أم طارق- ليبيا:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مخطوبة لرجل يكبرني بــ 14 عامًا منذ 7 شهور، ومشكلتي أنني لا أشعر بما تشعر به غيري من المخطوبات، ولا يحدث معي ما يحدث مع صديقاتي؛ لأن خطيبي لا يتصل بي ولا نلتقي بسبب سفره خارج ليبيا نتواصل عن طريق الإيميل أحيانًا، والمبادرة تكون مني وتتلخص في السؤال عن الحال والصحة فقط، وتكون الإجابة منه مختصرة جدًّا.. فكيف أخبره أنني أود التعرف عليه أكثر ولو عن بعد؟

 

تعبت كثيرًا من هذا الوضع حتى أني أُفكِّر جديًّا في فسخ الخطبة.. أرجو المساعدة؟

 

تجيب عليها الكاتبة الصحفية نور الهدى سعد:

عزيزتي أم طارق

رسالتك تنقصها بعض التفاصيل المهمة التي تيسر لي تقديم المشورة بإذن الله، مثل هل أنت أم بالفعل؟ وهذا هو خاطبك الثاني أم أن هذا الاسم كنية ولقب لك؟ وكذلك عمرك الذي أعرفه من خلاله عمر خطيبك؟ على أية حال فإن 14 عامًا من فارق السن بين الخطيب وخطيبته ليست بالأمر المزعج، خاصةً إن كانت المخطوبة ناضجة بما يكفي استيعاب هذا الفارق وتبعاته وآثاره على شخصية الخاطب، فالرجل الذي خُطبت له يا أم طارق أعتقد أن عمره أكبر من أن يجعله مشبوبًا بالعاطفة منطلق اللسان في التعبير من احترامه وافتقاده لك، فهو في سن التحفظ والوقار ولن تظهر مشاعره نحوك إلا بعد الزواج السعيد إن شاء الله

 

لم تذكري في رسالتك كيف تم تعارفكما، وهل هو قريبك أم زميل عمل؟ وهل اضطررت لقبول الخطبة أم وافقت بداية ثم اكتشفت مشاعرك الحقيقية بعد ذلك.

 

وفي كل الأحوال لا أنصحك بالتسرع في فسخ الخطبة، وأن كان هذا حقك باعتبارها مجرد وعد بالزواج، ولكنني أدعوك إلى التفكير في الأمر بعمق وتمهل إلى استعراض ميزات خطيبك الأخرى التي جذبتك إليه، خاصةً أن سفره إلى خارج لبيبا قلل فرص التقارب المشروع بينكما وفهم كل منكما لشخصية الآخر، ومن ثَمَّ نمو المشاعر الطبيعية الإيجابية بينكما.

 

كما أن هناك يا عزيزتي أم طارق بعد آخر في مشكلتك، وهو افتقادك للحب والحنان، خاصةً إذا كنت قد مررت بتجربة زواج سابقة، وهذا ما يجعلك تبالغين من أمر عدم إحساسك بما تحس به غيرك نحو خاطبك، وفي هذا الإطار أؤكد لك أن البشر ليسوا قوالب متشابهة فقد تكون فترة الخطبة عند بعض الفتيات هادئة عاطفيًّا، ولكن الأمر يتغير بعد الزواج ومع العشرة والتقارب النفسي، وقد تكون فترة الخطبة عند كثيرات متأججة العواطف حتى إذا حدث الزواج سقطت الأقنعة وانقلب الحب إلى فتور وكراهية.

 

لقد قال صلى الله عليه وسلم: إن العلم بالتعلم فقيس عليه كل المشاعر والخبرات والسلوكيات التي تكتسب بافتعالها أحيانًا أو إجبار النفس عليها أحيانًا أخرى.

 

وفي حالتك فإن الحب بالتحبب وأعني بالحب التقارب الوجداني المتزن الملتزم بضوابط الشرع، والذي أؤمن بأنه سيحدث حتى إن شاء الله عندما يعود خاطبك من سفره وتتحقق فرص لقائكما وتحاوركما بسلاسة وشفافية.

 

فلا تتسرعي في اتخاذ أي قرار قبل هذه العودة وأكثري من صلاة الحاجة، ودعاء الله أن يشرح صدرك ويفتح فلبك ومشاعرك بخاطبك الوقور الذي أتمنى أن يفرقك بحبه وحنانه بعد الزواج وأن تتبدل مشاعرك نحوه لتعيش معه أجمل وأحلى حياة.

 

مع دعائي وأمنياتي.