أخيرًا بعد سنوات من الانتظار، صدر هذا الأسبوع أول تفسير للقرآن الكريم تكتبه امرأة على مدى التاريخ الإسلامي كله, فقد أصدرت "دار التوزيع والنشر الإسلامية" بالقاهرة تفسير القرآن الكريم المسمَّى: "نظرات في كتاب الله" للداعية الإسلامية الراحلة، السيدة زينب الغزالي، وذلك بعد وفاتها بأكثر من أربعة أعوام (تُوفيت في الثالث من أغسطس 2005م).

 

التفسير الجديد صدر في حوالي 1300 صفحة من القطع المتوسط في مجلدين اثنين، وراجعه وقدَّم له الدكتور عبد الحي الفرماوي أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف؛ الذي أشار في المقدمة إلى المنهج الذي اعتمدته الداعية الكبيرة في إعداد التفسير, ولخَّصه في: شرح الآيات وكشْف معانيها بعبارات سهلة وأسلوب واضح لا غموض فيه ولا غرابة ولا إبهام, وربط معاني القرآن الكريم وأحكامه بالواقع الذي نعيشه, في محاولةٍ صادقةٍ لتقويم هذا الواقع على هدْيِ أحكام الإسلام, وكذلك التركيز الشديد على الجانب العملي في الإسلام؛ الذي يقوم على بناء الفرد المسلم والبيت المسلم والمجتمع المسلم وتكوين الأمة المسلمة فأستاذية العالم.

 

كانت الداعية الكبيرة قد انتهت من كتابة التفسير في أوائل التسعينيات من القرن الماضي, وصدر المجلد الأول من "دار الشروق" في عام 1995م, ولكن بعد وفاة صاحب "دار الشروق" الأستاذ محمد المعلم رحمه الله توقَّفت الدار عن استكمال طبع التفسير, حتى تمكَّنت "دار التوزيع والنشر الإسلامية" هذا الأسبوع من طبعه كله.