‏‫  ظن الانقلابيون الدمويون في مصر من السيسي وأعوانه أنه بمجرد إرهاب الشعب (بالضرب في المليان) لبعض الأفراد واعتقال البعض الآخر ستخرس الألسنة وتكمم الأفواه ويدين الأمر لهم ويسيطرون على البلاد والعباد خاصة أنهم قاموا بانقلابهم المشئوم على الشرعية وغدروا برئيسهم المنتخب قبيل شهر رمضان المعظم أي عند دخول الصيام وفي أشد أوقات الصيف حرارة في شهر يوليو ولكنهم فوجئوا بثورة عارمة مستمرة لا تهدأ يومًا واحدًا وصمود أسطوري من الشعب المصري العظيم الذي استعاد بثورة ٢٥ يناير المجيدة حريته وكرامته ونفض عن نفسه الخضوع والخوف ولن يتخلى عن ذلك أبدًا مهما كلفه وهنا جن جنون هؤلاء الانقلابيين الدمويين وقادهم غباؤهم المعهود لمجابهة ذلك بمزيد من العنف فتورطوا في الدماء والمجازر على يد قوات الداخلية الحاقدة على صحوة الشعب المصري وعلى يد أعوانهم من البلطجية والخارجين على القانون الذين يساقون إما بالمال وإما بتهديد الداخلية لهم وبدعم من الصهاينة والأمريكان خوفًا على مصالحهم في المنطقة وأولها أمن إسرائيل وبتحريض من السياسيين الفاشلين في المنافسة الشريفة على الحكم وتمويل من بعض دول الجوار إما لعمالتهم للأمريكان والصهاينة وإما لخوفهم من الحريات على عروشهم الواهية ونتيجة لكل ذلك وقعت المجزرة تلو الأخرى فيتورطون أكثر في الدماء والحرق والقهر والظلم وتزداد الثورة اشتعالاً وتتسع مساحتها ويكثر مؤيدوها وتتنوع أساليبها.

 

كان لا بد في ظل ذلك أن يفكر هؤلاء الانقلابيين في مخرج آمن لهم من هذه الورطة العويصة التي وقعوا بها فإن هم تراجعوا فمصيرهم معروف إلى محاكمات عادلة تقتص منهم لدماء الأبرياء وتقودهم لا محالة إلى الإعدام وإن تمادوا في غيهم زادت جرائمهم ولن يصلوا إلى غايتهم فليس أمامهم تجاه هذا الاستبسال الشعبي الهائل إلا الضغط بكل الوسائل للحصول على أفضل المكاسب عند الاستسلام والخضوع أمام الحق وللعدل والشرعية.

 

وهكذا نستطيع أن نفسر كيف يجمع هؤلاء المجرمون الدمويون بين المتناقضات فتراهم يتهمون المعارضين لانقلابهم الباطل بالإرهابيين ثم يسعون للتفاوض معهم ويحلون بأحكام باطلة جماعة الإخوان وجمعيتهم وحزبهم ويحظرونها ويعتقلون قادتها بتهم ملفقة ويتركون بعض رموزهم كحلقة وصل للتفاوض والتطبيع ويطاردون النساء والفتيات والصبيان ويعتقلونهم لمجرد رفع شعار رابعة وفي الوقت نفسه يجتلبون الوسطاء من الداخل والخارج للوساطة والتهدئة فهي إذن موجات من التركيع بغرض التطبيع والخروج الأمن..... ولكن هيهات.

 

لقد قال الشعب المصري كلمته الأخيرة وهي أنه لا بديل عن عودة الشرعية كاملة ولم ولن يتزحزح أو يتراجع عن مطالبه قيد أنملة رغم كل هذه الموجات العاتية من الإخضاع والتركيع وكل المحاولات اليائسة من الاستدراج للتطبيع فالثقة في نصر الله للحق على الباطل واليقين في موعوده الذي يحمله هؤلاء المؤمنون يجعلهم يرون الحلم حقيقة والأمل واقعًا متحققًا (ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً)... (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

 

----------

مصري مقيم بقطر