م- ع- مصر:

أنا سيدة متزوجة منذ 22 عامًا من إنسان داعية ملتزم ولدينا 5 أبناء أكبرهم على وشك التخرج وأصغرهم في العاشرة، منذ سنة تعرف زوجي على سيدة مطلقة كانت تستعين بفتواه في المسجد وقرر الزواج منها لشعوره بحاجتها لحمايته، ولم أعترض، وفي ليلة البناء بها أصيب بنزيفٍ في المخ وقضى بعض الأيام في العناية المركزة ثم خرج لغرفة عادية، وكنت أقوم بخدمته وأحيانًا كانت تزوره زوجته وأرى كلمات الغزل أمامي وأصبر، ولكن علاقتها به لم تزد على الكلمات، فلم تكن تُكلِّف نفسها حتى عناء وضع وسادة خلف ظهره، ثم طلب أن يُمرَّض في بيته عندي، وكان يقول لي: أنتِ الأصل، وأنا أحب أن أموت على صدرك، وهذا يكفيني.

 

أنا وزوجي تغربنا فترة واختلط مالنا واختلط منا اللحم بالعظم، وهو لا ينكر حقي ولكنه اكتفى بأن عمل لي توكيلاً عامًا وقال لي إنه اتفق مع الزوجة الجديدة على ألا تقاسمنا فيما مضى من مال لأنه كله لي وللأولاد بالطبع، كنت أستحيي أن أفاتحه في شيء فصحته عندي بالدنيا وما فيها، ولكن ابني الأكبر ذكر لي أن محاميًا جاء إلى البيت (وهو بيت والدي ولكن عقد الإيجار باسم زوجي)، وسأل عن ممتلكات زوجي وأخبر الجيران أن معه توكيلاً من أخي الزوجة التي وكَّلت أخاها بتوكيل عام، ويسأل عن كل التفاصيل، لم أخبر زوجي فصحته لا تحتمل ولا أريد له أن يشعر بأن هناك مَن يرثه في حياته والزوجة تزورنا وتجالسه فترات وكأن شيئًا لم يكن، أنا لا أدري كيف أحفظ حقي وحق أولادي، والمحامي حذَّر من التعامل بالتوكيل في حال وفاة الموكل، هل العدل أنه في حال وفاته ترث الزوجة التي لم تشق مع زوجها ولم تتعب معه ولم يستمتع بها كزوجة ولم يقطف زهرة شبابها كالتي في ظروف زوجة زوجي؟ وكيف أتصرف معها؟

 

تجيب عليها الداعية سمية رمضان أحمد...

بسم الله الرحمن الرحيم..

أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو أستغفره وأتوب إليه..

لك الله حبيبتي، زوجة وفية، تهب صحتها ومالها لزوجها، وعندما يُصرِّح لها بالزواج، من امرأةٍ أخرى لا تمانع، بالرغم من اعتراضي الشديد على مجالسة رجل لامرأة غريبة عنه، مع الحديث الذي يؤدي إلى الألفة، فيجب أن يكون مع المرأة محرم في حديثها مع الرجال غير المحارم وإلا يحدث ما لا يُحمد عقباه، إما زواجًا غير متكافئ من المكن أن يؤدي إلى خراب البيوت ويدَّعي الرجل أنه يصون نفسه، وكان يجب أن تكون الصيانة، مع إهدارها من أول مرة، من السماح للنفس من خلوة بامرأة أجنبية، سواء في عمل كالسكرتيرة، أو لحل المشكلات والفتوى كما في حالتك، أو لأي سبب يزينه الشيطان للرجل، فالرجل نادرًا ما يصمد أمام إغراء المرأة، وحدد لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل ذلك حدود التحدث مع امرأة أجنبية، وحدد الشرع لباس المرأة وألا تخضع بالقول أو الفعل، أو تحاول أن تأخذ قصعة أختها، أي تتحايل على الرجل ليتزوجها ويترك امرأته.

 

عمومًا ما أكتبه للعبرة، وأما وقد وقع المحذور في حالتك، ومن باب الفتاوى، تعرف الرجل وتزوج بالفعل، وبالطبع عند تخييره في أول موقف كان الاختيار لبيته الحقيقي وزوجته الأصلية، لدرجة أنه يتمنى أن يموت على صدرك، ونجد رد فعل الأخرى مساويًا له تمامًا فهي ما تريد إلا تأمين ميراثها، وهذا أمر شاذ في إنسانية الإنسان الذي يبحث، والرجل مازال على قيد الحياة، ولا تراعي مرضه ولا نفسية زوجه وأولاده، عمومًا لا تضيعي الوقت ويجب أن يجلس ابنك معه وليس أنتِ ليطلعه على كل ما يحدث، ومن الأفضل في عدم وجودك، حتى لا يتسبب وجودك في إحراجه، ثم أمهليه من الوقت لنرى هل سيفاتحك ويرتب معك الأمور أم ماذا سيفعل، بعد ذلك يأتي تدخلك بدعوى أن هناك غريبة في الوقت الحالي ولا تريدين إلا حقك، أما ماله هو فلا يمكن التحايل فيه بين يدي الله سبحانه، فحقها فيه ثابت شرعًا، ولو لم يتزوجها سوى ساعة من النهار، كان الله في عونك، ويسر لك أمرك وبلغكما حكمة لا تشقيا بعدها أبدًا، وهذه عظة حية تتحرك لمَن أراد الاتعاظ.