سجل "المرصد العربي لحرية الإعلام" في تقريره الأخير جملة انتهاكات قامت بها سلطات الانقلاب العسكري، خلال الـ15 شهرا الماضية فقط بحق الصحفيين والإعلاميين، منها "12 حالة حبس أو احتجاز، وسبعة انتهاكات في السجون، و37 بلاغا وجلسات محاكمة ضد صحفيين، و29 اعتداء بدنيا، و19 حالة منع تغطية، ومنع أربع مقالات من النشر، ومنع أربعة صحفيين من السفر ودخول البلاد".

ورصد باحثو المرصد "ضرب الصحفيين أمام نقابتهم في الرابع من مايو الماضي، وطال الضرب والتعذيب عضو مجلس النقابة أبو السعود محمد، ورئيس حزب شباب مصر الصحفي أحمد عبد الهادي وزوجته الصحفية، والصحفية أسماء حسنين".

وأصيب صابر عزت بخلع في الكتف أثناء محاولته تخليص الصحفي خالد داود ممن يوصفون بـ"البلطجية" الذين كانوا في حماية الشرطة، وفقا لتقرير المرصد.

وطالت الاعتداءات الصحفيين المعتقلين في السجون مع دخول اثنين منهم في إضراب عن الطعام، وهم سامحي مصطفى ومسعد البربري، وذلك بسبب منعهم من العلاج والزيارة، وتعرض بعضهم للتعذيب خاصة في سجن العقرب، ومؤخرا تم الحكم على أربعة صحفيين وإعلاميين بالإعدام.

قوانين مظلمة
من جهته وصف مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد ما تتعرض له الصحافة المصرية "بالهجمة الممنهجة لحصارها وكتم الأصوات المهنية لفرض الصوت الواحد والسيطرة بشكل كامل حتى على الصحافة البديلة والإنترنت، كما برز مؤخرا من مشاريع قوانين مظلمة مقدمة للبرلمان".

ورصد عيد أن "مصر تحطم الأرقام القياسية في الانتهاكات بحق الصحفيين، وظهر ذلك جليا في اقتحام الصحفيين واحتجاز النقيب وتحويله للمحاكمة في قضية سياسية".

ورأى عيد أن "الحل لأزمة الصحافة ليس قانونيا، فقد بات القانون تحت التوظيف السياسي، ولذلك فلا بد من أن يكون "الحل سياسيا لو توافرت إرادة سياسية لإصلاح كافة الأجهزة"، و"الترقيع لن يفيد، كما لن يفيد الحديث عن صحافة مستقلة بمعزل عن الإصلاح الشامل".

الجريمة الكاملة
بدوره، وصف عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان الصحفي محمد عبدالقدوس ما يجري بحق الصحافة المصرية "بالجريمة مكتملة الأركان"، معتبرا أن ما حدث مع نقيب الصحفيين وعضوي المجلس "انتهاك الصارخ".

ودعا عبدالقدوس إلى عقد جمعية عمومية طارئة "لاتخاذ قرارات موحدة بشأن الأزمة الأخيرة وما سبقها من وقائع تؤثر على سمعة مصر الدولية".

وقال الكاتب الصحفي سيد أمين إنه منذ اقتحام النقابة والتحقيق مع صحفيين تأكد أن المقصود هو "إهانة نقابة الصحفيين وتأديبها على دورها لأنها فتحت أبوابها لمن يعارض هذا النظام، لكن موقف قيادات الصحفيين يقول إنهم غير قابلين للتأديب، لكن هذا النظام يريد أن يوصل رسالة شعارها أن القمع للجميع".