وطـني الذي أســكنتـُهُ في مهجــتي     لو غـابَ عن قلـبي لَغِـبتُ عن الحيــاهْ

فهو الرفيقـة والصـديقــة والمســـــــ      ــــرَّة والمسيرة والطريــق إلى النجــاهْ 

هـــو أمُّنـــــا وأماننـــــا وزماننـــــا     ومكـاننـــا ونشــيدنا فــوق الشـفــاهْ 

هو رحمـة يخشـى عدالـتها الـطغــاه     وعـدالة يصــبو لرحمتهــا الحـفـــاهْ 

هو قلعــة ٌتحـمي الحــقـوق وأهلهــا     لـَبنـَاتُها تقـــوى يبـاركهــا الإلــــهْ 

وبُنــَـاتـُها قـــومٌ تســـامـوا للعـــــلا     فاسـتيقنوا مغــزى الوجـود ومنتهـاهْ 

آذانـُـهم قـلــبٌ صَــفـَـى بالمصـــطـفى      فســمى على درك المــلاهي واللهـــاهْ

وقـلــوبُهم أذنٌ تنــــام عـن الهــــوى     وتعــود يقظـتهـا بحـىِّ على الصــلاهْ 

إن صـحـَّـت الدُّنيــا فهـمْ عـمـــَّـارهـا     أو ضـلَّت الدنيـــا فهمْ فيهـا الهـٌـدَاه 

هــمْ أمـــةٌ خُصـَّـتْ بنـــورِ محمــــدٍ     صـلى عليـــه اللــه في أعــلى عــُـلاهْ 

فهـو السـراجُ بنـوره انقـشـع الدُجـَى     والرحمــة المهـــداة حـتى للقســـــاهْ 

تلقـــاهُ بشــــًًا إن أتـــــاه موحــــــدٌ     وتـــراهُ ذا حــلم إذا وغـــدٌ هجـــَـاهْ 

لك يا حــبيبَ اللـه ألــــفُ تحـــيــةٍ     يا قائــــدًا ومعلمــــًًا نــأبى ســـــواهْ

علّمـتنـــــا أن الســـــــيادة أمـــــــةٌ     أبنــاؤهـا جســدٌ وحـرمتــُهُ دمــــاهْ 

ونهـيتنـــــا أن نســـتبـد بغــــيرنـا     والعـفــوُ يــومَ الفتــحِ درسٌ للغــُـلاهْ

فإذَا دَعَـوْتَ فـَجـُـدْ برَحْمَــةِ مُرْضـِـع ٍ    وَبِعـَطـْف أَبٍ ضــَلَّ عَنْ جَهْـلٍ فـَتـَـاهْ

واجـنـح إذا جــنحــوا لســلمٍٍ عــادلٍٍ     واغـْــمـدْ سـيوفَ البأسِ إلا للغـــُزَاهْ 

فالديــن لا يبــنى بســاحات الوغــى     والكــفـر لا يفــنى إذا غلــظ الدعــاهْ 

والمســـــلمـون إذا أرادوا مـــــــنبـرًا      فمكـارم الأخــلاق درب من ابتغـــاهْ

وهــدايةُ الإنســـان لم نؤمــرْ بهــــا     فاللـه يهــدي الســالكينَ إلى هـــُـداهْ 

والمـصـــطـفى لـو كان يمــلك أمرهــَـا     لهـًدَى بهــا كـل البغـَـايا والبُغـــَـاهْ 

فاعــلمْ بــأنَّ الخــلق كـان لحكمــــةٍ     ولذاتهـــا حتمـــًا ســيبلغُ منتهــَــاهْ

واعــلمْ بأنـــك إن تكـُنْ مســتخلفـــًا     فســماحة الرحمّن تشـملُ مَنْ عصـَــاهْ  

فاخــرجْ من الدنيــَـا وقــدْ أعْـمَرتهـا     لا يسـتوى أهــلُ الدمـَـار مع البنــَـاهْ

--------------

[email protected]