- الحركة الطلابية قدمت 750 شهيدًا ومعتقلاً بالجامعات وأكثر من ألفي مصاب

-عمرو عبد الهادي: الطلاب أيقونة الثورة وصمودهم سينهي الانقلاب قريبًا

- المتحدث باسم طلاب الأزهـر: سنفاجئ الانقلابيين بخطوات تصعيدية جديدة

-  سيف عبد الفتاح: الحركة الطلابية لن يخمدها الرصاص أو غدر الحراس

تحقيق: شيماء الجنبيهي

 

أعادت الحركة الطلابية وفعاليتها الثورية المتجددة رسم خريطة المسار الثوري لثوار الشرعية وأحدثت منذ بدايتها نقلة نوعية في الأداء الثوري على الأرض، لم تعد تزعج الانقلابيين فحسب بل أوشك أن يقضي عليهم، ويبشر بعودة الشرعية الدستورية ومحاكمة الانقلابيين.

 

شهدت الجامعات المصرية حالة ثورية غير عادية في الفترة الماضية، وأصبحت هي الوقود المحرك للثورة، وهدمت كافة السيناريوهات التي "يحلم" بها الانقلابيون لتثبيت انقلابهم،  فلا يكاد يمر يوم إلا وتجد تظاهرة كبيرة داخل الجامعات رفضًا للانقلاب ومجازره بمختلف محافظات مصر، في رسالة قوية من الطلاب للانقلابيين بأن نهايتهم جميعًا ستكون على أيدي الطلاب الذين يغزلون الآن "أحبال المشانق" لهم.

 

جامعات مصر التي قدمت آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين من طلابها، لن تهدأ حتى تنتصر لدماء أبنائها التي سالت بين جدرانها، دون مراعاة ولا اكتراث بحرمة محراب العلم.

 

آلاف الشهداء والمعتقلين

وأظهرت دراسة رصدية- للاتحادات الطلابية- أن عدد ضحايا الانقلاب الدموي من الطلاب والطالبات وصل إلى أكثر من 213 شهيدًا، تم التحقق من 141 منهم حتى الآن و530 معتقلاً ومعتقلة- بينهم 3 حالات وفاة أثناء الاعتقال-، بالإضافة إلى أكثر من 2000 جريح ومصاب في جامعات مصر.

 

وأوضح التقرير الذي وقعت عليه اتحادات طلاب 15 جامعة حكومية أن جامعة الأزهر قدمت النصيب الأكبر من عدد الشهداء والمعتقلين بـ128 طالبًا ثم جامعة القاهرة بـ41 طالبًا ثم المنصورة بـ 39 طالبًا.

 

وفي سياق متصل، شهدت جامعة الأزهر على مدار الأيام الماضية انتفاضة طلابية أصابت الانقلاب بالجنون وجرى اقتحام الأمن عدة مرات لمبنى الجامعة فضلاً عن اقتحام مبنى المدينة الجامعية أثناء تظاهرة ليلة ارتقى على إثرها شهيدين فضلاً عن إصابة عدد آخر، وقد تسبب التعامل الهمجي من جانب قوات الأمن مع طلاب الأزهر في ارتفاع وتيرة التظاهرات اليومية، وابتكار العديد من الأساليب للتعبير عن رفضهم لمجازر الانقلاب.

 

فيما أكد طلاب الأزهر أن الأيام القادمة ستحمل الكثير من الغضب الطلابي تجاه سياسات القمع وتنديدًا بتعامل الانقلاب الدموي مع الطلاب وتجاوز كافة الخطوط الحمراء مع الطلاب إما بضربهم أو سحلهم أو اعتقالهم.

 

لم يختلف الوضع في جامعة القاهرة عن سابقتها فقد شهدت جامعة القاهرة الأسبوع الماضي اعتداء صارخًا من جانب قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع وقنابل الخرطوش مما أدى إلى استشهاد محمد رضا الطالب بكلية الهندسة.

 

أشعل مقتل الشهيد محمد رضا ثورة الغضب الطلابي بجامعة القاهرة وغيرها من الجامعات المصرية، وأضاف وسائل جديدة لثورة الحركة الطلابية، وجعلها أسرش من ذي قبل في مواجهة الانقلاب الدموي الإرهابي خلال فعالياتها السلمية.

