قالت واحدة من العوالم والغوازي إن ساري عسكر قائد الانقلاب وجه دعوة لنقابة الفنانين من أجل كيفية تغيير الموروثات المقدسة القديمة للمسلمين عن طريق الفن وهو ما يحتاج إلى تفكير وتخطيط لأن الموروثات هذه تشعبت في عقول الناس. وأضافت أنها ستذهب هي ومجموعة من العوالم والمشخصاتية لحضور هذه الدعوة وطالبت المصريين بالدعاء لها. الموروثات المقدسة القديمة للمسلمين هي الشغل الشاغل لقادة الانقلاب العسكري الدموي الفاشي. كانت المصطلحات السابقة تدور حول التطرف والتشدد والظلامية، أما المرشد الأعلى للانقلاب تواضروس الثاني فقد خطا خطوة أوسع حين قالها (على بلاطة) في لقائه برئيس وفد الكنيسة الإنجيلية الألمانية الأسقف بترا موزهالر، إن مصر عاشت في كنف نظام إسلامي وقتما تولت جماعة الإخوان حكم مصر إلا أن المصريين رفضوا النظام الإسلامي، وأوضح أن الوضع يتحسن في مصر ولكن ببطء، والحل بوقف عنف الجماعات الإسلامية. وفي احتفال الأوقاف بالمولد النبوي الشريف أعلن ساري عسكر على الملأ أنه لا بد من التخلص من المقدسات التي يقدسها المسلمون طوال مئات السنين، وطالب علماء المسلمين بمواجهة هذه المقدسات التي تجعل المسلمين (مليار ونصف مليار مسلم) يسعون لقتل العالم (ستة مليارات إنسان)! وفي ليلة عيد الميلاد وقف ساري عسكر قائد الانقلاب في الكنيسة الأرثوذكسية ليطمس وصف الإسلام تقربًا إلى المرشد الأعلى للانقلاب ويحل مكانه وصف المصريين. وانطلق صحفيو البيادة ومثقفو الحظيرة وأبواق الإعلام الأمني يشيدون بزيارته الكنيسة ويحملون على المسلمين ومقدساتهم الدموية منذ مئات السنين التي تجعلهم لا يتنازلون عنها من أجل المرشد الأعلى للانقلاب الذي يريد مصر بغير إسلام وغير مسلمين وغير نظام حكم إسلامي! وقال حظائري كبير مشيدًا بزيارة الكاتدرائية، والإصرار على تسمية النصارى بالمصريين دون أن يذكر الصفة الدينية، أنها "لفتة جريئة جدًّا تكسر التقاليد البليدة للرئاسة المصرية". وأضاف المذكور: آن لمصر أن يسلك رؤساؤها المسلك المدني الصحيح، فإما أن يذهبوا إلى المساجد والكنائس معًا وإما أن يمتنعوا عن الذهاب لدور العبادة كلها كما يحدث في الدول المدنية ". [يعني لا يجوز للرئيس المسلم أن يصلي الجمعة أو الصلوات الخمس في المسجد طالما لم يذهب إلى الكنيسة!]. وقال مذيع نصراني متمرد: إن الدور القادم على القرآن لتنقيته من آيات الإرهاب والتعصب! لم يقتصر الأمر على الأصوات العلمانية والطائفية في مصر بل تعداه إلى الخارج حيث أشارت "نيويورك تايمز" إلى أن تلك الزيارة تأتي دليلاً على تزايد التحالف المحكم بين قائد الانقلاب العسكري وبين تواضروس الثاني الداعم للانقلاب والمؤيد بحماس للنظام الجديد. وذكرت أن الأول تحدث للحشد داخل الكاتدرائية دون ورق وبرقت عيناه أكثر مرة وكأنها تدمع. فهو في نظر النصارى يعد منقذًا لهم، ويدعمه تواضروس الثاني على الملأ ويؤيده في قبضته الأمنية الشديدة. القضية كما يتضح مما تقدم أن هناك نقلة قوية نحو تجريد مصر من إسلامها يقودها المرشد الأعلى للانقلاب