الإندبندنت: يجب على الغرب التعامل مع حكومة حماس المنتخبة

الصحافة الأمريكية تنحاز إلى الانقلابيين في فتح

 

تقرير: حسين التلاوي

سيطرت التطورات الحالية في قطاع غزة على عناوين مختلف الصحف الصادرة يومي الجمعة 15/6 والسبت 16/6/2007م، حول العالم وتباينت الرؤى حول تلك الأحداث وفق الانتماء السياسي والفكري لكل صحيفة إلا أن بعض المواد كان أكثر لفتًا للانتباه من غيرها.

 

ومن بين تلك الموضوعات التي لفتت الانتباه كان مقال الكاتب البريطاني روبرت فيسك في الـ(إندبندنت) البريطانية الذي حمل الغرب المسئوليةَ عما يحدث في الأراضي الفلسطينية حاليًا حيث وصل الحال إلى أن أصبح للفلسطينيين رئيسان للحكومة!! كما يطالب الغرب بالتعامل مع حركة حماس ورفع الحصار المفروض عليها.

 

يكتب فيسك- في مقاله الساخر- أن الفلسطينيين تبنوا الديمقراطية تمامًا مثلما نصحهم الغرب إلا أنهم عندما اختاروا وقع اختيارهم على حماس التي لا تتفق أفكارها مع أفكار الغرب وبالتالي فقد قيل لهم إن حماس هي "الاختيار الخطأ" مما دفع الأمور إلى التداعي حتى وصل الحال إلى ما هو عليه الآن وأصبح للفلسطينيين رئيسان للحكومة وهو الأمر الذي وضع الغرب في معضلةٍ حقيقيةٍ من ناحية اختيار رئيس الحكومة الذي يجب الحديث معه إذا قرر الغربُ أن يتحدث مع الفلسطينيين.

 

ويورد فيسك حلاًّ لتلك المعضلة فيقول: إن الغرب عليه أن يتحاور مع الحكومة الفلسطينية المنتخبة ديمقراطيًّا بقيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، مشيرًا إلى أن ذلك كان يجب أن يكون خيار الغرب منذ البداية بدلاً من سياسة الحصار التي فرضها على حركة حماس.

 

ويقول فيسك: إن السلوك الغربي بحصار حماس يعني أن الغربيين لم تعجبهم نتائج الخيار الديمقراطي كما يعني أنهم أرادوا من الفلسطينيين أن ينتخبوا فتح بكل قياداتها الفاسدة لأن حماس لا تعترف بـ"إسرائيل"، ويرد الكاتب على ذلك الاعتراض الغربي بالقول إن الغرب لم يحدد لحماس "أية "إسرائيل" يجب الاعتراف بها؟؟! هل هي "إسرائيل" 1948م؟ أم "إسرائيل" ما قبل العام 1967م؟ أم هي "إسرائيل" التي تواصل بناء المستوطنات على الأراضي العربية تاركةً فقط 22% من مساحة فلسطين للتفاوض عليها؟"

 

وينتقل الكاتب بعد ذلك إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فيقول: إن الغرب يصفه بأنه "زعيم معتدل" ويسأل فيسك: لماذا عباس زعيم ومعتدل في نظر الغرب...؟!! ويقول إن الغرب هنا لديه العديد من المبررات فعباس من مهندسي اتفاقات أوسلو التي لم تشر إلى كلمة "احتلال" ولو لمرة واحدة طوال الصفحات الـ600 التي تشكلت منها إلى جانب أنها لم تستخدم كلمة "انسحاب" بل استخدمت كلمة "إعادة انتشار" للإشارة إلى انسحاب الصهاينة من الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967م، وإلى جانب ذلك- يضيف روبرت فيسك- فإن عباس يرتدي رابطة عنق ويتوجه إلى البيت الأبيض ويقول "كل شيء تمام"، ويقول فيسك في نهاية الفقرة إن عباس رغم كل تلك "المميزات" يبقى قائدًا لحركةٍ فاسدةٍ اسمها حركة فتح بالإضافة إلى أنه "رجل الشرطة المخلص للغرب"!!

 

 الصورة غير متاحة

حميد قرضاي

ويقول إن تلك هي عادة الغرب فالغرب يدعم الزعماءَ الذين يحققون له مصالحه مهما كانت ممارساتهم الأخرى، فالرئيس الأفغاني حميد قرضاي يلقى الدعم الغربي على الرغم من أنه لا يزال يبقي على أمراء الحرب وتجار المخدرات كما أن الرئيس المصري حسني مبارك صديق للغرب رغم كل الانتهاكات التي مارسها ضد الإخوان المسلمين وتخطيطه لتوريث السل