الأستاذ حسن البنا يقول: "الإخوان المسلمون لا يسعون للحكم.. ولكن الحكم هو الذي يسعى إليهم..."!

 

هل يسعى (الإخوان المسلمون) لتولي الحكم؟ وما برنامجهم السياسي والاجتماعي؟ وما موقفهم من الأحزاب السياسية والمطالب القومية؟.. أسئلة تجول لا ريبَ بخواطر الكثيرين, ويجيب عنها فيما يلي فضيلة الأستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان.

 

نحن والحكم!

الإخوان المسلمون لا يسعون لتولي الحكم, ولا يجعلون هذا مقصدًا من مقاصدهم؛ لأن مهمتهم التي حددوها لأنفسهم هي إيضاح مبادئ عليا, وطبع النفوس على هذه المبادئ.فمهمتهم الأولى تربية الشعب لا تولي الحكم، ولكن النتيجة الدستورية لهذا الموقف, أنه إذا انتشرت هذه المبادئ واجتمع الناس عليها وصار المؤمنون بها أغلبية, أفضى الحكم إلى مَن يعملون لها ويمثلونها.. فنحن لا نسعى للحكم, ولكنه هو الذي سيسعى إلينا فيما نعتقد.. وحينئذٍ نُفكِّر في تحديد موقفنا منه: أنقبله أم نرفضه؟!

 

برنامجنا..!

أما إذا أُسند الحكم إلى الإخوان فإنهم يعملون- من الوجهة السياسية- على تطعيم أساليبه بالروح الكريم الذي أشاعه الإسلام بين الحاكم والمحكوم, من الثقة التي أساسها العدل والرعاية في الأول, والنصح والطمأنينة في الثاني, مع السعي بكل الوسائل في تحرير البلاد من كل سلطانٍ أجنبي.

 

ومن الوجهة الاجتماعية يعملون على تحقيق مبادئ الإسلام في المجتمع.. تلك المبادئ التي قوامها الوحدة والعدالة الاجتماعية والتقريب بين الطبقات, وإتاحة الفرص للجميع, ليعيشوا عيشةً راضيةً, والتكافل الاجتماعي الذي يجعل من المجتمع وحدةً في الشعور الطاهر, والآلام, والسراء والضراء, ومحاربة الضعف الخلقي, والفقر, والجهل والمرض.. ومن الوجهة العربية يعملون لتدعيم الجامعة، وامتداد معناها إلى كل نواحي الحياة, والقضاء بروحها على كل مظاهر الفرقة والخلاف.