- د. رشاد البيومي: لن تؤثر في مسيرتنا وهذه هي ضريبة إصلاح المجتمع

- د. عبد الحي الفرماوي: الحملات الأمنية لتهميش الجماعة تزيدها شعبيةً

- سيد نزيلي: التفويض وتأهيل أفراد الصف الداخلي يفرغها من مضمونها

- محمد سويدان: رسالة متكررة ودائمًا تكون خاطئة.. ليت النظام يفهمها!

- د. حلمي الجزار: الضعيف لا يخشاه أحد والاعتقالات دليل يؤكد قوة الصف

- عبد العزيز عبد القادر: الربانية والسمو عن المصالح الشخصية سر تلاحمنا

- علي عبد الفتاح: النظام خسر رهان الانشقاقات ورصيد حملاته الأمنية صفر

- د. محمد كمال: غيظ النظام من تنامي شعبيتنا وتأثيرنا أصابه بنوبة هيستيرية

- محمد عماد: تربية الإخوان للفرد جعلت منه حائطَ صدٍّ أمام أي ضربات يتلقَّاها

 

تحقيق- إيمان إسماعيل:

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التأكيد أن حملة الاعتقالات في صفوف الإخوان لن تؤثر في مضيِّ الجماعة قدمًا في طريقها الإصلاحي، والتأكيد أن الرسائل التي يريد النظام توجيهها للإخوان عن طريق حملات الاعتقالات التي يشنها بين الحين والآخر في صفوف قيادات ورموز الجماعة دائمًا تصلهم فارغةً من مضمونها لأنهم لا يبالون بها، ولا يلتفتون إليها، في الوقت الذي تفضح تلك الاعتقالات ممارسات نظام أدمن الاستبداد وقمع معارضيه.

 

ولأن حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت نائب المرشد العام للإخوان المسلمين الدكتور محمود عزت، وعضوي مكتب الإرشاد الدكتور عصام العريان والدكتور عبد الرحمن البر وعددًا من رموز وقيادات الإخوان في المحافظات، تأتي في ظل التحضير لانتخابات برلمانية ورئاسية خلال المرحلة المقبلة؛ أعاد (إخوان أون لاين) السؤال مرةً أخرى على قيادات وصفوف الإخوان المسلمين حول مدى تأثير الاعتقالات الأخيرة في مسيرة الجماعة، ودلالات تلك الاعتقالات من وجهة نظرهم؛ فإلي التفاصيل:

 الصورة غير متاحة

 د. رشاد البيومي

 

يؤكد الدكتور رشاد البيومي الأستاذ بكلية العلوم ونائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن الجماعة اعتادت للأسف على أمر الاعتقالات من جانب النظام، حتى إنهم حصروا جلَّ تركيزهم وجهدهم في كيفية اعتقال رموزها، وكيفية عرقلة مسيرتهم، بدلاً من الالتفات إلى إصلاح الأمة ونهضتها، ووضع معايير تنموية لذلك، مشيرًا إلى أنه مهما كانت قوة تلك الاعتقالات وفجاجتها، فإنها لن تؤثر في عضد الجماعة، ولن تنحِّي الجماعة جانبًا عن أداء دورها ورسالتها التي من أجلها نشأت.

 

ويضيف د. البيومي أن الاعتقالات الأخيرة على الرغم من قوتها- حيث إنها نالت من شخصيات لها قيمتها الاعتبارية في المجتمع داخل وخارج الجماعة- فإنها لن تؤثر في مسيرة الجماعة المستقبلية وأهدافها، ملمِّحًا إلى أن الجماعة كانت وما زالت على مرِّ تاريخها هي الضريبة التي تقدَّم لإصلاح الفساد المستشري في جنبات المجتمع بأكمله.

 

ويضيف د. البيومي أن أفاعيل النظام تلك لن تؤثر في الجماعة، ولن تهزَّ أيَّ فرد فيها على الإطلاق، موضحًا أنه حتى من يترك الجماعة وينسحب منها نتيجة تلك الاعتقالات- وهم قلة لا تذكر- فإنه يكون بمثابة تمحيص للصف وتنقيته من كافة الخبائث.