تواضروس الثاني الذي بارك سقوط غرناطة يوم 30 يونية، وأشاد بالقتلة الذين ذبحوا المسلمين في رابعة العدوية والنهضة وغيرهما، وزعم أن المصريين خرجوا لإسقاط الحكم الإسلامي! لم يعد أمام المسلمين في مصر إلا أن يتخلوا عن مقدساتهم كي يرضي عنهم قائد الانقلاب والمرشد الأعلى للانقلاب، فضلاً عن العلمانيين وخصوم الإسلام. وهل للمسلمين مقدسات غير القرآن الكريم والحديث الشريف والأماكن المقدسة؟ إن المرشد الأعلى للانقلاب وهو رجل الدين الذي يفترض فيه أن يكون صاحب حديث روحي بعيد عن السياسة ولا يخلطها بالدين، نادرًا ما يتكلم في الشئون الدينية التي تخص الطائفة، وحديثه الدائم- كما لاحظ كثير من الناس- مغموس في السياسة وقضاياها، ومعظمه يصب في إطار تجريد مصر من إسلامها، والحرص على أن تعلو النزعة الطائفية عنده فوق كل نزعة يدعوه إليها كتابه المقدس من محبة وتسامح وتغافر! تأمل مثلاً تقمصه لدور المحلل السياسي وهو يدّعي على غير الحقيقة أنه "تم الاعتداء على المقر البابوي في زمن الإخوان لأول مرة في التاريخ الإسلامي كله"، وأن "حادث ماسبيرو كان خدعة من الإخوان للشباب المسيحي، استدرجوهم لمواجهة الجيش ثم تركوهم!". ثم تأمل تشبيهه لحادث ماسبيرو بحوادث الأرمن عام 1915م المنسوبة كذبًا إلى الأتراك العثمانيين، وهو الحادث الذي اعتدى فيه المتمردون النصارى على جنود القوات المسلحة أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون، وقتلوا منهم أعدادًا غير قليلة لم يعلن عنها، وهو ما يفرض أن تعلن السلطة حقيقة الحادث على الناس لتتوقف تحليلات المرشد الأعلى للانقلاب. ثم توقف عند إعلانه الغريب عن أعداد النصارى في مصر وأنهم يبلغون خمسة عشر مليونًا مقابل خمسة وسبعين مليون مسلم. ما الداعي لذلك الإعلان الغريب وما دلالته في هذا التوقيت؟ وهل صارت الكنيسة تملك جهازًا خاصًّا للتعبئة والإحصاء يوازي الجهاز الذي تملكه الدولة؟ أقترح أن تستعين السلطة بخبراء من الأمم المتحدة في الإحصاء لإعلان العدد الحقيقي لشركاء الوطن النصارى حتى يقتنع المرشد الأعلى للانقلاب بصحة التعداد من ناحية، ويسلم بعد ذلك أن المواطنين النصارى في دولة الانقلاب منذ ستين عامًا يفوقون المسلمين في الامتيازات والحصانة! ولعل التفوق في الامتيازات والحصانة هو الذي دفع المرشد الأعلى للانقلاب أن يتحدث عن جماعة الإخوان المسلمين وحسني مبارك بصيغة من يمنح حقوق المواطنة ويحكم على الناس، حيث قال يوم الثلاثاء 23 ديسمبر 2014: "إن جماعة الإخوان المسلمين سيكون لها مكان في الحياة العامة، عندما تتوقف عن العنف ومهاجمة المجتمع، وتعتذر عن الضرر الذي سببته للمصريين". وأضاف في حواره مع صحيفة "الموندو" الإسبانية: "أنه من الصعب أن تقبل الجماعة تلك الشروط". ثم يعلن تأييده الإفراج عن الرئيس المخلوع حسني مبارك، بعد قضائه 4 أعوام في السجن، بسبب عمره وحسن ما فعله خلال فترة ولايته! حنانيك يا حضرة المرشد الأعلى للانقلاب فلم يعد المسلمون يملكون في هذا الوطن التعيس غير أن يقولوا: الله مولانا!