القدس عامة، والمسجد الأقصى خاصة، قبلتك الأولى..

ما مساحتهما فوق سطح الأرض؟ أما ما تحتها من الأرضين السبع فلا حول لنا ولا قوة بمعرفته.

 

دعونا ننظر فيما فوق الأرض من القدس (المدينة) وفي جوفها المسجد الأقصى، ما مساحتهما معًا؛ حتى يعرف كل مسلم نصيبه منهما؟ (عدد المسلمين مليار وثمانمائة وثمانية وأربعون ألف مسلم).

 

- قال صاحبي: وهل لكلِّ مسلم ميراث في فلسطين والقدس والأقصى؟

 

- قلت لصاحبي: نعم، بل أنت صاحب ميراث في جميع الأرض المباركة "فلسطين".

 

- قال صاحبي: وماذا يجب على المسلم بعد أن يعرف ميراثه الموعود؟

 

- قلت لصاحبي: ليكون كل مسلم مخيَّرًا بين خيارين لا ثالث لهما:

 

- إما أن يدافع عن حقِّه بتوكيل إسلامي لأهل فلسطين ومدينة القدس، والمرابطين حول المسجد الأقصى.

 

- وإما أن يتنازل المسلم عن حقِّه، ويترك اليهود يفعلون ما بدا لهم بتهويد جميع فلسطين، (راجع كتاب فتوى علماء المسلمين بتحريم التنازل عن أي جزء من فلسطين، ط. دار الفرقان -عمان- الأردن).

 

- قال صاحبي: كيف تثبت وثائقيًّا ملكية كل مسلم لأي مقدار من الأرض المباركة؟ أم أنه مجرد كلام مرسل في مقال صحفي؟

 

- قلت لصاحبي: يثبت الحق- وهو ثابت- بأربع وثائق تاريخية، وثائق لا يمكن التشكيك فيها بحال من الأحوال:

 

الوثيقة الأولى: قوله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)﴾ (الإسراء)، وصلاة النبي بإخوانه الأنبياء والرسل- عليهم جميعًا أفضل الصلاة والسلام- مرتين في المسجد الأقصى، قبل وبعد المعراج.

 

الوثيقة الثانية: سفر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- إلى القدس الشريف، واستلامه مفاتيح المدينة، وكتابة العهد لساكنيها.

 

الوثيقة الثالثة: تحرير المدينة المقدَّسة، وتطهير المسجد الأقصى من الصليبيين بواسطة الجيش الإسلامي بقيادة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله.

 

الوثيقة الرابعة: ميثاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهو الميثاق ذو الأصول الإسلامية، وحماس هي الحركة الإسلامية ذات الشرعية بالأغلبية لحكم فلسطين الآن، المادة الحادية عشرة تقول:

 

إن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط فيها أو في جزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، ولا تملك ذلك دولة عربية، أو كل الدول العربية، ولا يملك ذلك ملك أو رئيس، أو كل الملوك والرؤساء، ولا تملك ذلك منظمة أو كل المنظمات، سواء كانت فلسطينية أو عربية.

 

- قال صاحبي: فما وضع أهل فلسطين على أرضها شرعيًّا وقانونيًّا؟

 

قلت لصاحبي: ميثاق "حماس" وضح ذلك من غير لبس ولا تمويه فقال: "وبعد مشاورات ومداولات بين خليفة المسلمين عمر بن الخطاب وصحابة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- استقر قرارهم- رضي الله عنهم- أن تبقى الأرض بأيادي أصحابها ينتفعون بها وبخيراتها، أما رقبة الأرض فوقف على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، وامتلاك أصحابها امتلاك منفعة فقط، وهذا الوقف باقٍ ما بقيت السماوات ﴿إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)﴾ (الواقعة).

 

ماذا أفعل؟

- قال صاحبي: ماذا أفعل من أجل تحرير فلسطين والقدس وتطهير الأقصى؟ ماذا أفعل لحماية ميراثي المقدس؟ واسترداد ما اغتصبه الصهاينة منه؟

 

- قلت لصاحبي: هذه أربع وسائل يمكن لكل مسلم أن يعمل بواسطتها الآن:

 

1- الدعاء ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ (غافر: من الآية 60)، ومع الدعاء هذه ثلاث وسائل عملية:

 

2- دفع سهم الجهاد المالي للمجاهدين والمرابطين في فلسطين.

 

3- المقاطعة الشاملة للكيان الصهيوني، ومقاطعة المؤازرين له من الدول الكبرى والصغرى، ومقاطعة رجال الأعمال والشركات الموالية.

 

4- التوعية الإعلامية للمجتمع بكلِّ الوسائل حتى تبقى القدس ويبقى الأقصى، بل قضية فلسطين جميعها ظاهرةً متوهجةً في وجدان المسلمين.

 

ويبقى ميراث كل مسلم في فلسطين والقدس والأقصى هو محور فكرته وحركته، ولا عبرة بالمؤتمرات والمفاوضات، ولا عبرة بقرارات الأمم المتحدة، فكلُّ تلك أصفار على اليسار!.