 

خيبة الظن

 الصورة غير متاحة

د. عبد الحي الفرماوي

ويندِّد الدكتور عبد الحي الفرماوي أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة بحملة الاعتقالات الأخيرة، قائلاً: إن حملات الاعتقال على مدار تاريخ الإخوان ما هي إلا محاولة من النظام لتقليم أظافر أفرادها واحدًا خلف الآخر، بالإضافة إلى تعطُّش النظام الدائم لتحجيم نشاط الجماعة وإعاقة حركته، مشيرًا إلى أنه حتى الآن لم تنجح رسالة النظام هذه، ولم تؤتِ ثمارها إطلاقًا على مر التاريخ، بل تأتي بنتائج عكسية، وهو ما يزيد من غيظ النظام ويجعله يلجأ إلى تصعيد حركته ضد الجماعة.

 

ويضرب مثالاً على ذلك بأن النظام كان يأمل أن تكون البلبلة التي اصطنعها مؤخرًا- والخاصة بشائعة استقالة المرشد وانتخابات مكتب الإرشاد- أن يكون لها تأثيرها في تفتيت عضد الجماعة، أو أن تكون بمثابة الضربة القاصمة لها، موضحًا أن أشدَّ ما أزعج النظام في الوقت الحالي هو أن الجماعة خرجت من تلك الأحداث أكثر قوةً وأكثر شعبيةً؛ ما جعلها تزيد من وطأة الضربات المتلاحقة عليها.

 

ويستشهد بأن فترة الاعتقالات في صفوف الإخوان تتزامن مع نشأتها؛ أي منذ ما يزيد على 80 عامًا مضت، وإلى الآن لم تفنَ أو تتم إبادتها كما يريد لها النظام، هي بذلك دليلٌ كافٍ على مدى القوة والتماسك الذي تتمتع به، وأنه مهما بلغت درجات الاعتقال في صفوفها فإنها لن تحقِّق للنظام ما يتمنَّاه من الركوع والاستسلام.

 

وهم الانشقاق!

 الصورة غير متاحة

محمد سويدان

"رسالة متكررة.. ودائمًا خاطئة.. ويا ليته يفهم".. بتلك الكلمات بدأ محمد سويدان مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين بالبحيرة حديثه، قائلاً: إن الاعتقالات في صفوف جماعة الإخوان المسلمين هي رسالة النظام الدائمة التي ينتهجها مع الإخوان المسلمين على مر التاريخ، وعلى الرغم من ثبوت فشلها بجميع المعايير وعدم فعاليتها معهم فإنه ما زال مستمسكًا بها،؛ نتيجةً لفقره وضعفه في مواجهتهم، داعيًا النظام إلى ضرورة تغيير وسائله حتى لا يضيِّع أوقاته في وسائل لن تؤتي ثمارها في تحجيم الجماعة أو إضعافها مهما كان.

 

وكشف أن عناية الجماعة بتنشئة الفرد بداخلها، والذي هو بمثابة اللبنة الأولى للأمة، وعنايتها بتربيتهم على الثبات إيمانيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا؛ هي التي أبقت الجماعة على قيد الحياة إلى ذلك الحين؛ لما فيها من شمولية واتقاء أفرادها لله عز وجل وخلوِّها من أي أغراض دنيوية.

 

ويؤكد أن الجماعة كانت وستظل نجمًا تهتدي به الأمة في سائر أحوالها، مهما كان الظلم الواقع عليهم، ومهما كان حجم الافتراءات ومحاولات تحجيمها ومحاولات تغييب أفرادها خلف المعتقلات.

 

ديكتاتورية النظام

 الصورة غير متاحة

سيد نزيلي

ويستنكر الحاج سيد نزيلي مسئول المكتب الإداري لإخوان الجيزة الاعتقالات المتكررة في صفوف الإخوان، واصفًا إياها بأنها بطشٌ أمنيٌّ ظالمٌ، وأن تلك الاعتقالات لا تؤكد سوى أن مسيرة الحزب الوطني مستمرة تجاه ديكتاتوريتها وقمعها وكبتها لكل مصلح، لافتًا النظر إلى أن الجماعة لم تشهد قط تراجعًا في أدائها نتيجةً للاعتقالات التي انتابتها على مرِّ التاريخ، بل مع كل اعتقال تزداد قوةً وتزداد تماسكًًا بين أفرادها داخل الصف، وعلى النطاق الخارجي تزداد شعبيةً ويزداد المنضمُّون إليها يومًا تلو الآخر.

