اهتمت الصحافة العالمية بما جرى من أحداث في غزة، وقالت صحيفة "ذي أوبزرفر" البريطانية في تقريرها عن قطاع غزة إن الحرب الصهيونية الوحشية التي كانت تهدف إلى تلقين حركة المقاومة الإسلامية حماس درسًا قاسيًا ودائمًا؛ لم تتمكن على مدى 3 أسابيع من تركيعها، بل ما زالت مكانتها محفوظةً إن لم تكن زادت في أوساط الفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة على السواء.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن التذمُّر من السلطة الفلسطينية- التي يتزعَّمها محمود عباس المنتهية ولايته- بات يتنامى في غزة والضفة الغربية على السواء، خاصةً بعد وقوف عباس جانبًا في الوقت الذي تدكُّ فيه القذائف الصهيونية غزة.

 

وتشير الصحيفة البريطانية أيضًا إلى ما أبداه القيادي في حركة فتح قدورة فارس من قناعته بأن حرب الكيان عزَّزت مكانة حركة حماس في أوساط الشعب الفلسطيني.

 

وقالت "ذي أوبزرفر": إن حماس إذا ما تجاوزت الأسابيع الثلاثة الماضية بمزيد من الدعم والوحدة مع منافسيها؛ فإن من الصعوبة بمكان أن ترى أي نجاحات حقيقية اكتسبها الكيان غير الإظهار الوحشي للقوة.

 

وحول التسوية بين فتح وحماس؛ رجَّحت الصحيفة أن تتم اتفاقية جديدة تقوم على أساس نصوص اتفاقية مكة التي أُبرمت بين الطرفين عام 2005م التي أنهت الاقتتال الداخلي.

 

أما عن مستقبل فتح فقد قال أحد ناشطيها، ويُدعى زكريا محمد: "يمكنها أن تختار إما المقاومة أو الاختفاء من الساحة؛ فهي مسألة أن تكون أو لا تكون، مضيفًا: "إذا ما تمكَّنت فتح من المشاركة مع حماس فسيكون لديها فرصة للنجاة".

 

وأردف قائلاً: "هناك بعض القادة الذين كانوا ينتظرون كي تنكسر حماس، معتقدين بأن ذلك سيعيد المجد لفتح"، وأضاف زكريا: "لا أفهم كيف يتوقعون أن يحظَوا بالشعبية وهم يراهنون على نصر العدو.. لقد كانوا مخطئين عندما اعتقدوا بأن حماس ستندحر".

 

وفي تقرير مطوَّل أوردت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية ما وصفته بالخسائر الإنسانية بعد انتهاء العملية العسكرية للجيش الصهيوني.

 

ونقلت عن الأطباء الأجانب الموجودين في غزة استخدام الكيان الصهيوني قنابل تصيب الجسم بأعراض وجروح غريبة لم يروها من قبل، مؤكدين أن هذه القنابل محرمةٌ دوليًّا.

 

ونقلت عن الدكتور أحمد اللامي أحد الأطباء المصريين في خان يونس قوله: أنا لا أعلم نوعية هذه الأسلحة التي تصنع جرحًا صغيرًا في أجساد الجرحى، ثم تتمدَّد بطريقة تدميرية داخل الجسم.

 

صحافة العدو

واعترفت صحافة العدو بأن الفشل السياسي والعسكري كان الناتج النهائي لعملية "الرصاص المصبوب" التي نفَّذها الصهاينة على مدار 3 أسابيع بدون تحقيق نصر ولو كان زائفًا على المقاومة في قطاع غزة.

 

وقالت "هآرتس" اليوم الأحد إن الثمن الذي دفعه الكيان الصهيوني فادحٌ وعالي التكلفة، وينفي أي إعلان للحكومة الصهيونية وما ٍأسمته "الانتصار في غزة"، موضحةً أن المكاسب الحقيقية هي ما حققته حماس؛ بما حصدته من شرعية دولية وتعاطف شعبي، فضلاً عن أن قواتها لا تزال تسيطر على قطاع غزة.

 

وأضافت: إن كل أهداف العملية لم تتحقق؛ فلم يتوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على مغتصبات الكيان حتى أثناء العملية، كما تضاءلت احتمالات إطلاق سراح جلعاد شاليط، بالإضافة إلى إيجاد أزمة إنسانية في قطاع غزة لم يتم تفاديها.

 

وبحسب "هارتس" فقد ذكر رئيس الشين بيت يوفال ديسكين أمام مجلس الوزراء أن حماس سوف تستأنف عمليات تهريب الأسلحة إلى غزة في غضون بضعة أشهر؛ على الرغم من العملية الصهيونية التي قادوها لتدمير العديد من الأنفاق التي تُستخدم لهذا الغرض.