ردًّا على مذكرة تحريات مباحث أمن الدولة، والتي نشرتها بعض الصحف مؤخرًا عن القضية رقم 404 لسنة 2009م حصر أمن دولة عليا، والمعروفة إعلاميًّا بقضية "التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين"؛ أجد لزامًا عليَّ أنا السيدة بدرية سعد محمد زوجة د. جمال عبد السلام مدير لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب ومدير لجنة الإغاثة والطوارئ السابق؛ أقول: أجد لزامًا عليَّ أن أردَّ على ما جاء بهذه المذكرة وفاءً لزواج استمر قرابة ثلاثين عامًا.

 

الحقيقة لا أدري ماذا أكتب؟ هل أكتب عن د. جمال الإنسان أم الطبيب المتميز أم الابن البار بوالديه أم الزوج الصالح أم الأب الحنون أم الجد العطوف أم المدير الناجح أم النقابي المتميز أم الإغاثي النشيط الذي يعمل في مجال الإغاثة منذ عام 1985؟!

 

لن أطلب أن تسألوا عنه زملاءه وأقرانه وتلاميذه، بل إن شئتم فاسألوا عنه أ.د. حمدي السيد نقيب أطباء مصر، أو د. سمير ضيائي نقيب أطباء القاهرة، أو د. ممدوح جبر نقيب أطباء مصر الأسبق والأمين العام للهلال الأحمر المصري، أو د. عصمت عبد المجيد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، أو السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أو السفير سمير حسني مدير إدارة إفريقيا والتعاون العربي الإفريقي بجامعة الدول العربية، أو السفير محمد قاسم مدير إدارة السودان بوزارة الخارجية، أو السفير عفيفي عبد الوهاب مدير إدارة السودان الأسبق وسفيرنا الحالي بالخرطوم، أو السفير معصوم مرزوق مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، أو السفير صلاح العشري سفيرنا الأسبق في سراييفو، أو اللواء مصطفى السيد محافظ أسوان الحالي، أو السفير عطا المنان مدير الشئون الإنسانية بمنظمة المؤتمر الإسلامي.

 

اسألوا إن شئتم عنه أهالي الدويقة ومنشأة ناصر وقرى أسوان وحلايب وشلاتين وشمال سيناء ومرسى مطروح، أو أهلنا في دارفور وجنوب السودان، أو العراق أو فلسطين أو لبنان أو الصومال أو اليمن أو جيبوتي أو النيجر، فضلاً عن باكستان وإندونيسيا وبنجلاديش وإيران والبوسنة والهرسك.

 

لزوجي في كلِّ منطقة من هذه المناطق بصمةُ خيرٍ من خلال زيارته لها، والتي كانت بتنسيق كامل مع جامعة الدول العربية لتقديم مساعدات لتلك المناطق من خلال لجنتي الإغاثة التي عمل فيهما لسنوات طويلة، وهما لجنتا الإغاثة الإنسانية بنقابة أطباء مصر ولجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب، وأودُّ أن أوضِّح بعض النقاط المهمة:

 

- قام زوجي بنفي جميع التهم التي وجِّهت إليه في التحقيق الذي أجرته معه نيابة أمن الدولة العليا، خاصةً التهم المتعلقة بالإرهاب، وتلقِّي أموال، ثم القيام بغسيل تلك الأموال، وكلها تهمٌ باطلة وصفها زوجي في محضر التحقيق بأنها مجموعة من الأكاذيب والافتراءات الصادرة عن خيالات ضابط أمن دولة؛ حيث لم يقابل زوجي الأشخاص المذكورين فضلاً عن أنه لم يتلقَّ أية أموال.

 

- زوجي يعمل في كل المناطق المذكورة تحت لافتة واحدة فقط؛ هي "هدية من شعب مصر لشعب (البلد) الشقيق".

 

- زوجي طبيب خرِّيج كلية الطب قصر العيني دفعة 81، ومتخصص في الأمراض الباطنة، وحاصل على دبلوم إدارة المستشفيات من كلية تجارة جامعة القاهرة عام 95، وشهادة الجودة من الجامعة الأمريكية عام 97، وشهادة اعتماد الأيزو من الهيئة البريطانية عام 2004.

 

- زوجي وزملاؤه في اللجنة كانوا أول الموجودين في لبنان لتقديم المساعدات في يوليو 2006، كما كان أول من قدم المساعدة في مقديشيو يناير 2007، وكان في الدويقة وغيرها من خلال عمله علامة إغاثية مضيئة.

 

- عندما قررت منظمة المؤتمر الإسلامي مساعدة العالقين الفلسطينيين في رفح والعريش صيف 2007م، اختارت اتحاد الأطباء العرب وجمعية الهلال الأحمر المصري فقط لتقديم خدماتهم من خلالهما، وعندما قرَّرت عمل ورشة تحضيرية في قطر في يناير 2008م للمؤتمر الأول للمنظمات الأهلية في الدول الأعضاء بالمنظمة؛ اختارت زوجي فقط للحضور، وعندما عُقِد المؤتمر في السنغال في مارس 2008 لم يحضر من مصر ونيابةً عن أكثر من 4 آلاف جمعية أهلية سوى د. جمال عبد السلام ود. ماجدة الشربيني عن الهلال الأحمر المصري.

 

- شهادات التكريم والدروع والميداليات التي حصل عليها زوجي نتيجة عمله تحتاج إلى صالة عرض كبيرة.

 

- أتساءل عن تهمة زوجي الحقيقية، فهل مساعدة المناطق الفقيرة في مصر تهمة؟! أم أن مساعدة الشعوب الصديقة تهمة؟! أم أن العمل الخيري والعمل الإغاثي النبيل أصبح تهمة خاصة؟!

 

- أؤكد أن زوجي بعيد تمامًا عن التهم الموجَّهة إليه بالإرهاب، وأنه يحمل في صدره وعقله فكرًا إسلاميًّا وسطيًّا معتدلاً بعيدًا عن التفريط والتطرف.

 

- أتساءل أيضًا إلى متى تستمر تلك الملاحقات الأمنية المحمومة لهؤلاء الشرفاء، من أعضاء مجالس نقابات مهنية، أو أعضاء من نوادي هيئات التدريس أو برلمانيين سابقين أو رجال أعمال شرفاء، أم أن الأمن يتبع مع هؤلاء قوله تعالى: ﴿أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ (الأعراف: من الآية 82).

 

- أناشد المسئولين التدخلَ الحكيمَ الرشيدَ لإغلاق ملف تلك القضية المفبركة ومثيلاتها، والإفراج عن هؤلاء الشرفاء جميعًا.

 

- أخيرًا أذكِّر الجميع ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)﴾ (الذاريات) بأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، ويقول لها الحق تبارك وتعالى: "لأنصرنك ولو بعد حين"، فإياكم والظلم فهو ظلمات يوم القيامة، وإن الحق تبارك وتعالى الذي لا يُسأل عما يفعل، فقد حرَّم على نفسه الظلم وصدق الله العظيم: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾ (إبراهيم: من الآية 42)، و﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)﴾ (إبراهيم).