من نوادر الشعر العربي تلك الأبيات التي نظَّمها "البهاء زهير"، يصف فيها بغلة صديقٍ له، ومما جاء فيها:

لك يا صديقي بغلة      ليست تساوي خَرْدلة

تمشي فتحسبها العيون على الطريق مُشَكَّلَة

وتخال مُدْبِرةً إذا         ما أقبلت مستعجلة

مقدار خطوتها الطويلة حين تُسْرع أُنْمُلة

تهتز وهي مكانها        فكأنها هي زلزلة

أَشْبَهْتَهَا بل أَشْبَهَتْك   كأن بينكما صلة

تَحكِي صفاتك في الثقالة والمهانة والبَلَه

 

شوقي يرد على إهانة كرومر!!

مكث المندوب السامي البريطاني في مصر ربع قرن مستبدًّا طاغيًا، ولما عُزِل بعد حادثة دنشواي عام 1906م، خطب خطبةً طعن فيها المصريين ورماهم بالذلة والجحود، وأنذرهم بأبدية الاحتلال، واعتدى على شعورهم الديني؛ فردَّ عليه أمير الشعراء أحمد شوقي بقصيدة طويلة تهكَّم منه في بعضها كقوله:

أيامكم أم عهدُ إسماعيلا             أم أنت فرعون يسوسُ النيلا؟

أم حاكم في أرض مصر بأمره              لا سائلاً أبدًا ولا مسئولا

لما رحلت عن البلاد تشهَّدت               فكأنك الداء العَياء رحيلا

أوسعتنا يوم الوداع إهانة                 أدب لعمرك لا يصيب مثيلا

أنذرتنا رقًّا يدوم وذلةً                    تَبْقَى وحالاً لا ترى تحويلا

أحسبتَ أنَّ الله دونك قدرةً                 لا يملك التغييرَ والتبديلا؟!

فرعونُ قبلك كان أعظم سطوةً            وأعزَّ بين العالمين قبيلا