- قرارات الرئيس الأخيرة استجابة لمطالب الشارع

- لا علاقة لمكتب الإرشاد بقرارات الرئاسة

- رموز النظام البائد لن تتوقف عن الثورة المضادة

- تعيين د. الجنزوري طبيعي.. واعترضنا على أداء الحكومة فقط

- حان وقت الالتفاف حول المصالح العليا للوطن

 

حوار: مصطفى شاهين

العديد من الأمور الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين وأداؤها السياسي والدعوي تغير كثيرًا بعد ثورة 25 يناير، والكثير من قضايا السياسة الداخلية تتطور بشكل سريع، أصبح من الصعب الوقوف عليها وتناولها وتحليلها ومعرفة ما يدور وراءها ومعرفة علاقة جماعة الإخوان المسلمين بها.

 

وتدور العديد من التساؤلات حول الشأن الدولي ومستقبل العلاقات المصرية الدولية، خاصةً دول الجوار بعدما وصل د. محمد مرسي إلى سدة الحكم.

 

(إخوان أون لاين) حاور د. محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين للوقوف على آخر التطورات والمستجدات السياسية وعلاقة جماعة الإخوان بهذه التطورات وعلاقة الإخوان بمؤسسة الرئاسة.

 

* بداية ما هو تقييمك لأداء جماعة لإخوان الدعوي وبعد الثورة؟

** لا شك أنَّ التغيرات التي حدثت للثورة تغيرات كثيرة، أحسب أن كثيرًا من الإخوان غير قادر بعد على استيعاب هذه التغيرات، وبالتالي قد لا يتفاعل معها، وأظن أن كل مستوى يحتاج إلى كثير من المراجعة، لكن التفاعلات الجماهيرية بالذات وحركة الفعاليات على الأرض أظن أنها جيدة، خاصةً في المناطق التي كانت تحتاج الجماعة لأن توجد فيها على أرض الشارع، أحسب أنه مستوى معقول، وما زال هناك خطوات كثيرة للإخوان أن يتفاعلوا فيها أكثر، ما زال هناك الهجمة الإعلامية وما يقابلها من حركة الإخوان مع الناس محدودة.

 

* هل تقصد أن المستوى الدعوي لأفراد الإخوان ليس على المستوى المطلوب بعد الثورة؟

** لا أستطيع أن أقول هذا.. أقول إن هناك متغيرات في الساحة ما زال عدد من الإخوان غير قادر على أن يكيف نفسه معها، وبالتالي يتحرك البعض بالحركة البطيئة بذات المعوقات التي كانت موجودة قبل الثورة.

 

* بماذا تنصح أفراد الإخوان حتى يكيفوا أنفسهم مع تغيرات ما بعد ثورة 25 يناير؟

** أعتقد أن كل أخ ينبغي أن يراجع نفسه.. هناك مناخ جديد الآن تمَّ استحداثه بعد الثورة، سواء على المستوى السياسي أو على مستوى الاجتماعي أو على مستوى القدرة على الحركة مع الناس.. هناك متغيرات حدثت نتيجة مساحة الحرية التي تمتع بها الشعب المصري سنة ونصف السنة، وهي فترة مقبولة.. هناك رئيس جمهورية منتخب وهو جزء من التيار الإسلامي والإخواني بالذات، مطلوب من كل أخ على المستوى الفردي ومن كل أسرة على مستوى الشعبة أن يعيد مرةً أخرى استخدام الأساليب المناسبة مع المتغيرات التي حدثت.. أظن أن الكثير ما زال يستخدم الأساليب التي كانت تستخدم في السابق.

 

* ما هو تقييمك لأداء الجماعة السياسي أو أداء حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة بعد الثورة؟

** أداء جيد على المستوى العام، وهذا لا يعني أن يكون أداء الأفراد على نفس الدرجة، أيضًا ما زال لدينا أزمة في التصريحات الصحفية لدى كثير من الأفراد، هناك سيولة صحفية قد يكون جزء منها مكذوبًا على الإخوان، لكن قد يكون جزء منها اندفاعًا من بعض الإخوان عندما يتحدث في قضايا ليست من مسئولياته، وبالتالي يتطوع بمعلومات ليست صحيحة تستثمرها بعض وسائل الإعلام بشكل سيئ، أيضًا الالتحام الجماهيري والمشاركة في مشكلات الجماهير وحلها م زلنا في وضع ليس على المستوى الجيد.

