أكدت هيئة مكتب البرلمان العربي في اجتماعها في مقر جامعة الدول العربية اليوم ضرورة إحالة جرائم ومجازر النظام السوري إلى محكمة الجنايات الدولية تطبيقًا لإحكام المادة السابعة من النظام السياسي للمحكمة التي تعتبر هذه الجرائم جرائم ضد الإنسانية.

 

وطالبت الهيئة بمعاقبة ومحاسبة المسئولين السوريين المتسببين في هذه الجرائم، واعتبارهم مجرمي حرب؛ وذلك استنادًا وتأكيدًا للمبدأ الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2005م المتضمن مسئولية المجتمع الدولي عن توفير الحماية للشعوب التي فشلت دولها في حماية شعبها بتدخلٍ عسكري جماعي وحاسم ما لم تنجح الوسائل الدبلوماسية، جاء ذلك في بيان صدر اليوم في ختام اجتماع هيئة المكتب وتلاه رئيس البرلمان/ علي سالم الدقباسي في مؤتمر صحفي اليوم بالجامعة العربية.

 

كما قررت هيئة المكتب، توجيه رسائل عاجلة إلى البرلمانات الإقليمية والدولية وإلى الأمم المتحدة، ومؤتمر دول عدم الانحياز وجامعة الدول العربية ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة، تطالبهم فيها باتخاذ الإجراءات والتدابير العاجلة لحماية الشعب السوري؛ ما يتعرض له من فظائع ومذابح ومجازر وما كشفته التقارير والمراقبين الدوليين عن وجود مقابر جماعية لمواطنين سوريين تم إعدامهم ميدانيًّا، وبالجملة على يد النظام السوري، والذين لا ذنبَ لهم سوى مطالبتهم بالحرية والعدالة والعيش في كرامة إنسانية.

 

وقال بيان صدر عن هيئة مكتب البرلمان العربي عقب الاجتماع إنه إيمانًا بكرامة الإنسان وحريته وحقه في التعبير عن آرائه واحترام حقوقه الأساسية، فإنه يتطلع من البرلمانات الإقليمية الدولية وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومؤتمر دول عدم الانحياز إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير العاجلة لحماية وإنقاذ الشعب السوري من أعمال القتل والتنكيل المتصاعدة بفرض منطقة حظر جوي فوق سورية، وتوفير ممرات إنسانية آمنة وفتح المعابر الحدودية أمام اللاجئين من أبناء الشعب السوري إلى دول الجوار الجغرافي، كما يطالب بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً شرعيًّا للشعب السوري، ودعم الجيش الوطني السوري الحر بكل الوسائل الممكنة حتى يتحقق للشعب السوري الحق في العيش في حريةٍ وعدالة، ويدعو كلاًّ من البرلمان الروسي والبرلمان الصيني إلى الضغط على حكومتيهما، وإلى الكفِّ عن الدعم اللوجستي لنظامِ فَقَدَ شرعيته وأهليته ومصداقيته، وعبَّرت هيئة المكتب عن تقديرها وشكرها لكل البرلمانات والدول والمنظمات الدولية والإقليمية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات الإغاثة الدولية التي سارعت في تقديم العون الإنساني العاجل لأبناء الشعب السوري، كما يشيد بما يقوم به الجيش السوري الوطني الحر من أجل تحرير الوطن السوري من نظامٍ فَقَدَ أهليته وشرعيته.

 

ووجهت هيئة المكتب الشكر لحكومات العراق والأردن ولبنان وتركيا على جهودهم في توفير ملاجئ آمنة للمواطنين السوريين الفارين من جحيم النظام، كما عبَّرت عن إدانتها للمواقف الإيرانية المساندة لنظام يقتل شعبه.