كان أمير الشعراء أحمد شوقي رائدا في شتى فنون الشعر العربي المختلفة؛ فقد كان رائدًا في الشعر القصصي والمسرحي وشعر الأطفال، كما كان له باع طويل في الشعر الضاحك، خاصةً مداعباته مع الدكتور محجوب ثابت؛ ذلك الطبيب الذي كان عاملاً مشتركًا لمعظم طرائف الأدباء والشعراء في عصره، ومن بين ما كتبه شوقي هذه الأبيات التي نظمها بعد زيارته لعيادة الطبيب واستقباله بحفاوة منقطعة النظير من جانب البراغيث التي تملأ أركان العيادة:

 

براغيث محجوب لم أنسها     ولم أنس ما شربت من دمي

تشق خراطيمها جوربي          وتنفذ في اللحم والأعظم

وتنظرها حول بايب الرئيس       وفي شاربيه وحول الفم

بواكير تطلع قبل الشتاء              فتحمل ألوية الموسم

قد انتشرت جوقة جوقة       كما رشت الأرض بالسمسم

ترحب بالضيف عند الطريق           فباب العيادة فالسلم