان للانتخابات النقابية في نقابتَي المهندسين والتجاريين، قامت مباحث أمن الدولة في كل من الجيزة (فرع إمبابة) والقاهرة (الفرع الرئيسي بلاظوغلي) باعتقال كل من: سيف الإسلام رشوان، عضو مجلس شعبة المحاسبين والمراجعين بالنقابة العامة للتجاريين، والمهندس أحمد جمعة، عضو مجلس النقابة العامة للمهندسين سابقًا، ومورست ضدهما وسائل تعذيب شديدة، ما جعل لجنة الحريات بنقابة المحامين تتبنى قضية اعتقالهما وتعذيبهما، وقد عقدت اللجنة وقتها مؤتمرًا صحفيًّا شرحت فيه ما جرى لهما على أيدي ضباط أمن الدولة بالفرعين المذكورين.. ففي 7 من مايو 2001م تم اقتياد سيف الإسلام بعد تفتيش منزله وإتلاف محتوياته، وترويع أبنائه وسكان العمارة التي يقطنها.. وفيما بعد- في مقر أمن الدولة- تم سحله وتعذيبه بشكل وحشي على مدى أربعة أيام متتالية؛ حيث جرى تجريده من ملابسه، وتم تعليقه كالذبيحة، وتم جلده، وتعليقه في (الفلكة).. وقد ترك هذا التعذيب آثاره الواضحة على جسده، أما المهندس أحمد جمعة؛ فقد مورست ضده أيضًا أبشع أنواع التعذيب؛ لإجباره على الإدلاء بمعلومات تتعلق بترشيحات الإخوان في الانتخابات المقبلة بنقابة المهندسين.

 

- في 27 من مايو 2005م، وفي مقر أمن الدولة بالجيزة (جابر بن حيان)، قام اثنان من الضباط (حسن عبد الحميد، أسامة الجبالي) بتجريد الأخ خيري عمر-الباحث في العلوم السياسية- من ملابسه بالكامل، وانتزاع شعر صدره، وضرب خصيتيه بعصا غليظة، وجذبه من مكان حساس بجسده، وطرحه أرضًا والسير عليه بالأقدام، وتهديده بالاعتداء الجنسي. - قبيل انتخابات 2005م التي بدأت مرحلتها الأولى في 25 من نوفمبر، قامت قوات الأمن باعتقال الأخ علي السيد سليم (مصاب بشلل أطفال)، من قرية صفط زريق بالشرقية، وتم منعه من حضور جنازة والده الذي توفي (يوم 16 من ديسمبر) أثناء فترة احتجازه، ولم يكتفوا بذلك بل لفقوا له تهمة حيازة سلاح أبيض في القضية رقم (184 أمن دولة طوارئ لسنة 2005م).

 

