"اللهم إنك تخلق من الأقدار أقدارًا فهيئ لحماس أقدار خير".

كان هذا الدعاء ينبعث من أحد مساجد مصر على ضفاف النيل مع زفرات أحد الدعاة القانتين في ليلة السابع والعشرين من رمضان قبل حرب "الرصاص المصبوب" على غزة.. فكان ما كان، واندحر العدو الصهيوني منسحبًا، بل منتكسًا فلم يحقِّق أهدافه.. أما الشهداء فإنهم أحياء عند ربهم يُرزقون، وأما المصابون فإنهم قد نالوا أجورهم- نحسبهم والله حسيبهم- ثم تألقت "حماس" قوة مقاومة بهرت العالم، ثم ارتشفت العقول والقلوب هذه المعاني، وهذا الواقع الذي صنعه القدر، طالعوا معي هذه العبارات:

 

1- من أقوال الإمام المجدد المجاهد حسن البنا- رحمه الله-: "ستقوم إسرائيل، وستظل قائمة إلى أن يبطلها الإسلام كما أبطل ما قبلها".

 

وما هذا القول والقراءة النابهة للحدث الصهيوني إلا تأويل لقول العليم الحكيم: ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4)﴾ (الإسراء).. ﴿وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا﴾.. (الإسراء: من الآية 8).. ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)﴾ (الإسراء)، وجميعها في سورة بني إسرائيل (الإسراء).

 

وما هذا القول من الإمام إلا قراءة للحدث الصهيوني بمقدماته وتطوراته ونهاياته.

 

2- بعد واحد وعشرين عامًا- حين الحرب على غزة- حين انطلقت حماس في 8/12/1987م، وحماس هذه التي نراها تقاوم دفاعًا عن عدة حقوق:

 

- حق الأرض، أرض فلسطين، بل أرض مصر من الشرق، ولا التفات إلى الواقع المخزي لأصدقاء اليهود في مصر!.

 

- حق الشعب الفلسطيني في أرضه.

- حق الإسلام بالحماية من التهويد، وحماية المقدسات، وهي حق الإسلام الأعظم (القدس والأقصى).

 

- عبور العاشر من رمضان، وجنوب لبنان، وغزة علامات مضيئة على طريق طويل لاقتلاع الكيان الصهيوني من فلسطين ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)﴾ (الروم).

 

3- لم يهاجر سكان قطاع غزة رغم "الرصاص المصبوب"!، وهاجر سابقًا سكان ثلاث محافظات مصرية (بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس) لمجرد الخوف، عقب هزيمة 5 يونية 1967م، إنه الفرق بين التربية الإيمانية على الثبات، وانعدام التربية، بل الإفساد هكذا كان يعمل نظام 23 يوليو في مصر في 15 سنة!!، وماذا فعلت "حماس" منذ وصولها إلى الحكم قبل "الرصاص المصبوب"؟!.

 

4- ثبات أهل غزة درس عملي فريد للشعوب، ولذلك تتوافد الوفود على غزة ليتعلموا.. أما معونات فك الحصار فهي رموز إعجاب وتضامن.. وأما الواهمون بالانتساب إلى الفرعونية والآشورية والبابلية والفينيقية فإنهم لا يعيشون الحاضر.

 

5- السلبية مع "حماس" خيانة.

خيانة للكتيبة المتقدمة في جهاد الأمة الأقدس.

السلبية مع حماس معونة لعدو الأمة التاريخي ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ﴾ (المائدة: من الآية 82).

 

6- "حماس" وأخواتها المجاهدات المقاومات فخاخ استدراج للصهاينة ومسانديهم إلى مصير السوء، قال تعالى: ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ (183)﴾ (الأعراف).

 

7- للمرة الثانية يُضرب الكيان الصهيوني في عمقه:

- مرة بقذائف المقاومة اللبنانية في الشمال.

 

- ومرة من غزة في الجنوب.

 

وهما بشارتان بقرب الضربة القاصمة، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش (اقتباسًا من حديث النبي- صلى الله عليه وسلم- مبشرًا بفتح القسطنطينية).

 

8- ماذا يعني التجاوب الشعبي العالمي مع "حماس"؟ هل هي العودة إلى الوضع الصحيح بعد انتكاسات كامب ديفيد، ووادي عربة ومدريد، وأنخاب الخمور في شرم الشيخ، وثرثرات محمود عباس مع أولمرت، ثم دورات المكوك الصدئ "جورج ميتشل"؟!.

 

9- كانتا معًا فتح وحماس في اتفاق مكة فماذا حدث؟ وأين يلتقيان بعد مكة، وأي أرض أطهر من أم القرى؟ وأيهما يمكن أن يعيد الحقوق المسلوبة: كرسي محمود عباس، أم مدفع حركة حماس؟!.

 

10- كل شيء يُباع ويُشترى..

هيا يا عرب نشتري السلاح النووي من أي سوق نووية (أو من عدة أسواق) حتى لا نبقى في خندق الخوف مرتعدين من نووي الكيان الصهيوني.