كان شابًا صغيرًا يجلس مع أصدقائه وفي لحظة من لحظات الحماسة قال لهم: أستطيع أن أستيقظ في التاسعة صباحًا وأكون مستريحًا....

أو أستيقظ في الثامنة صباحًا وأكون وزيرًا أو محافظًا....

أو أستيقظ في السادسة صباحًا وأكون رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية..

هل تعرفون من أصبح هذا الشاب فيما بعد... إنه (جيمي كارتر) الرئيس الأسبق لأمريكا.....

من منا لا ينتظر الفرج من ربه؟!!

فالمآسي كثيرة.. والطموحات أكثر وأكبر, ذلك يجعل كل منا في حالة من حالات الشغف والانتظار لطفرة ما أو نقلة تحدث في حياته وهذا طيب جدًّا..

فالنبي (صلــــ الله عليه وسلم ـــــى) قال: "أفضل العبادة انتظار الفرج".

لكن الرسول (صلــــ الله عليه وسلم ـــى) لم يقصد بهذا الانتظار النوم نصف اليوم والكسل في النصف الآخر!!

لم يقصد بالانتظار.. الركون، وإنما الحبيب قصد به الأخذ بجميع الأسباب تحت مظلة من الأمل في ربك وانتظار فرجه سبحانه.

 اعرف كثيرًا من أصدقائي ينتظرون ما يسمونها (الخبطة) انتظار الأم لوليدها البكر!!

مثل هؤلاء ينظرون للناجحين أنهم لم ينجزوا ما أنجزوه سوى بخبطة ما غيرت مجرى حياتهم.. نسوا أنهم لم ينجزوا ذلك إلا بعد لأي وكد وعذاب وسلم ذو خطوات وليس (منطًّا) ذا قفزات..

لا أنكر أن ربك سبحانه وتعالى عندما يختبر إيمانك بهدفك وصدقك وإخلاصك يرزقك بنقله ما تنجز لك ما لم تتخيله أنت في وقت محدود..

لكن ذلك لا يتأتى إلا بعد أن يتوافر فيك صدق النيه والأخذ بالأسباب.

الخبطة أو الفرصة ما هي إلا وهم جميل فإن كنت تنوي الانتظار فتزود جيدًا لأنك ستنتظر كثيييييييرا..

يقول الله سبحانه وتعالى (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) (التوبة: من الآية 105)، يحثنا على العمل وليس الركون والراحة والكسل لذلك فنصيحتي لك: لا تعتمد على الخبطة ولكن اعتمد على الخطة.