 

* بالنسبة للتصريحات الصحفية، كانت هناك أنباء عن اختيار المهندس خيرت الشاطر هو المتحدث الإعلامي الوحيد لجماعة الإخوان المسلمين، ما صحة هذه الأنباء؟

* لا.. لا.. غير صحيح، المتحدث الإعلامي هو د. محمود غزلان، لكن الفترة التي جاءت قبيل انتخابات الرئاسة كان هناك تحديد لمجموعة من الأفراد هي التي تتحدث للإعلام؛ نظرًا لحساسية الفترة الموجودة فقط، كان من ضمنهم المهندس خيرت الشاطر، لكن لم يطرح أن يكون متحدثًا إعلاميًّا للجماعة.

 

القرارات الأخيرة لمؤسسة الرئاسة

* قرارات جريئة وحاسمة اتخذها الرئيس د. محمد مرسي بإحالة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان للتقاعد وإلغاء الإعلان الدستوري المكمل.. ما تعليقك على هذه القرارات؟

** أعتقد أنَّ هذه القرارات جاءت تكملة لمتطلبات الشارع وتلبيةً لمطالب الثورة.. الثورة حين جاءت تريد تحول السلطة العسكرية لسلطة مدنية بشكل حقيقي وليس بشكل وهمي، كلنا يعلم أنه قبل إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة بفترة قصيرة جدًّا صدر الإعلان الدستوري المكمل، وهو ما اعتبره البعض نوعًا من أنواع استلام السلطة من الرئيس المنتخب، فضلاً عن استمرار المجلس العسكري في أداء دوره السياسي وليس العسكري، وأظن أنه بعد أحداث رفح كانت هناك فرصة جيدة؛ لأن يعود الجيش لمواقعه ومهمته الأساسية الجليلة، وبالتالي كانت قرارات الرئيس محمد مرسي موفقة وفي توقيت مناسب، ربما رأى البعض أنها متأخرة بعض الشيء، لكن ربما له بعض الأعذار في اختيار التوقيت الذي يراه مناسبًا.

 

* هناك عدة سيناريوهات حدثت يعتقد أنها السبب في هذه القرارات، منها أحداث رفح، وعدم القدرة على حماية جنازة رفح، أو تعمد إحراج الرئيس في الجنازة، ومنها محاولة الانقلاب العسكري على الرئيس يوم 25 أغسطس عقب تظاهرات 24 من الشهر الجاري؛ أيُّ هذه السيناريوهات أقرب للصواب في رأيك؟

** لا أريد أن نسير وراء مجموعة من الشائعات وليست الحقائق، والحقائق التي لدينا ونعلمها جميعًا أن المؤسسة العسكرية انشغلت بفعل تكليفها بتأمين البلاد داخليًّا بالعمل الداخلي عن العمل الخارجي وتأمين الحدود وهي مهمتها الرئيسية، ربما انشغل البعض بالعمل السياسي واتخاذ قرارات سياسية نظرًا للمرحلة التي نعيش فيها، وحادث رفح أثبت أن هناك تراخيًا في المهام العسكرية وتبني حماية الحدود الدولية، وبالتالي كان يجب أن تعود هذه الأمور إلى نصابها؛ كون أن هناك شائعات تقول إن هناك انقلابًا معدًّا أو مدبرًا أو كذا هذا كلام لم يثبت صحته، وبالتالي لا نضعه نحن كسيناريو. 

 

* هل صحيح أن مكتب الإرشاد فوجئ بهذه القرارات؟

** بالتأكيد كل قرارات الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية قرارات مستقلة لا علاقة لمكتب الإرشاد بها.

 

 
* هل هذا يعني أن مكتب الإرشاد لا يقدم الدعم للدكتور محمد مرسي بعد فوزه في انتخابات الرئاسة؟

** لا.. هناك فارق بين الدعم والمشورة وتقديم النصح في بعض القضايا، وبين اتخاذ القرارات، نحن دائمًا كنا نقدم النصح للمجلس العسكري في كثير من الوسائل، وكنا نتصل في بعض الأحيان وننصح أو نشير عليهم، وكذلك بقية القوى السياسية، لكن هذا لا علاقة له باتخاذ القرار.