- طلعت صلاح (مدرس أحيل لعمل إداري) من إخوان قرية اللشت بالعياط.. في يوم 5 من ديسمبر 2005 وفي ساعة متأخرة من الليل أصابه الرعب من الطرقات العنيفة على باب بيته، والتي بثت في نفوس أهل بيته وجيرانه- بل قريته كلها- الفزع.. وقد تم اقتياده بعدها إلى (جابر بن حيان)، ومنه إلى أحد معسكرات الأمن المركزي (بالكيلو 5،10 مصر إسكندرية الصحراوي)، وما إن لامست قدماه أرض المعسكر،  حتى استدعاه الضابط المدعو شريف عمر (من مكتب أمن الدولة بالحوامدية) الذي قام بتهديده بشكل مباشر وعنيف، ثم بدأ في ضربه (بالبوكس) في وجهه، ودفع به إلى الحائط، مع صفعات متواصلة على الوجه استمرت لأكثر من نصف ساعة، ثم ألقاه أرضًا ووضع الحذاء على وجهه.. ثم بدأ في نزع ملابسه قطعة تلو أخرى إلى أن أصبح عريانًا تمامًا، حينئذ بدأ يكرر الضرب مرة أخري، ثم قام بوضع آلة حادة في مؤخرته، سببت له آلامًا بدنية ونفسية رهيبة.. ولم يكتف الضابط بذلك، بل قام بالبصق في وجهه، ثم تركه (عريانًا) لمدة ساعة ونصف الساعة.. واستدعاه مرة ثانية، وقام بالتحقيق معه لفترة أخرى تخللتها وصلة من الشتائم القذرة، ختمها بقوله: «أنا سيدك وسيد البلد، ولن يستطيع أحد أن يفعل معي شيئًا». - يحكي محمد أحمد عبد الهادي الزمر، المدرس المثالي على مستوى الجمهورية (من قرية ناهيا بالجيزة) ما جرى له يوم 5 من ديسمبر 2005م بعد اعتقاله على يد ضابط أمن الدولة بكرداسة يقول: «في تمام الساعة الثانية بعد منتصف ليل هذا اليوم- وقد وجّه الضابط الذي اعتقلني سيلاً من السباب والشتائم القذرة لزوجتي- تمَّ اقتيادي إلى (جابر بن حيان)، ثم إلى (الكيلو 5،10).. تمَّ استدعائي للتحقيق في اليوم التالي من وقت صلاة العشاء حتى الثالثة فجرًا وأنا معصوب العينين.. وقد نتج عن هذا التحقيق كسر ضلعين بالجهة اليمنى من الصدر، وحدوث ثقب بالأذن نتيجة الضرب باللكمات، والضرب المبرِّح في الصدر، والضرب في العنق؛ لإجباري على الاعتراف ضد بعض الإخوان في المنطقة، وإبلاغهم بأسماء جميع من أعرفهم من الإخوان.. وفي اليوم التالي جردوني من ملابسي، وتركوني في البرد الشديد لفترات طويلة. - لم تشفع له عضويته بمجلس النقابة العامة للزراعيين، أو أستاذيته بالمركز القومي للبحوث، في النجاة من أيدي زبانية التعذيب في معسكرات الأمن (بالكيلو 5،10).. إنه الدكتور صبحي عفيفي الذي وصف عملية اقتحام منزله أثناء القبض عليه بالبشعة؛ حيث تم انتزاعه من بين أبنائه، وقد أصر الطغاة على وضع عصابة على عينيه منذ اعتقاله في بيته حتى وصوله إلى معسكرات الأمن.. وهناك وجد 42 من إخوانه في زنزانة لا تزيد مساحتها على 5 * 6 أمتار، لا تصلح -حسب وصفه- حظيرة حيوان، وليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل رغبة منهم في إذلالهم كانوا يرسلون إليهم كل فترة جنديًّا يأمرهم بالوقوف ووضع الوجه في الحائط ورفع الأيدي، ما أدى إلى إصابة البعض بالإغماء.. وقد قام أحد الضباط بتمزيق ملابسه بالكامل أمام زملائه، وسط مجموعة منتقاة من أحط الشتائم استمرت لمدة ساعتين.

 

