قعد رجل طائي وزوجته الطائية في الشمس، فقالت: والله لئن ترحّل الحي غدًا، لأتبعنَّ قماشهم وأصوافهم- أي البقايا التي تخلفت موضع إقامتهم وخيامهم-، ثم لأنفشنه ولأغسلنه ولأغزلنه، ثم لأبعثنه إلى بعض الأمصار فيُباع، وأشتري بثمنه بِكْرًا فأرتحل عليه مع الحي إذا رحلوا.

 

قال الزوج: أفتراكِ الآن تاركتني وابني بالعراء؟

 

قالت: أي والله.

 

قال: كلا والله.

 

وما زال الكلام بينهما حتى قام يضربها، فأقبلت أمها، فقالت: ما شأنكما؟ وصرخت: يا آل فلانة.. أفتضرب ابنتي على يديها، ورزقٌ رزقها الله؟! 

 

فاجتمع الحي فقالوا: ما شأنكم؟

 

فأخبروهم بالخبر.

 

فقالوا: ويلكم، القوم لم يرحلوا، وقد تعجلتم الخصومة!