 

* هناك من يقول إن هذه القرارات تمت بالاتفاق مع المجلس العسكري.

** أنا لا أظن ذلك، ليس لديَّ أي تأكيد على صحة هذا القول، هناك فارق بين أن يكون هو نوعًا من أنواع التشاور بعد الاستقرار على هذه القرارات، وبين أن يكون هناك نوع من أنواع الاتفاق، أنا أعتقد أنه شيء طبيعي أن يكون المجلس العسكري محاطًا بهذه القرارات، لكن فارق أن يحاط بهذه القرارات أو أن يؤخذ رأيه بهذه فيها.

 

* هل تعتقد أن هذه القرارات تعدُّ خروجًا آمنًا للقيادات العسكرية؟

** لا أعتقد أن قضية الخروج الآمن هي قضية كانت مطروحة على الساحة، أعتقد أن الشعب المصري كله شعب طيب بطبعه مسالم بطبعه.. المجلس العسكري أدى ما عليه من واجبات بشكل جيد وإن كنا نعتقد أن هناك بعض الممارسات غير المناسبة والقرارات غير الصائبة أو المتأخرة، وهو شيء طبيعي؛ لأن المجلس العسكري غير مختص بالعمل السياسي، فطبيعي أن يكون متخبطًا في قراراته السياسية.. هذه أخطاء يغفرها الشعب المصري للمهمة الجليلة التي قام بها الجيش.

 

الجيش المصري جيش وطني يقوم بمهامه بشكل صحيح لم يصطدم مع الشعب المصري في تاريخه كله، بالإضافة إلى أن المجلس العسكري وعد بتسليم السلطة إلى سلطة مدنية، وأوفى بهذه الوعد؛ كون هناك بعض الإشكاليات هذا لا يعني إطلاقًا أنه يحتاج إلى خروج آمن، وأعتقد أن الشعب المصري يقدِّر لقيادات الجيش ما قامت من مهام وواجبات وتكليفات ويغفر لهم إذا كانت ثمة أخطاء.

 

* لكن بعض القيادات والحركات الثورية تطالب بمحاكمة قيادات في المجلس العسكري على تهم قتل متظاهرين وغيرها.

** الآن لم يثبت أن المجلس العسكري أدين في قتل المتظاهرين، نحن مع أن يحاسب أي شخص أيًّا كان موقعه شارك في قتل متظاهرين أو شارك في جرائم يستحق أن يحاسب عليها، ويعاقب وفقًا للقانون.

 

* هل تتوقع رد فعل لفلول النظام البائد خاصةً بعد هذه القرارات التي اتخذها د. محمد مرسي والتي تتعلق بإحالة المشير طنطاوي والفريق سامي عنان للتقاعد؟

** أظن أن رموز النظام لن تتوقف في حال من الأحوال في محاولة إهدار الثورة أو إيقافها أو عدم استمرار مسيرتها، وهم يحاولون محاولات كثيرة، لكن لا أظن أنهم سينجحون.. الشعب لن يسمح لهم أن ينجحوا في عدم استكمال الثورة.

 

* ماذا يجب على الشعب المصري عمله حتى يُوقف هذه المحاولات؟

** يقظة الشعب واستمرار ثوريته ووقوفه بجانب رئيس الجمهورية ودعم قراراته، ومحاولات دعمه، وكشف محاولات فلول النظام من افتعال الأزمات والمشاكل، سيؤدي إلى أن فلول النظام سيتوارون شيئًا فشيئًا إلى أن ينتهوا، وأعتقد أن فلول النظام هم فئة قليلة جدًا، هي رموز استفادت من فساد النظام السابق بشكل كبير جدًا ولا تريد أن تفقد ما حصلت عليه.

 

* لكن يبقى تعيين كمال الجنزوري مستشارًا للرئيس د. محمد مرسي لغزًا حيّر الكثير، هل هو تكتيك سياسي أم ماذا؟ ولماذا تقوم الرئاسة باتخاذ قرارات غامضة كهذه؟ بالإضافة إلى تعيين عدد من وزراء من رجال النظام السابق.

