صدر كتاب "عباد الرحمن.. وعباد السلطان" للكاتب الكبير د. حلمي محمد القاعود، عن مكتبة جزيرة الورد بالقاهرة.

 

يأتي الكتاب في سياق مواجهة فساد السلطة الفاشية المستبدة؛ التي كانت، من خلال القضايا التي يعاني منها الشعب المصري المظلوم، وهو من الكتب التي صدَعت بكلمة الحق في وجه السلطة الظالمة، وبشَّرت بالثورة التي عصفت بهذه السلطة، في وقت ساد فيه اليأس والقنوط والإحباط.

 

وفي هذا الكتاب وكتب أخرى للمؤلف صدرت في توقيت متقارب، نرى كثيرًا من القضايا التي يعانيها الوطن والناس، وتستلهم الأمل والتحدي؛ تعبيرًا أو ترجمةً عن أشواق أمتنا الإسلامية، من خلال عقلها الذي تمثله مصر الكنانة؛ في الحرية والعدل والتفوق والكرامة والعزة؛ التي اصطفاها الله لنفسه ولرسوله وللمؤمنين.

 

بعض الناس يتصور أن الإسلام يقف حجر عثرة في طريق الأمم والشعوب نحو التفوق والتقدم، وهذه فرية لا أساس لها من الصحة، بدليل أن الأمة الإسلامية في أقل من قرن من الزمان- بعد نزول الوحي- استطاعت أن تكون الدولة العظمى في العالم عقيدةً وفكرًا وقوةً وبناءً ومجدًا وعظمةً، وما ذلك إلا لوجود المسلم القوي إيمانًا وخلقًا، الحر سلوكًا ومنهجًا؛ الذي يستطيع أن يواجه الخليفة وجهًا لوجه، وينتقده لمصلحة الإسلام والمسلمين، ومع أن البعض يرجف في المدينة، ويزعم أن الإسلام لم يعرف الحرية والمعارضة إلا لفترة محدودة في عصر الراشدين؛ فإن تكوين الأمة ذاته على مستوى الأفراد كان منتميًا إلى الحق والعدل والكرامة والمساواة، ولذا استطاع المسلمون على مدى القرون الخمسة الأولى- مع كل الخلافات والصراعات بين الأطراف المختلفة- أن يتحركوا تلقائيًّا في بناء مجتمع الحرية المؤمنة، وأن يصنعوا تراثًا عظيمًا كان قاعدةً للنهضة الإنسانية الراهنة في مجالات مختلفة.

 

ومن ثمَّ كان إلحاح صفحات هذا الكتاب على مناقشة الهموم الإنسانية التي يعيشها شعبنا المظلوم في دائرة المظالم والمتاعب والآلام التي يصنعها بعض أبنائه الذين يتولون المسئولية أو يقفون بعيدًا عنها؛ ثم محاولة إضاءة السبل التي تفسح المجال لتستعيد مصر وجودها الحضاري الإنساني الفاعل الذي سبقت إليه أمم حديثة النشأة والوجود، عديمة التاريخ والميراث، ولكنها استطاعت أن تمتلك أسس الحركة السليمة وعناصر التعايش الصحيحة، فتوافق أبناؤها على الأهداف الكبرى والغايات الأساسية، وكان الإنسان في هذه الأمم كيانًا محترمًا له حق الصيانة والتقدير والعدل والمساواة، فضلاً عن الحرية والكرامة.

 

تتنوع الموضوعات والقضايا في هذه الصفحات، ولكنها تبحث عن الإنسان المصري المظلوم وأحلامه المغيبة، وتدعو لإنقاذه ومؤازرته في رحلة تحرير نفسه من الخوف والجوع والاستبداد!!.