منذ أربع سنوات رزقت طفلةً جميلةً أعطيتها كل حياتي واهتماماتي وأقضي معها وقتًا طويلاً، خاصة أنني لا أعمل، فهي متعلقة بي لدرجة كبيرة جدًا لدرجة أنها تغار عليّ إذا لعبت مع أي طفل آخر أو حملته أو قبلته، وإذا تحدثت مع والدها تمد يديها الرقيقة وتحول وجهي إليها، والآن أنا في انتظار حادث سعيد آخر وقلقة جدًا من ابنتي، وخصوصًا أن المولود الجديد سيأخذ شيئًا من وقتي واهتمامي، أخاف أن تؤذيه وأخاف على جرح مشاعرها الرقيقة.. فماذا أفعل؟

 

تجيب عليها الكاتبة الصحفية عزة الدمرادش

 

عزيزتي..

قدوم طفل جديد يدخل السعادة والسرور على الأسرة، وفي الوقت نفسه تصحبه بعض المشكلات التي يجب أن تتهيأ لها الأسرة كي تمر الحياة سعيدة ولا يضار أحد بالضيف الجديد، وأكثر من يتأثر بقدوم هذا الضيف هو أصغر فرد في الأسرة، فعند قدوم المولود الجديد ستتبدل المواقع ويأخذ المولود الجديد تلك المكانة وتتوجه إليه الأنظار بقصد أو بدون قصد حتى نتجنب المشكلات النفسية والسلوكية الخاصة بالطفل الأكبر هناك أشياء يجب على الأسرة مراعاتها:

 

- يجب أن تشرحي للطفلة أثناء الحمل أنه سيأتي لها أخ جديد بإذن الله تحبه وتلعب معه.

 

- عندما تلاحظ الطفلة كبر بطن الأم قولي لها: هذا أخوك وأنت هكذا جئت وأن تجعليها تحتضن بطنك وتقبلها، فإن ذلك يخلق محبة مبكرة ويجعل الطفلة شديدة الشوق لرؤية أخيها.

 

- يجب أن ترتبي مكانًا مستقلاً لنوم الطفلة الكبيرة قبل الولادة حتى تتعود على ذلك وحتى لا تفاجأ بمن يحتل مكانها فتزرعي بذلك أول بذور الغيرة.

 

- عندما تذهبين إلى المستشفى تفهمي الطفلة أن ماما ستعود ومعها أخوها الذي تنتظره وأن تشتري لها لعبًا جديدة بحيث تشعر بجو من الفرح مع قدوم أخيها وتنشغل بهذه اللعب، ولا تكذبي عليها وتقولي لها إن أخاك هو الذي أحضر اللعب بل نكتفي بوجودها.

 

- يجب أن تعطيها جزءًا من وقتك للعب وتحمليها وتكلميها مهما كانت الظروف.

 

- عندما ترى الصغيرة أخاها يرضع نفهمها أن الطفل الصغير هكذا يتغذى وأنها ترضع هكذا، وهي الآن كبيرة تأكل مثل الكبار.

 

- اجعليها تساعدك في تغيير ملابس أخيها وتحضرها معك، وعندما يبتسم الصغير قولي لها إنه يبتسم لك، ودائمًا أخبريها أن أخيها يحبها وكلما داعبت الصغير يجب أن تعطيها جرعة مشابهة، مع عدم المقارنة بينهما سواء منك أو من الأقارب.

 

وأنصحك حبيبتي أن تربي الطفلة على الحب وحب الآخرين من حولها، وأهم شيء العدل والمساواة بين الأولاد عملاً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القبل).

 

وكلمة أخيرة في أذنك: في ظل كل هذا لا تنسي زوجك، فإن هناك بعض الأزواج يغار من اهتمام الزوجة بأطفالها، فلا تنسي الاهتمام به وبحقوقه وطلباته، فهو الأب الراعي لهذه الأسرة السعيدة إن شاء الله، فاجعليه يشعر أنه فوق الجميع ولا تكثري من الشكوى له من الأولاد والتعب والسهر والبكاء طوال الليل، فهذه ضريبة الأمومة وكل أم تمر بهذه الظروف حتى تستحق أن نقول إن الجنة تحت أقدام الأمهات.

 

وأقول للزوج: شارك زوجتك بعض الشيء إذا كانت متعبة واشغل الطفلة الكبيرة باللعب إذا كانت الأم مهتمة بالمولود الجديد من رضاعة أو غيار، واحملها عنها بعض الوقت فالحياة مشاركة وأخذ وعطاء.