** أنا لا أراه لغزًا، أولاً تعيين الوزراء مع د. هشام قنديل هو ليس معنى أن نتحدث عن رموز النظام وفلوله الذين أفسدوا الحياة السياسية أن يتم إبعاد كل أعضاء الحزب الوطني، ومنهم كثيرون شرفاء طاهرو اليد وليس عليهم غبار كثير، نتحدث هنا عن الذين أفسدوا في الحياة السياسية، وبالتالي شيء طبيعي أن يكون بعض رموز النظام السابق أو بعض الذي كان يمكن أن يحسبوا على النظام البائد موجودين.

 

قضية الدكتور الجنزوري أنا أراها شيئًا طبيعيًّا جدًا، نحن لم نعترض على أدائه الشخصي وإنما كنا نعترض على أداء الحكومة وعدم وجود صلاحيات لهذه الحكومة، وبالتالي فشلها في المرحلة الانتقالية.. الكل يعلم أن د. الجنزوري رجل وطني وتاريخه نظيف، وبالتالي أن يكون مستشار رئيس الجمهورية أنا أرى أنه شيء طبيعي.

 

* لكن بيان الجماعة الذي صدر في شهر مارس من العام الجاري وصف الحكومة بالفاشلة وتريد أن تحرق مصر.

** وما زلنا نصف الحكومة بأنها فاشلة، لكن ليس معناها أن كل أعضائها سيئو النية، هنا فارق بين الأداء وسوء النية.. نحن حين تحدثنا حتى عن أداء المجلس العسكري وقلنا إن أداء المجلس العسكري متباطئ في بعض الأحيان ومتأخر في بعض الأحيان ومتعثر في بعض الأحيان، هذا لا يعني أن يتهم هؤلاء بالخيانة، هذا تقدير موقف فقط.

 

* لكن جملة "أن الحكومة تريد أن تحرق مصر" التي وردت في بيان الجماعة ربما تحمل معنى آخر غير مجرد الفشل.

** لا.. هناك بعض القرارات التي اتخذتها الحكومة.. قرارات في تقديرنا أنها قرارات غير مناسبة وجاءت لتستبق الأحداث، ربما يكون الجنزوري مشتركًا في هذا بشكل أو آخر، باعتباره رئيس الحكومة، لكن كما قلت إن الحكومة ليس لها صلاحيات كاملة.

 

* هل صحيح أن هناك قيادات إخوانية في مكتب الإرشاد رفضت تعيين الجنزوري مستشارًا للدكتور محمد مرسي وأبدت استياءها من ذلك؟

** لا هذا غير صحيح.. لم نبد استياءنا ولم نبد فرحنا في هذه الأمور على الإطلاق.

 

* لماذا تأخر تسمية الفريق الرئاسي ونواب الرئيس رغم الإعلان عدة مرات عن تسمية الفريق؟

** أعتقد أن تأخر هذه الأمور السبب فيها الأحداث المتلاحقة كأحداث رفح، ثم التغيرات التي تمت داخل المؤسسة العسكرية وغير ذلك؛ تجعل رئيس الجمهورية منشغلاً بهذه الأحداث العظام، عن الأحداث الأقل أهمية، وربما يكون هناك بعض الاعتذارات من بعض المرشحين للمؤسسة الرئاسية، أرى ألا ننشغل كشعب كثيرًا بمؤسسة الرئاسة ومن يكون ومن لا يكون، وأثبت د. محمد مرسي أن كل الادعاءات التي قيلت بأن الوزارة وزارة إخوانية أنها ليست صحيحة ولم تكن الوزارة إخوانية ولم يكن حتى الإخوان فيها أكثرية أو قريبًا من الأكثرية، أيضًا الحديث عن الصحف وأخونة الصحف كلها اتضح أنه كلام إعلامي لا قيمة له ولا وزن له، لم يعين أحد من الإخوان رئيسًا لهذه الصحف؛ فالحديث عن أخونة الدولة ما إلى غير ذلك أحاديث إعلامية لا وجود لها على أرض الواقع.

 

وبالتالي الاحتياج إلى الإعلان بسرعة عن مؤسسة الرئاسة قضية تتطلب تشاور الكثيرين، الرئيس والشخصيات التي يراها مناسبة، لكنني أرى أن سرعة الإعلان عن تحديد توقيتات هذا كان شيئًا لا أراه صوابًا من المستشار الإعلامي، نحن لسنا بحاجة عن الإعلان عن مواعيد، وحين تنتهي مؤسسة الرئاسة يتم الإعلان عنه.