 

ويوضح أنه على الرغم من قوة الاعتقالات هذه المرة- بما نالته من رموز وقيادات منيرة في الجماعة لها وجودها القوي- فإن جماعة الإخوان المسلمين تمضي بخطى التفويض وتأهيل الصف الثاني؛ ما يجعلها لا تتأثر بغياب أي فرد فيها، وإن تأثرت نسبيًّا ولفترة قصيرة، إلا أنها سرعان ما تعاود نشاطها من جديد؛ وذلك لأنها غنيةٌ بدور كل فرد فيها؛ ما يجعلها لا تتأثر بغياب الأشخاص.

 

دليل قوة

 الصورة غير متاحة

د. حلمي الجزار

ويفنِّد الدكتور حلمي الجزار مسئول المكتب الإداري للإخوان بمحافظة 6 أكتوبر وضْع الإخوان في الاعتقالات، قائلاً: إن العالم أجمع يدرك أن رسالة النظام باعتقال الإخوان ما هي إلا دليلٌ قويٌّ على مدى القوة التي يتمتَّع بها ومدى انتشاره وعمقه في المجتمع، موضحًا أن الشيء الضعيف دائمًا لا يُخشى منه ولا تتم محاربته؛ لأنه لا وجود له، ولأنه على قدر قوة الأفراد يكون إعداد العدة لهم وإعداد الأفراد لمواجهتهم.

 

ويشير إلى أن الاعتقالات أكسبت الجماعة مناعةً قويةً؛ حتى جعلت تماسكها تماسكًا ملتحمًا، صعبٌ انفكاكه، حتى وإن غاب نصف أعضائها أو أجمعهم فلن يؤثر في مضيِّها في طريق الإصلاح، ولن يثنيها ولو خطوة عن الوصول إلى الهدف المنشود وإصلاح الأمة؛ لما تتمتع به من انتشار واسع في المجتمع، ولما لها من قاعدة عريضة في كل منطقة وكل حي؛ ما يجعلها صعبة الحصر.

 

جماعة مبادئ

ويجزم الحاج عبد العزيز عبد القادر نائب مسئول المكتب الإداري لإخوان الشرقية بأن الاعتقالات لم تؤثر قط في مسيرة الجماعة سابقًا، ولن تهدِّد أو تُضعف من تحركاتها مستقبلاً، مهما اشتدَّت المصائب عليها، ومهما تكاتفت قوى الشر ضدَّها، موضحًا أن سرَّ تماسك أفراد الدعوة هو ربانيتها، وعلوُّها عن أي أهداف ومصالح شخصية.

 

ويؤكد أن الدعوة ستظل شامخةً حتى قيام الساعة، ولو اعتقل النظام كافة قوى الجماعة، ملمِّحًا إلى أن الجماعة تحتوي على العديد من القيم والمبادئ والأخلاقيات، التي تجعلها جماعة مبادئ وأخلاق وقيم قبل أن تكون جماعة أفراد.

 

رهان خاسر

 الصورة غير متاحة

م. علي عبد الفتاح

ويتفق في الرأي مع سابقيه المهندس علي عبد الفتاح أحد قيادات الإخوان بالإسكندرية، قائلاً: إن النظام اعتاد قبيل انتخابات الشورى أن يقوم باعتقال رموز من جماعة الإخوان المسلمين، مستهدفًا تراجعهم عن المشاركة في الانتخابات القادمة، وحتى يثبت للعالم أجمع أنها جماعةٌ محظورةٌ، ملمِّحًا إلى أنه في كل مرة يثبت الإخوان للنظام أن تلك الضربات المتتالية لن تثنيهم عن طريقهم ولن تفتَّ في عضدهم، بل ويصرون على استكمال المعارك بكل قوة، وينجحون بالتفاف قاعدة عريضة من الشعب حولهم.

 

ويوضح أن النظام كان يراهن أيضًا على حدوث انشقاقات داخل صفوف الجماعة مع انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة، إلا أن الانتخابات أشاد بنزاهتها وديمقراطيتها العالم أجمع، والتي كثيرًا ما نفتقَّدها في مصر في انتخاباتها البرلمانية والرئاسية، مشيرًا إلى أنَّ كل ما يحصده النظام بتلك الاعتقالات هو مزيدٌ من معارضيه ومزيدٌ من فقد رصيده إذا ما وجد من الأساس التفاف شعبه.

