إن المشكلة الكبرى التي تعاني منها مصر على مستوى جميع تياراتها وأحزابها هي غياب الإنصاف والشفافية في الحكم على الأشياء هذه المشكلة تعاني منها التيارات العلمانية والليبرالية، كما تعاني منها التيارات الإسلامية.

 

فمثلاً كثير من الاتجاهات الليبرالية حينما تسألها عن رأيها في جماعة الإخوان المسلمين تسمع كمًا فظيعًا ومريعًا من الأوصاف أمثال "دعاة الدولة الدينية الفاشيين الأصوليين الرجعيين عبيد المرشد القطيع" لدرجة تجعل السامع يشمئز من الإخوان إن لم يكن على علم بهم وعندما تسأل بعض الاتجاهات الإسلامية عن الليبراليين فتسمع سيلاً من السباب أمثال "الكفرة الملحدين اللي ما عندهومش دين الإباحيين الانحلاليين لدرجة تجعل تخاف من الليبراليين إن لم تكن على علم بهم".

 

ومثال آخر عندما يمتدح مذيع أو مقدم برنامج الدكتور مرسي تجد بعض الاتجاهات الإسلامية تجعل من هذا المذيع رجلاً وطنيًّا وقوميًّا وبطلاً مغوارًا وعلى الصعيد الآخر تجد الأحزاب الليبرالية تجعل من هذا المذيع منافقًا وعبد للسلطة وعندما يأتي نفس المذيع لينتقد الدكتور مرسي بعد فترة تجد الحال قد انقلب تمامًا.

 

ومثال ثالث عندما تسأل أحد القيادات سواء في الاتجاه الإسلامي أو الليبرالي عن حركة 6 أبريل فيقول إنهم جماعة وطنية صادقة ثم بعد أي موقف أو ردة فعل تجد نفس القيادي يقول إن 6 أبريل مجموعة من الخونة والعملاء رويدًا رويدًا أيها الأحباب ورفقًا بأنفسكم ورفقًا بمصر فليس كل إخواني عضوًا في طالبان وليس كل علماني أو ليبرالي هو ملحد كاره للدين لا يريد مصلحة البلد لا من ينتقد الأحزاب الإسلامية ينتقد الإسلام، وليس كل من ينتقد الأحزاب العلمانية والليبرالية هو ديني متطرف وعبد للسلطة أعتقد أنه بقليل من الإنصاف قد نجتاز تلك المرحلة الصعبة ونخطو بمصر إلى بر الأمان.