ابن دانيال الموصلي المشهور بالإبداع في خيال الظل، وقد ألف التمثيليات الخاصة به المسماة بالبابات، اسمه كاملاً الحكيم بن شمس الدين محمد بن عبد الكريم بن دانيال بن يوسف الخزاعي الموصلي الكحال، وُلد في الموصل وتربَّى بها، وتلقى مبادئ العلوم، ورحل منها بعد أن دخلها المغول سنة 660هـ، ورحل إلى مصر عاش في الفترة من 646- 710هـ/ 1248- 1311م، من شعره الفكاهي العذب هذه القصيدة التي تصور فقره وبؤسه عندما يطالبه عياله باللحم في عيد الأضاحي:

العَبْدُ يُهنَى مقالاً            فاصفَحْ وَخُذْه بحُلْم

واسمَعْ حديثًا ظريفًا        واعجَبْ لقلَة قَسْمي

عيدُ الأضاحي وافى         يَبغي الزِّحامَ بزَحْم

وقد كَعَمْتُ كلابي            والفارُ عندي بلَحْم

فقلتُ إذ طالَبتني             أَهلي بلحمِ وشحم

قوموا كُلوني فإني         في البيت قِطعَةُ لَحْم

تَقولُ بنتي لأُختي             وَبنْتُ عَمِّي لأُمي

تُرَى الحكيم حمانا           التّزفيرَ دَفعًا لسُقْمِ

أَم ذاك واصلُ صَوم          أَم ذاكَ قاطِعُ رَحْمِ

أَم ليسَ للشعرْ سِعرٌ       والرَّسمُ أَقوى كَرَسْمِ

وَلَو يُضَحَّى بِكلْب         ذبَحْتُ في العيد عمِّي