 

ويؤكد أن هناك العديد من المقومات هي التي حفظت جماعة الإخوان المسلمين وأبقتها على قيد الحياة إلى وقتنا هذا، رغم كل ما تلقَّته من ضربات منذ خروجها للنور، منها أسباب ربانية متعلقة بإخلاص نيات أفرادها لله، آملين في كل خطاهم حصول الأجر والثواب من الله وحده وليس من ذوي ملك أو سلطان، ومنها ما هو أخلاقي؛ حيث لا توجد مطامع ولا أهواء ومناصب يسعى إليها أفرادها، فضلاً عن ثباتهم على مبادئهم وأهدافهم وصمودهم المبهر وزيادة التحامهم، مستشهدًا بمقولة: "إن الأزمات دائمًا ما تصنع الرجال".

 

وقود الاعتقال

ويضيف الدكتور محمد كمال أحد قيادات الإخوان بأسيوط قائلاً: إن الاعتقالات على مدار تاريخ الإخوان كان عائدها إيجابيًّا داخل مسار الجماعة؛ لما زادها من صلابة وقوة في مواجهة الطغيان والفساد، ولما زادها من إصرارٍ على مبادئها واستكمال لمسيرتها ورؤيتها الإصلاحية.

 

ويوضح أن من شدة الصلابة التي تتمتع بها الجماعة أنها أبهرت العالم بصمودها وثباتها إلى ذلك الحين؛ ما زاد من غيظ النظام، حتى إنه لجأ إلى تكثيف اختلاق الشائعات حول الجماعة من انقسامهم إلى تياريْن: محافظ وإصلاحي، وساعيًا إلى الترويج بأن هناك الكثير من الانشقاقات داخل الجماعة، ملمِّحًا إلى أنه حتى تلك الاختلاقات لم تهتزّ الجماعة ولم تضعف من قوتها.

 

ويوضح أن النظام استعصى عليه أن يفتت أو يمحو وجود الإخوان من على الساحة، فلجأ إلى تصعيد حركاته من خلال اعتقال رموز وقيادات من أمثال د. عصام العريان، ود. محمود عزت؛ أملاً في أنَّ الجماعة ستتخلى بذلك عن طريقها وتقف مكتوفة الأيدي في حيرة من أمرها، مشيرًا إلى أن ما حدث عكس ذلك تمامًا، بل إن الإخوان بمجرد توارد أخبار الاعتقالات يزدادون حماسةً وقوةً في متابعة وإتقان أعمالهم داخل الجماعة، وخارجها نحو المجتمع على أكمل وجهه، حتى يعجِّلوا بإصلاح المجتمع ودرء المفاسد عنه؛ "فالاعتقالات بمثابة بنزين لأفراد الجماعة حتى يعجِّلوا من خطواتهم نحو الإصلاح".

 

حاجز صد

ويعلِّق محمد عماد أحد قيادات الإخوان بالقليوبية، قائلاً: إن الإخوان مهما كانت التحديات التي تواجههم ومهما كانت درجتها إلا أنها تتخطاها وتتغلب عليها بتوفيق من الله أولاً، ثم بانتهاج الجماعة سياسات وأساليب متبعة في التربية، تصقل الفرد بأن يكون حاجزَ صدٍّ لأي أضرار تواجهه، مشيرًا إلى أنه حتى في حالة وجود أي شبهات تنتاب أفراد الصف يتم عقد المناقشات والجلسات حتى تتضح الرؤية ويذهب أي ضباب في الرؤى وحتى يقف على حقائق الأمور.

 

ويوضح أن الثقة المتبادلة وصفاء الأخوَّة التي يتمتع بها أفراد الصف في الجماعة هي العامل الأساسي في قوة الجماعة وصمودها حتى تلك اللحظات، على الرغم من مرور أكثر من 80 سنة على إنشائها، فمع تكرار الاعتقالات وازدياد المحن تجعل التحام أفراد الصف ببعضهم البعض أقوى وأشدّ؛ لما في الأخوَّة من روابط وثيقة وقوية.