 

 
* بالنسبة لحركة تعيين وتغيير المحافظين، هل ستتدخل الجماعة في هذه التعيينات؟

** الجماعة لا تتدخل إطلاقًا في شئون الرئاسة؛ كون أن لنا بعض الترشيحات التي نرسلها سواء لرئيس الجمهورية أو لرئيس الوزراء هذا من حقنا ومن حق كل الفصائل، لكن نحن لا نملي قرارًا على الرئاسة على الإطلاق.

 

* ماذا تقول للأحزاب والتيارات المصرية المختلفة؟

** أقول آن الأوان أن نرتفع جميعًا عن التفكير اللحظي لمصلحة الأحزاب فقط دون أن تكون مصلحة مصر العليا وهي المصلحة الحاكمة لنا جميعًا، للنهوض جميعًا بمصرنا بغض النظر عن التشكيلات والنسب والحصص وما إلى غير ذلك، أنا أظن أننا انشغلنا بها كثيرًا وضيعنا أوقاتًا كثيرة وضيعنا أشياء كان يمكن أن يتم إنجازها لو أننا انشغلنا بالمصلحة العامة.

 

تظاهرات 24 أغسطس

* ما رأيك في الدعوة التي انطلقت للخروج للتظاهر يوم 24 من الشهر الجاري احتجاجًا على الإخوان والدعوة لإسقاط رئيس الجمهورية؟

** أرى أن هذا نوع من أنواع الإفلاس السياسي ومحاولات خلط للأمور بعضها ببعض، أنت تتحدث الآن عن أن البعض ينادي بعمل تظاهرات سلمية ضد جماعة الإخوان، هذا من حقه، أن يتحدث البعض عن إسقاط جماعة الإخوان هذا ليس من حق أحد؛ لأنه لم يدخل أحد الإخوان رغم أنفه، وإنما الجماعة قائمة بأفرادها وقائمة منذ أكثر من 80 عامًا في ظل كل الأنظمة السابقة، لم يتحدث أحد عن جماعة الإخوان بهذا الشكل الذي يتحدثون عنه، وبالتالي الحديث هنا عن أنه ضد جماعة الإخوان وضد آرائها ليقف ويقول هذا- هذا شأنه- أن يتحدث البعض عن إحراق مقرات الإخوان أو المؤسسات الحكومية أو ما شابه ذلك هذه دعوة للتخريب واستخدام البلطجة والعنف وضد الشرعية، الذي يقول إنه ضد الرئيس مرسي فهو ضد إرادة الشعب وضد العملية الديمقراطية، وبالتالي هو نوع من الإفلاس الشعبي؛ حيث لم يجد له أثر على الساحة.

 

أرى أن هذه الدعوات أقرب إلى "الشو" الإعلامي منها عن الحقيقة، أرى أن أصحابها إما أنهم مرضى نفسيون أو أنهم موتورون أو مدفوعون، لا أحسب أن أحدًا وطنيًّا يتحدث عن غيره بمثل هذه اللهجة التي يتحدثون عنها، نحن نختلف مع أحزاب موجودة على الساحة نختلف مع حزب الوفد في بعض الأشياء نختلف مع حزب التجمع في كثير من الأشياء، لكن ليس معنى هذا أن نقول ينبغي ألا يكون هذا موجودًا.. الاختلاف هنا مصدره الأساسي أن كل فريق منا يعرض بضاعته على الشعب المصري والشعب المصري هو الذي يختار ويعطي صوته لمن يريد، وبالتالي المنافسة تكون في صندوق الانتخابات وليست عبر "الجعجة" أو المطالبة بالمظاهرات لإسقاط هذا أو ذاك.

 

* هل الجماعة مع بعض الفتاوى التي صدرت بتحريم الخروج في تلك التظاهرات؟

** لا لا.. نحن لسنا مع إصدار فتوى في هذا الشأن أو في غيره، هناك أيضًا فارق أن نقول إن التظاهر السلمي حق مكفول للشعب المصري؛ شريطة ألا يعطلوا عملاً أو يعطلوا مؤسسة أو يؤذوا أحدًا، أما الحديث دائمًا عن إصدار فتاوى وإلصاق أعمال بالمثوبة الدينية أو الدنيوية فأرى أن هذا الأمر غير مناسب في هذه الفترة؛ لأنه يفتح الباب أيضًا لأن يصدر آخرون فتوى أخرى في اتجاه أو آخر.