 

الوضع بجامعات القاهرة لم يختلف كثيرًا عن الوضع بالمحافظات فمن المنوفية إلى المنيا إلى الإسكندرية تجد الجامعات على صفيح ساخن لاسيما مع الرد الأمني العنيف الذي لم يعتد بحرمة الجامعات، فمؤخرًا تم اعتقال الطالبة شيماء الحديدي من داخل كلية آداب المنوفية لمجرد حملها دبوس يحمل شعار رابعة العدوية على حقيبتها.

 

الحراك والنضال الثوري الطلابي لم يتوقف ويزداد بصورة كبيرة جدًّا، لاسيما في ظل غباء الانقلابيين في التعامل مع الطلاب، وهو ما جعل الخبراء يؤكدون أن نهاية الانقلاب ستكون على أيدي الطلاب وستكون قريبة جدًّا أكثر مما يتخيلون.

 

أيقونة الثورة

ويؤكد عمرو عبد الهادي القيادي بتحالف دعم الشرعية وعضو جبهة الضمير، أن الطلاب أظهروا صلابة وثباتًا غير معتاد فاق كل تصورات قادة الانقلاب، لافتًا إلى أن ما قام به الطلاب على مستوى الجامعات أذهل الجميع، وهم النواة الحقيقة للثورة وعلى أيديهم ستنجح.

 

وقال لـ(إخوان أون لاين) أن ما ارتكبته داخلية الانقلاب بجامعات مصر ومؤخرًا جامعة القاهرة يؤكد هلع ورعب الانقلابيين من الطلاب وانتفاضتهم، لافتًا إلى أن صمود الطلاب ودخولهم التحرير دليل وبادرة على بدأ هزيمة الانقلاب وبدأ سقوط وسينتصر الطلبة لا محالة.

 

مفاجآت للانقلابيين

وأكد عبد الله الماحي المتحدث الإعلامي باسم طلاب جامعة الأزهر لـ(إخوان أون لاين) أن الحركة الطلابية لديها هدف واضح وهو إصلاح الوطن وتطهير البلاد من الخونة المأجورين والانقلابيين الذين أهلكوا الحرث والنسل وقتلوا ودمروا واقتحموا واعتقلوا.

 

وأشار إلى أن طلاب الأزهر قدموا صمودًا أسطوريًّا ضد من سلبوا وطنهم وحريتهم، فالمسيرات الطلابية لا تنقطع يوميًّا، وهناك دعوات لوقف وتعليق الدراسة على إثر التعامل الأمني الوحشي، مؤكدًا أن الانقلابيين باتوا حائرين أمام صمود الأحرار من طلاب مصر، والحركة الثورية المتجددة في الجامعات رغم القمع والقتل.

 

وشدد على أن تصرفات الانقلابيين الحمقاء واعتداءاتهم المتكررة على لن تزيدهم إلا ثباتًا وإصرارًا على مطالبهم المشروعة والثأر من كل من تورط أو فوض أو أفتي أو سكت على قتل زملائهم الطلاب.

 

وأضاف أن طلاب مصر لديهم الكثير في مواجهة الانقلاب، وحراكهم الثوري سيفاجئ الانقلابيين كل يوم بما هو جديد وغير متوقع، مشيرًا إلى أن الإعلان عن هذه الوسائل ليس وقته الآن قائلاً: "لن أعلن عنها حاليًا لكن أيضًا التصعيد الدولي كان أحد أبرز هذه الوسائل ومشاركتي في المؤتمر الطلابي الدولي ضد الانتهاكات بحق طلاب مصر وسيلة جديدة يتبناها أبناء الحركة الطلابية لفضح الانتهاكات في كافة أنحاء العالم".

 

ميلاد ثوري

بدوره، أشاد الدكتور سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، بانتفاضة الجامعات ضد تدخل الأمن الذي أسفر عن مقتل محمد رضا، الطالب بكلية الهندسة، وحملات الاعتقالات المتواصلة ضدهم.

 

 وقال: "أرى الجامعة الآن كما كانت في نهاية الستينيات.. بداية السبعينيات، والحركة الطلابية مشتعلة بنور الحرية".

 

وأضاف: "أرى الطلاب الأحرار.. وقد رفضوا الذل والمهانة، ويقولون للمستبد: "لم يعد لك سلطان بعد المذلة والخيانة"، مضيفًا "اليوم شهد ميلاد حركة طلابية لن يخمدها رصاص.. أو غدر الحراس".