النكتة:

يُحكَى أن طائرةً مصريةً على متنها راكبان؛ أحدهما صهيوني والآخر فلسطيني، وحدث عطل في محركها عرَّضها للسقوط، ولإنقاذها كان يجب إلقاء أحد الركاب من الطائرة لتخفيف الحمولة.

 

ومن باب العدالة، قرَّر المسئول المصري أن يُقيم مسابقةً بين الراكبيْن ومن يعجز منهما عن الإجابة، يلقيه من الطائرة، وكان السؤال الأول للراكب الصهيوني هو: كم عدد سكان مصر؟! أما سؤال الفلسطيني فكان هو: ما هي أسماؤهم وعناوينهم؟!

***

 

انتهت النكتة، ولكن في رواية أخرى أن المسئول المصري ألقى بالراكب الفلسطيني من الطائرة بدون أسئلة ولا مسابقات.

***

 

وفي رواية ثالثة أن الطائرة لم يكن بها أي أعطال من أصله.

***

 

وفي رواية رابعة أن المسئول المصري بعد أن ألقى بالفلسطيني، فوجئ بالصهيوني يدفع به خارج الطائرة.

***

 

وفي رواية خامسة أن المسئول المصري ألقى بالفلسطيني ثم ألقى بنفسه وراءه تاركًا الطائرة للصهيوني.

***

عودة إلى العالم الواقعي

ورد في وكالات الأنباء الأيام الماضية: أن وزارة الخارجية المصرية تحذِّر القيادات الفلسطينية في غزة من تصريحاتهم المستفزة حول المصالحة والحصار وتهدِّدهم بعواقب وخيمة.

 

جاء ذلك على خلفية تصريحات فلسطينية تشكو وتعتب على العراقيل والقيود المصرية الكثيرة التي تُعيق فتح المعبر وفك الحصار وتصرُّ على ربطها بالقبول بورقة المصالحة المصرية كما هي بدون تغيير حرف واحد منها.

 

ورغم أن هذه التصريحات لم تجانب الحقيقة، ورغم أنها صادرةٌ عن أناس يعيشون أقصى أنواع المعاناة، وحياتهم وحياة أهاليهم على المحك، ورغم أن في الحلق غصاتٍ وغصاتٍ بسبب المشاركة الرسمية المصرية المستمرة في إحكام الحصار عليهم، حتى أثناء الحرب الأخيرة وما بعدها، ورغم أن القادة الفلسطينيين دائمًا يتحدثون عن الإدارة المصرية بكل دبلوماسية وحذر.. رغم كل ذلك، فإنهم غير مسموح لهم بالعتاب ولا حتى بمجرد الاستياء، عليهم أن يضعوا ألسنتهم في أفواههم، ويصمتوا، وينتظروا ما تجود به مصر الرسمية أو لا تجود.. هي حرة، ودولة ذات سيادة!!، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة.

***

أما عن الكيان الصهيوني فحدِّث ولا حرج:

فرغم التهديد الصهيوني العميق لوجودنا وأمننا القومي، ورغم كل ما فعله معنا على امتداد أكثر من نصف قرن: بدءًا بالعدوان علينا واحتلاله أراضينا مرتين، وعدم الانسحاب منها إلا بشرط تجريد سيناء من السلاح، ووضع قواتنا هناك تحت رقابة قوات أمريكية وأجنبية والتهديد الدائم بإعادة احتلالها مرةً أخرى..

 

ورغم الضغط الصهيوني الأمريكي الدائم على الإدارة المصرية في كل صغيرة وكبيرة، والتهديد بقطع المعونة العسكرية إن لم نُحكِم الحصار على غزة ونبني الجدار الفولاذي ونفعل كذا وكذا..

 

ورغم التهديد الخطير الناتج من الاستئثار الصهيوني بالسلاح النووي، وتحريمه علينا، ورغم كل الاتفاقيات الأمنية الأمريكية الصهيونية ضد كل المنطقة، بما فيها مصر..

 

ورغم المخطط الصهيوني الشرِّير بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وفقًا للروايات المصرية الرسمية ذاتها، ورغم الحديث الرسمي المصري عن المخططات الصهيونية فى أعالي النيل.. إلخ، إلخ..

 

رغم كل ذلك، فإنه لا مكان على الطائرة المصرية الرسمية لكل ما هو فلسطيني؛ فالمقاعد كلها محجوزة للكيان الصهيوني.

----------

* [email protected]