(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران: 200)
أيها الإخوان.. يا أهلَنا وأحبابَنا.. نحييكم بتحية الإسلام؛ فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، واعلموا يا إخواننا أن ما نتعرَّض له من ظلمٍ قليلٌ في جنب الله، بل إن ما نعيشه ويعيشه إخوانُنا في السجون والمعتقلات من روح الأخوَّة والحب والعيش في معية الله يُحيل ما سعى إليه الطغاة البغاة إلى نعمة عظيمة، فما أعظمَ أن تخلو مع الله وأن تحيا في معيته ومع أهله وخاصته!!.

 

أيها الإخوان.. وإن سعادتنا لتزدادُ بل تتضاعفُ حينما نعلم أن وراءنا إخوةً لنا، سائرين على الدرب، ثابتين على الحق، لا يضرُّهم كيدُ الكائدين ولا مكرُ الماكرين، واعلموا أيها الأحباب أنهم ما وَضَعوا الأغلالَ في أيدينا إلا ليَحُوْلُوا بيننا وبين الناس؛ حتى لا تصلَ إليهم فكرتُنا ولا تستنيرَ عيونُهم بنورِ دعوتِنا، ولكن هيهات هيهات!! فإن في العرين أُسدًا، وما خرج من الكنانة ليس إلا سهم؛ فأنتم بالله كثير، وبحوله وقوته قوة يخشاها الباطل ويحسب لها ألف حساب (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: 139).

 

أيها الإخوان.. نستطيع أن نؤكد لكم، وكلنا ثقة في موعود الله، أن هذا الكيد وذلك البطش الذي يُحاك لدعوتكم، وأن هذا التخبُّط الذي تجدون أثرَه حولكم، من رغيف الخبز الذي ضنُّوا به على الناس، وحتى القرارات المصيرية مع عدوِّنا.. كل ذلك لا يعني بالنسبة لنا إلا شيئًا واحدًا.. أن بشائر الفجر قد لاحت، وأنه ليس بينكم وبين موعود الله إلا أن تسعَوا وتجدُّوا وتجتهدوا وتأخذوا بالأسباب؛ فما هي إلا ساعة ثم يتنزَّل النصر إن شاء الله.

 

أحبابنا في الله.. نعلم أنكم تودون أن تُدخلوا السرور على قلوبنا؛ فإن أردتم ذلك بحق؛ فإن أكثر ما يسرُّنا هو ثباتكم على دعوتكم، واستمرارُ عطائكم دون تأثُّر بغياب فرد أو أفراد، ولننتظر بعد ذلك سويًّا نصرًا من الله وفتحًا قريبًا.

(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (21)) (يوسف).