أكد الدكتور محمد إبراهيم، وزير الدولة لشئون الآثار، أن إعادة افتتاح السرابيوم المخصصة لعبادة ودفن الثور المقدس أبيس ومقبرتي "ميروروكا"، "وبتاح حتب" تشكل نقطة انطلاق لمجموعة من الافتتاحات المتتالية لعدد من المشروعات والمواقع الأثرية الجديدة بمحافظات مصر الأثرية.

 

وأكد أهمية تلك الافتتاحات في هذا التوقيت لمواكبتها بداية الموسم السياحي الشتوي في مصر منتصف أكتوبر المقبل؛ مما يشكل عامل جذب جديدًا، وإضافة للخريطة السياحية المصرية، وتعد رسالة إلى العالم أن مصر آمنة مستقرة وبلد الأمن والأمان.

 

واستعرض وزير الآثار في مؤتمر صحفي عالمي عقده على هامش الافتتاحات اليوم بمنطقة سقارة الأثرية- حضره علي عبد الرحمن محافظ الجيزة، وعدد من سفراء الدول الأجنبية والأمين العام للمجلس الأعلى للآثار محسن علي وقيادات وزارة الدولة لشئون الآثار، ورؤساء القطاعات بالوزارة- تاريخ منطقة سقارة الأثرية ونبذة علمية عن المقابر.

 

وأوضح أن السرابيوم يعني (مقر أو ضريح الإله سرابيس)، وهو مسمى يوناني مرتبط بالمسمى اليوناني (سرابيس) للإله المصري القديم (حب)؛ أي (الثور أبيس)، وكلمة "سرابيس" كلمة مركبة تجمع بين الإله "أوزير"، والإله "حب".

 

و"سرابيوم سقارة" عبارة عن مجموعة من الممرات المنقورة تحت سطح الأرض، والتي خصّصت لدفن مومياوات "العجل أبيس" في توابيت ضخمة من الجرانيت، وكانت العجول تدفن بكامل تحنيطها كالملوك وتوضع معها أفخم المجوهرات، وتختلف عن "سرابيوم الإسكندرية" الذي كان معبدًا للإله "سرابيس" ثالوث الإسكندرية، وممرات السرابيوم منحوتة في باطن الأرض لمسافة 380 مترًا، تتفرع منها حجرات جانبية بها 24 تابوتًا جرانيتيًّا متوسط وزن كل منها حوالي 65 طنًا، ولم يعد يبقى منه سوى "الدهاليزا السفلية" التي تضم مقابر "العجل أبيس المقدس"، وترجع بداية تاريخها إلى الأسرة 18 والعصر المتأخر.

 

أما بالنسبة لمقبرة "بتاح حتب" و"أخت حتب"، فقد عاشا في عهد أواخر ملوك الأسرة الخامسة "جد كا رع أسسي، وأوناس"، وشغلا مناصب مهمة بينها وزير وقاض، وتركا مقبرتين من أجمل وأهم مقابر سقارة.

 

والمقبرتان ميروروكا وبتاح حتب تعودان إلى نهاية عصر الدولة القديمة وتضمان نقوشًا رائعة تمثل الحياة اليومية عند المصري القديم والتي تتميز بجمالها ودقة ألوانها، وتقع مقبرة "بتاح حتب" غرب الهرم المدرج بسقارة يرجع تاريخها إلى الأسرة الخامسة ( 2560: 2420 ق .م)، وكان صاحبها يرجع لعصر الملك " أسيسي" من ملوك الأسرة الخامسة، وهناك شك في أن يكون صاحبها هو صاحب التعاليم المعروفة بتاح حتب المشهورة من الدولة القديمة.

 

ومن جانبه؛ أشار محافظ الجيزة خلال المؤتمر الصحفي بسقارة إلى أن المحافظة رصدت 50 مليون جنيه لتحسين وتمهيد الطرق المؤدية إلى المناطق الأثرية؛ حيث تحتاج الطرق إلى عمليات رصف وتركيب أعمدة إنارة ووضع كاميرات مراقبة وخدمات متنوعة، مشيرًا إلى أن صندوق السياحة خصص ما يقرب من 30 مليون جنيه لتطوير المنطقة.

 

وأضاف أن المنطقة بحاجة إلى 70 مليون جنيه لإنشاء مبنى للزائرين وغيرها من الخدمات اللازمة لتسهيل عملية الزيارة، مضيفًا أن المحافظة تحتاج لتطوير هذه المناطق الأثرية بها باستمرار وأن الجيزة لديها العديد من المواقع الأثرية الهامة، وأن تحسين هذه المناطق والعمل على رفع كفاءتها يحقق رفع لمستوى المواطنين والحفاظ على الحضارة المصرية العريقة.