سُمّي الشاعر "سعد بن محمد الصيفي" بالـ"حَيْص بَيْص"؛ لأن عسكر الخليفة "المقتفي بأمر الله" همُّوا بالخروج من بغداد لملاقاة السلطان السلجوقي، وكان الناس في هرج ومرج، فقال الشاعر: مالي أرى الناس في حيْص بيْص؛ فألصقَ به هذا اللقب "أبو القاسم هبة الله بن الفضل"؛ حتى صار علمًا عليه!.

 

ويُقال إن كلبة للشاعر نبحت ذات يوم، فقتل جَرْوَها بالسيف عقابًا لها، فداعبه "أبو القاسم" بقوله:

يا أيها الناسُ إن الحيص بيص أتَى        بفعْلةٍ أوْرَثَتْهُ الخِزْي في البلدِ

هو الجبانُ الذي أبدَى شجاعتَهُ           على جُرَيٍّ ضعيفِ البطن والجَلَدِ

فأنشدَتْ أمُّه من بَعْدِ ما احتسَبَتْ          دَمَ الأُبَيْلِيقِ عندَ الواحدِ الصَّمدِ:

(أقول للنفسِ تأساءً وتعزيةً               إحدى يَدَيَّ أصابَتْني ولم تُردِ

كلاهما خَلَفٌ من فَقْدِ صاحبه             هذا أخي حين أدعوه وذا وَلَدي)

 

ولا تخفى الطرافة في البيتين الأخيرين اللذين أخذهما الشاعر من قول أعرابي قتل أخوه ابنًا له!