عندما نتحدث عن نزول مرشح لجماعة الإخوان المسلمين إثر قرار هز أرجاء مصر كلها، وترك آثاره على  دول قريبة وبعيدة، ووسط أحداث سياسية في مصر أخف وصف لها أنها معقدة ومتشابكة، إلى الدرجة التي لا تستطيع فيها على وجه اليقين الحكم عليها أنها عشوائية أم منظمة.

 

وعندما نتحدث عن نزول مرشح للإخوان المسلمين في ظل سهام توجه لجماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة من كل جانب- على اعتبار من البعض أنه من البطولة أن تحارب من يمسك بالسلطة أيًّا كان-، وأن ينزل هذا المرشح في وقت ضيق للغاية وفي جو متوتر، ويكون المطلوب في هذه الفترة القصيرة أن يتم توضيح الرؤية وإزالة الشبهات والتعريف بالمرشح وعرض برنامجه.

 

وعندما نتحدث عن ذلك كله وأكثر، فإني أعرف بالتأكيد أنني أتحدث عن مهمة صعبة لا يستطيع أن يقوم بها إلا رجال ونساء، فتيان وفتيات، تعودوا على الصعاب، وألفوا التحدي، أناس يدركون أن الدعوة إلى الله سلسلة من المهمات الصعبة، قصيرة أحيانًا، طويلة أحيانًا أخرى، قد تكون المهمة مرة على شكل محنة تحتاج إلى صبر واحتساب ودعاء، أو تكون المهمة على شكل بناء يحتاج إلى جهد وفكر وتخطيط.

 

أناس يعرفون أنهم خلقوا للصعاب وأن الصعاب خلقت من أجلهم، لكنهم يعرفون أيضًا أن لديهم من أسلحة الإيمان والصبر والفكر والعلم والذكاء والخبرة، ما يجعلهم يتحدون العالم كله، وأنهم دائمًا على ثقة أنهم في النهاية سيصلون إلى ما يريدون، لأنهم يتوكلون على مالك السموات والأرض، على رب هو على كل شيء قدير.

 

عن الإخوان المسلمين أتحدث..

لقد قرنت الصعاب بدعوة الإخوان المسلمين، وصنعت دعوة الإخوان على مدار ثمانين عامًا غيرت مسار التاريخ المصري في مراحله الأولى، صنعت مئات الرموز البطولية التي بهرت كل من عرفها، بهرتهم لأنهم لم يعرفوا الاستسلام يومًا رغم كل ما لاقوه من أهوال، بهروهم، لأن الجبل كان شاهقًا جدًّا، وكانوا يقولون للناس إنهم يومًا سيصلون إلى أعلى الجبل، فلا يصدقهم الناس لكنهم يبتسمون لهم في رفق ويستمرون في الصعود.

 

عن الإخوان المسلمين أتحدث..  وإليهم

 

انتخابات الرئاسة.. الإمكانات والمشكلة والفرص

وإذا كان تاريخ الإخوان زاخرًا بتحديات أسطورية كتب الله لنا في الكثير منها النجاح بما حمله الإخوان من عزيمة وإيمان وفكر وجهد، فإننا اليوم أمام تحدٍّ من نوع فريد، مطلوب وفي زمن قياسي أن تُغطى مصر من أقصاها إلى أقصاها بحملة الدكتور محمد مرسي مرشحًا لحزب الحرية والعدالة، سيرة ذاتية ورؤية للأحداث وتوضيحًا لمشروع نهضة قادم، ولكي نعرف أبعاد المهمة، ينبغي أن نبحث في ثلاثة محاور:

- ما هي الإمكانيات المتاحة لدينا؟

- ما هي المشاكل التي تواجهنا؟

- ما هي الفرص المتاحة لنا؟

 

أولاً: الإمكانيات المتاحة:

1) إمكانيات بشرية هائلة قادرة أن تنتشر في وقت قصير جدًّا  لتصل إلى كل مكان في مصر، لا لتذكر اسم الدكتور محمد مرسي فقط كمرشح رئاسي، ولكن لتتحدث وتشرح وتناقش وتقنع بإذن الله.

 

2) سيرة ذاتية قوية لمرشحنا الرئاسي الدكتور محمد مرسي.

 

3) مشروع نهضة متكامل ليس مكتوبًا على الورق فقط، بل  رؤية لإمكانية تنفيذه على أرض الواقع.

 

4) علاقات قوية مع أصدقائنا والقريبين منا وكثيرون يحبوننا ويستطيعون أن يتفهموا مواقفنا حتى وإن ضغط الإعلام في اتجاهات عكسية.

 

5) قدرة هائلة على التنظيم وهيكلة اللجان بسرعة، لتعمل في اتجاهات مختلفة وبسرعة وبقوة تختصر الوقت.

 

6) إمكانات مالية يدفعها الإخوان من أموالهم إنفاقًا في سبيل الله وفي سبيل دعوة يؤمنون بها وبأفكارها.

 

ثانيًا: المشكلات:

1) الوقت قصير.

 

2) أعداد كبيرة تحتاج إلى نقاش في بعض وجهات النظر.

 

3) إعلام يعمل في عكس الاتجاه.

 

ثالثًا: الفرص:

مع وجود الإمكانات المذكورة سابقًا، وبشرط العمل بقوة وبكثافة، مع استغلال كل ساعة عمل، ستتزايد فرص النجاح يومًا بعد يوم للأسباب الآتية:

1) الناس تقبل أن تتغير أفكارها مع الحوار والنقاش، خصوصًا إذا تحدث إليهم من يثق فيهم، ويجد أن لديهم رؤية واضحة، ومبررات لمواقفهم، ومشروعًا يدافعون عنه.

 

2) الناس لأول مرة تتعرض لفكرة المشروع الحضاري الذي يشارك فيه كل المصريين، وفكرة النهضة الحقيقية التي تنقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة خلال سنوات بسيطة.

 

3) الأحداث متسارعة، تجعل المؤشرات لا تثبت على حال  من يوم إلى يوم، وتجعل الناس تغير أفكارها وتغير اتجاهاتها، ولعل ما حدث في يوم واحد من استبعاد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل والمهندس خيرت الشاطر واللواء عمر سليمان خير شاهد على ذلك، ومن هذه الأحداث ما سيصب حتمًا في صالحنا.

 

4) تأييد الهيئة الشرعية للإصلاح للدكتور محمد مرسي  مرشحًا للرئاسة، وهي هيئة تضم من بينها الشيخ محمد حسان، والشيخ محمد حسين يعقوب، والشيخ محمد عبد المقصود، والشيخ ياسر برهامي، والشيخ محمد إسماعيل المقدم، والشيخ نشأت أحمد، وهم قامات علمية مؤثرة في قطاعات كبيرة من الشعب المصري.

 

تذكروا معي فرصنا من أسبوع مضى، وفرصنا اليوم، لتتأكدوا معي أن الفرص تتزايد، وستتزايد أكثر وأكثر مع مزيد من الجهد والعمل والإخلاص لله والتوكل عليه.

 

أحبائي الكرام.. إنه تحدٍّ كبير.. نعم، لكن تحدي الصعاب حكاية ليست جديدة على الإخوان، فهي قصة يحكيها الإخوان لأنفسهم ولأولادهم منذ زمن بعيد.

 

إنها قصة يعرفها الإخوان.. فواصلوا العمل في سبيل الله، إنه نعم المولى ونعم النصير.

"وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" (التوبة:105)

---------------

[email protected]   *