أكد الدكتور أنور حامد استشاري التغذية والنحافة والسمنة أن مدة الصيام هذا العام تتراوح من 14-15 ساعة والنوم حوالي 5-6 ساعات إذن المتبقي من اليوم حوالي 4-5 ساعات لا بد من حسن استثمارها لإعطاء الجسم كل كايحتاج إليه.. وأكثر ما يحتاج إليه الجسم هو الماء؛ حيث يحتاج الجسم إلى 4 لترات ماء يوميًّا، لكن بسبب الصيام وطول مدة الصيام لا يستطيع الجسم أن يتحصل على أكثر من 2-2و25 لتر يوميًّا، مما يتسبب في انخفاض مستوى الماء بالجسم يومًا بعد الآخر مع استمرار الصيام، مما يؤدي إلى انخفاض أداء وعمل الغدد لإفراز الإنزيمات والهرمونات لأنها تحتاج إلى توفر وسط مائي عالٍ, مما يؤدى إلى أن يخفض الجسم ويقلل من عملياته الحيوية وبالتالي يشعر الصائم بالإجهاد والخمول وقلة النشاط، لذلك الاهتمام بالحصول على قدر كافٍ من الماء من خلال الخضراوات والفاكهة والمشروبات والعصائر على فترات خلال فترة الإفطار.

وحول الغذاء الأفضل في رمضان كان لـ "لإخوان أون لاين" هذا الحوار مع الدكتور أنور حامد:


- في البداية نود إلقاء الضوء على أهم الأغذية التي تعمل على حماية الصائم من العطش؟
الإكثار من تناول السلطة، لأنها تحتوى على عناصر غذائية مرطبة ومفيدة وغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات التي تمد الجسم بالحيوية والنشاط والماء اللازم له، والسلطة كاملة القيمة الغذائية تتكون من بقدونس، والكرفس وخيار والبندورة والبصل والقرنبيط وأنواع أخرى من الخضراوات لا تحصى، بالإضافة إلى تناول البطيخ؛ حيث يؤكد الخبراء أن البطيخ من الفاكهة الصيفية المفيدة في أيام الصيام، حيث يغني عن عشرات الأصناف من الخضراوات واللحوم، لما له من أثر ملطف على المعدة، إضافة إلى غناه بالعديد من العناصر التي تكفي حاجة الإنسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم، خاصةً في أيام الصيف الحارة مع  تجنب تناول الأكلات والأغذية المحتوية على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل وأيضًا الأغذية المالحة والمخللات بخاصة عند وجبة السحور، لأنها تزيد من حاجة الجسم لكميات كبيرة من الماء بعد تناولها.


- يكثر الأفراد من  تناول العصائر والمشروبات المثلجة عند بداية الإفطار ما رأيكم؟
إن الإكثار من السوائل في رمضان مثل العصائر المختلفة والمياه الغازية يؤثر بشدة على المعدة ويقلل كفاءة الهضم، كما يعمد بعض الأفراد إلى شرب الماء المثلج بخاصة عند بداية الإفطار، وهذا لا يروي العطش، بل يؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية، وبالتالي ضعف الهضم، لذا يجب أن تكون درجة الماء معتدلة أو متوسطة البرودة وأن يشربها الفرد متأنيًا وليس دفعة واحدة، تجنب شرب الماء أثناء الأكل فهذه طريقة خاطئة، لأنها لا تعطي فرصة للهضم، مع تجنب شرب العصائر التي تحتوي على مواد مصنعة وملونة،  والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر، وينصح باستبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه.

- وبالنسبة لوجبة السحور بماذا تنصح ؟
- تناول الخضراوات والفواكه الطازجة عند السحور، فإن هذه الأغذية تحتوى على كميات جيدة من الماء والألياف التي تمكث فترة طويلة في الأمعاء، مما يقلل من الإحساس بالجوع والعطش .

- يعتقد بعض الأشخاص أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور يحميهم من الشعور بالعطش أثناء الصيام ما رأيكم ؟
هذا اعتقاد خاطئ لأن معظم هذه المياه زائدة عن حاجة الجسم لذا تقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها، لذا حاول أن تشرب كميات قليلة من الماء في فترات متقطعة من الليل.


- وما أثر الصيام على مرضى الكبد والسكر؟
مرضى الكبد والسكر تحديدًا يجب عليهم مراجعة الطبيب قبل رمضان، وكذلك مراجعة أخصائي واستشاري التغذية قبل الصيام (العام الماضي كانت لدي مريضة تعالج من السمنة وتعاني مرض السكر وأخبرتني أنها لا تستطيع الصيام منذ أن أصيبت بمرض السكر فوصفت لها دواء يساعدها على إنتاج الطاقة من الجسم، مما يساعد على الصيام بدون إجهاد وتناولته وعادت تتهلل أساريرها وقالت إنها صامت ولأول مرة في حياتها منذ أصيبت بالسكر بدون عناء أو إجهاد وقد فزت بدعواتها لي ولله الحمد), لذا أدعو إلى مراجعة المختص.


- وأخيرًا ما نصائحك للصائمين في هذا الشهر الكريم؟
تناول السحور في آخر الوقت والإفطار عند أول الوقت.
يحتاج الجسم إلى السكريات كمولد للطاقة وغذاء للمخ الذي يستهلك ثلثي السكر المتاح في الدم بمفرده، ونظرًا لأن دورة السكريات في الدم يوميًّا تصل إلى أعلاها بعد ساعتين من تناول الوجبة وتصل إلى أدناها بعد مرور 6-8 ساعات، ولأن ساعات الصيام من 14-15 ساعة، إذن بعد مرور 6-8 ساعات من السحور يصل مستوى السكر في الدم إلى أدنى مستوى له ويلجأ الجسم إلى الاعتماد على الاحتياطي من السكريات المخزنة بالكبد وبالعضلات في صورة جليكوجين (نشا حيواني) وهذا المخزون يتناقص يومًا بعد يوم من أيام الصيام لذلك يجب تناول الماء المحلي بالسكر أو التمر المنقوع بالماء أو العصير أثناء الإفطار مباشرة دون الانتظار ودون تناول أي طعام آخر معه يعيق عملية المرور من المعدة إلى الأمعاء للامتصاص (حيث إن الطعام يحتاج إلى هضم بالمعدة من 2-4 ساعات حسب نوع الطعام, ثم يتم تناول الفاكهة أو حلويات خفيفة سهلة الهضم كأم علي, الكاسترد ... إلخ في فترة ما بعد القيام إلى السحور.


- من العادات السيئة المنتشرة في رمضان: تأخير الإفطار ( حتى يتشاهد المؤذن ), عدم السحور أو السحور مبكرًا قبل الفجر، وهاتان العادتان من أخطر العادات على الصحة للصائم بسبب نقص الماء والسكريات.


- كذلك تناول الطعام مباشرة بعد الإفطار, يجعل الصائم يشعر بالخمول وعدم القدرة على القيام بسبب عدم وصول الماء والسكريات إلى الجسم لاحتباسها مع الطعام بالمعدة، والصواب هو تناول العصير أو الماء والتمر مع الأذان ثم الصلاة ثم تناول الإفطار.


- تجنب تناول الحلويات الدسمة والمليئة بالمكسرات والدهون بكثرة أثناء الليل وهو مايجهد المعدة والكبد ويسبب السمنة أيضًا.