- معًا من أجل الحفاظ على كرامة الصحفي وهيبة النقابة

- معًا من أجل جدول جديد للأجور

- معًا للحفاظ على وحدة الجماعة الصحفية

تحياتي.. مكرم محمد أحمد

 

هذه النداءات الثورية التقدمية المهنية النقابية الوحدوية المهلبية العسلية وصلتني عبر رسالة (sms) من السيد الليبرالي الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد مرشح حكومة الحزب الوطني للقضاء على استقلال نقابة الصحفيين، ورافع راية تجفيف منابع الحرية والكرامة والوطنية في نقابة الرأي.

 

لم أتمالك نفسي من الضحك الهستيري عند وصول هذه الرسالة لمحمولي، كما وصلت لجموع الصحفيين بالطبع!

 

فالسيد مكرم الذي نُقدِّره كصحفي ليبرالي صاحب قلم محترم غالبًا، هو مرشح حكومة الاستبداد والديكتاتورية، وهو مرشح الحكومة التي تجتهد في إذلال جموع الشعب بمختلف طبقاته وفئاته.

 

ولذلك من المضحك أن يُقدِّم مكرم نفسه لنا نحن الصحفيين من أجل كرامة الصحفي وهيبة النقابة!

 

ونجد أنفسنا نقول هأ هأ هأ هأ هأ هأ......

 

أفبأمارة الشرطة التي جلبتها عشية الانتخابات بالأمس القريب لطرد زملائك من داخل نقابتهم دون وازعٍ من ضمير إنساني أو مهني أو حتى ضرورة انتخابية؟

 

لقد ضربت بكل القيم والأخلاق محتميًا بالسلطة الغاشمة شأن الضابط الذي قام بعمل شائن مع المواطن عماد الكبير معتمدًا على السلطة التي خولتها له قوانين الطوارئ والاستبداد.

 

وما هيبة النقابة التي تنادينا لنقف خلفك من أجلها وأنت صاحب نظرية إخلاء سلالم النقابة من أي عملٍ وطني، بدعوى عدم استغلال سلالم النقابة في غير ما خُصصت له من صعود وهبود الصحفيين فقط، وعلى من يريد رفع صوته على صوت أسياده الحكام فليذهب إلى الجحيم أو إلى أقرب شارع؛ حيث سيسحل ويؤدب بعيدًا عن نقابتانا العريقة!!!!

 

والمضحك يا مكرم باشا أن تعد بالعمل من أجل جدول جديد للأجور.

 

وكأن سعادتك قد قدمت جدولاً قديمًا!

 

لعلك تقصد جدولاً جديدًا غير جدول الضرب الذي أقررته في النقابة بتشنجك المستمر وضيق خلقك الذي اشتكى منه أصدقاؤك قبل خصومك!

 

فيا سيد مكرم، أنت تعرف أن الأجور لا يمكن أن تتحرك إلا بوقفة صادقة من جموع الصحفيين المخلصين، بعيدًا عن أولئك الملتصقين في ذيل وأقدام و.... لا مؤاخذة الحكومة.

 

فالحكومة التي رشحتك وكنت أمينًا لتوجهاتها الاستبدادية رغم ادَّعائك الليبرالية، هي التي تعرقل مشروعات أجور الصحفيين لتبتزهم وتسيطر على أغلبهم بالتضييق عليهم في أرزاقهم ولقمة العيش التي يقتاتون بها.

 

فلا أخالكَ لا تعلم هذه القضية التي يعلمها أصغر صحفي مبتدئ.

 

وإن كنت لا تعلمها فهو جهلٌ لا يليق بمَن كان مثلك سنًا ومكانةً صحفيةً ونقابيةً.

 

فبدلاً من أن تُريق ماء وجهك لتوفر لك الحكومة رشوةً انتخابيةً تقدمها لزملائك لإنقاذ موقفك، كان عليك أن تقاتل من أجل قانون الأجور- أو تصور النقابة للأجور- المدفون في أدراج النقابة التي كنت نقيبها الدورة السابقة.

 

لو كنت نقابيًّا صادقًا، ولست وجهًا كريهًا لاستبداد الحكومة لحرَّكت قضية الأجور بصدق، ولكنك لا يعنيك أمر الصحفيين في شيء، وكل ما تعمل من أجله هو إرضاء مَن قدموا لك الرشاوى لتنجح في وقفِ الوجه الوطني المضيء لنقابة عرفت أقدام المقهورين والمظلومين سلالمها ملاذًا يحتمون به من بطش سيارات الأمن المركزي وهراواته الغليظة.

 

وفي النهاية.. نشكرك يا سيد مكرم وأنت في هذه السن المتقدمة التي لا تجعل صدرك رحبًا لأي نقاش أو حوار مهما كان هادئًا أو عاديًّا، نشكرك ليس لما قدمته عبر تاريخك الصحفي الذي يشوهه وقوفك في صفوف الفاسدين المستبدين، ولكن نشكرك لأنك استطعت أن تضحكنا كثيرًا حين دعوتنا للوقوف معك من أجل الحفاظ على وحدة الجماعة الصحفية، ولا نعرف هل كنت نائمًا وأنت تكتب هذه الكلمات أم كتبها لك زميلٌ من نقابة الصحفيين بالمريخ أو المشترى؟.

 

فأي جماعة صحفية تلك يمكن أن تحافظ عليها وأنت الذي تخليت عن جميع قضايا الصحفيين، وقاتلت باستماتة من أجل القضاء على كل أنشطة الحريات التي يقوم بها الصحفيون، في الوقت الذي فتحت أبواب النقابة أمام المرتدين من البهائيين وغيرهم، مشعلاً فتنة وراء فتنة بلا أدنى مسئولية نقابية أو وطنية!

 

يا سيد مكرم ربما استطاعت الحكومة أن تحقق لك الفوز، ولكن هل أنت صادق مع نفسك وراضٍٍ عما تقوم به فعلاً لتختم به تاريخك الصحفي والنقابي والوطني؟

 

أنتظر (sms) من سعادتك، ولا أنتظر أي مغنم لأنه لو استطاعت الحكومة إنجاحك فسيكون مأتمًا للحريات ولكل قيم الليبرالية التي تتمسح فيه.