- في 14 من ديسمبر 2006م، قام الضابطان: خالد طبش ومحمد شهده، باستدعاء الأخ أحمد الحمضي لمباحث أمن الدولة بكفر الشيخ؛ حيث تم تعذيبه بالضرب، والصعق بالكهرباء، والتهديد بحرق مكتبته (مكتبة فجر).. وهددوه بإحضار زوجته والاعتداء عليها أمام عينيه، كما تم تجريده من ملابسه، وتغميته، ثم تم رش مادة (سبراي) على جسده وهو عارٍ، مؤكدين له أن هذه المادة ستمنعه من القدرة على الإنجاب، وقد طلب الضابطان منه توقيع ورق على بياض، ولما رفض انهالوا عليه ضربًا وركلاً، وأخذوا منه السجل التجاري وكل الأوراق الرسمية المتعلقة بالمكتبة. - قام ضابط أمن الدولة بدمنهور (ناجي الجمال) باعتقال الطالب أحمد عبد الفتاح، بكلية الآداب بدمنهور، داخل فرع أمن الدولة بالبحيرة، بعد القبض عليه من حرم الكلية أثناء مشاركته في يوم لدعم غزة، وقد قام الضابط والمخبرون بضربه ضربًا مبرِّحًا، وصعقه بالكهرباء في جميع أجزاء جسده، ثم أجبروه على تقبيل أحذية الضباط، جدير بالذكر أن هذا الضابط نفسه (ناجي الجمال) هو الذي ألقى الأخ فارس بركات يوم 17 من مايو 2009م من الدور الرابع بأحد المباني بدمنهور. - في 2 من إبريل 2009م، تعرَّض كل من ناصر سيد وعبد المجيد شعبان، للتعذيب البشع على يد الضابطين وائل مخلوف وعمر المفتي، من مباحث أمن الدولة ببني سويف؛ حيث تم اعتقالهما من منزليهما بقرية أشمنت، وتم عرضهما على النيابة التي أخلت سبيلهما، إلا أنه تم اقتيادهما إلى مقرِّ أمن الدولة؛ حيث تعرضا لصنوف التعذيب من ضرب وإهانة وتجريد من الملابس، ثم تمت إعادتهما إلى مركز شرطة ناصر، لكن مُنع عنهما الطعام، ومُنع المحامون من مقابلتهما.

 

- في 24 من سبتمبر 2009م، قامت قوات الأمن بالاعتداء على طلاب مدرسة الجزيرة بالإسكندرية بالعصي الكهربائية، ونزع حجاب أمهاتهم؛ لمنعهم من التظاهر أمام المدرسة اعتراضًا على غلقها إرضاءً لمباحث أمن الدولة، وقد منعت قوات الأمن تواجد أي وسيلة إعلامية، واعتقلوا مراسل جريدة (الدستور).. وأثناء اعتداء تلك القوات على أولياء الأمور، أصابوا الأخ حمادة عبد اللطيف بشلل رباعي، وقد تم اعتقاله بعد نقله إلى المستشفى الجامعي مصابًا بكسر في الفقرة القطنية الأولى بالعمود الفقري، وتهتك النخاع الشوكي؛ مما نتج عنه فقدان الحركة والإحساس بأطرافه الأربعة، وعدم التحكم في قضاء الحاجة. - اعتدت الأجهزة الأمنية بمحافظة الجيزة والمخبرون بقسم الهرم، بالضرب المبرح طوال ليلة بكاملها على ستة من الإخوان كان يقومون بالدعاية الانتخابية لعزب مصطفى عضو مجلس الشعب، المرشح لانتخابات الشورى في 2010م. كان الإخوة الستة قد تم اختطافهم خلال مسيرة انتخابية للمرشح بمنطقة الرماية؛ حيث فوجئوا بقوات أمنية حاشدة مصحوبة بعدد من البلطجية تحاصر المسيرة، وقاموا بفضها مستخدمين الهراوات الغليظة؛ ما أدى إلى وقوع العديد من المصابين. 

 

 تقدم محمد علي درويش (أحد إخوان مدينة أوسيم بالجيزة) ببلاغ إلى النيابة؛ للتحقيق في واقعة تعذيبه داخل مقر أمن الدولة بمدينته؛ حيث كان أحد أفراد أمن الدولة قد استوقفه أثناء سيره في الشارع يوم 8 من يناير 2011م، ثم اصطحبه إلى مكتب أمن الدولة، ثم عاد به إلى منزله ومعه قوة أمنية قامت بتفتيش المنزل وتكسير الأجهزة الموجودة به.. ثم اصطحبوه ثانية إلى مكتب أمن الدولة، وهناك تم تعصيب عينيه، وربط يديه من الخلف.. ثم قَدِم ضابط يدعى ماهر توفيق، وقام بتوجيه السباب القذر إليه، وخلع ملابسه، وتناوب- هو ومجموعة من الأمناء والجنود- على ضربه بعنف بالأيدي والأقدام في مختلف أنحاء جسده.