 

الشأن الدولي

* هناك أنباء عن حضور د. مرسي للقمة الإيرانية.. هل جماعة الإخوان مع تعزيز العلاقات الدولية بين مصر وإيران؟

** الجماعة رأيها أنه لا بد تكون علاقات مصر مع الدول كلها علاقات صحيحة ومتميزة، لكنها قائمة على أصول صحيحة، نحن لا يعنينا أن تكون علاقة مصر بالدولة الفلانية علاقة متميزة أو متوترة بقدر ما الذي يدفع هذه العلاقة هل هناك مصالح مشتركة ينبغي مراعاتها، هل هناك تعامل بالندّ بين الطرفين، هل هناك مراعاة للمصالح الموجودة بين الطرفين، لا بد أن تكون هذه العلاقة جيدة، الأصل أن يكون هناك علاقات جيدة بين مصر ودول العالم الإسلامي والعالم العربي كله، لكن شريطة ألا يكون هناك تدخل في شئون الآخرين، ألا يكون هناك اعتداء على حقوق الآخرين في أي مكان.

 

نرى أن إيران ينبغي أن تنفض يديها عن التدخل في شئون العراق وسوريا في دعم بشار الأسد وحينها تكون هذه العلاقات علاقات طبيعية وجيدة.

 

* رسالة توجهها للشعب السوري والثورة السورية.

** لا بد أن يستقر في يقين إخواننا السوريين أن النصر في النهاية للحق وأن الباطل لا يمكن أن يستمر، والظلم لا بد وأن تكون له نهاية، لكن هذا يحتاج إلى شيء من الصبر، يحتاج إلى شيء من التضحية.. النصر لا بد أن يكون للشعب ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستمر بشار الأسد، سيبوء هو ومن معه بإثم كل من قتله ظلمًا وعدوانًا وسينتصر الشعب السوري إن شاء الله تعالى.

 

* ننتقل إلى الوضع في فلسطين بعد أحداث رفح الأخيرة هل تأثر الوضع كثيرًا وضيق الخناق على الفلسطينيين بعد غلق معبر رفح وهدم الأنفاق؟

** أنا أعتقد أن هذه القضية مفتعلة في البداية لمحاولة إيهام المجتمع المصري أن هناك عددًا من الفلسطينيين شاركوا في هذه الأحداث، أنا لا أعتقد أن أحدًا من الفلسطينيين شارك في هذه الأحداث، لأنه ليس من مصلحة أهل قطاع غزة توتر العلاقات بين مصر وبين قطاع غزة، بل على العكس من مصلحتهم أن تستمر هذه العلاقات بشكل جيد وتأمين الحدود ليس مطلبًا مصريًّا فقط وإنما مطلب مصري وفلسطيني.

 

أما الأنفاق فكانت موجودة قبل وصول د. مرسي وبالتالي ليست موجودة الآن، وسببها أن الحدود المفتوحة بشكل طبيعي كانت غير مفتوحة بشكل طبيعي، وبالتالي يلجأ البعض إلى تهريب مواد غذائية عبر هذه النفاق، إذا فتحت الحدود وتمَّ إيصال احتياجات الشعب الفلسطيني عبر معبر رفح لن يكون لهذه الأنفاق وجود أصلاً.

 

* رسالة توجهها للشعب الفلسطيني المجاهد.

** الشعب الفلسطيني بحاجة إلى أن يتوحد حول قيادة موحدة، يحتاج أن يجتمع أبناؤه كلهم سواء في الضفة أو في غزة أو في الخارج حول قيادة واحدة، وأن تحتل القضية الفلسطينية الجزء الأكبر في انتمائهم وألا ينشغلوا في الخلافات الداخلية كثيرًا وأن يستفيدوا من الثورات العربية بأن تكون هذه الثورات ظهيرًا قويًّا لهم في محاولة الوصول لحل عادل في القضية الفلسطينية إن شاء الله تعالى.