صدر عن مكتبة (جزيرة الورد) كتاب "اخلع إسلامك تعش آمنًا!" للكاتب الكبير الدكتور حلمي القاعود، يقدم فيه دفاعًا عن الإسلام ضد مثقفي الحظيرة.

 

يواصل مؤلف الكتاب جهوده لكشف الزيف الذي يحكم الحياة الفكرية والثقافية في بلادنا، ويصدر هذا الكتاب ضمن سلسلة من الكتب التي تظهر تباعًا للدفاع عن الإسلام وقيمه، ودحض مقولات خصومه وأعدائه، بعد أن بدا لبعض الجهات في بعض الظروف والأحوال أن الطريق الأمثل للاستقرار والأمن وتأمين النظم والحكومات هو العمل على استئصال الإسلام وإلغائه أو إقصائه في أسوأ الأحوال!.

 

تصور بعضهم أن الإسلام يمثل إزعاجًا للقوى الشريرة في الداخل والخارج على السواء، وأن أفضل السبل لإبعاد هذا الإزعاج هو اتخاذ خطوات عملية تتكئ على الواقع وتتخذ من بعض الأحداث اليومية هنا وهناك ذريعةً للتشويش على الإسلام والتشهير به، وإرجاع كل السلبيات التي يعانيها المجتمع إلى تشريعاته وقيمه وأخلاقه، فضلاً عن اتهام أتباعه ودعاته بتهم غليظة من قبيل التعصب والرجعية والأصولية والجمود والتخلف وغيرها، واعتماد ما يسمَّى في البلاغة العربية بفن "المغالطة"؛ أي بالخروج عن مسار النقاش الأصلي إلى مسارات جانبية، أو تحويل الإجابة عن أسئلة معينة بالإجابة عن أسئلة أخرى غير مطروحة أصلاً.

 

وقد أبلى مثقفو السلطة أو مثقفو الحظيرة- وفقًا لتسمية وزير الثقافة الذي أعلن دخول المثقفين المصريين الحظيرة- بلاءً غير حسن في التشهير بالإسلام وتشويهه؛ لدرجة وصفه بالإظلام(!)، مع أن الحق سبحانه يصفه بالنور (المائدة: ١٥).

 

أتاحت السلطة المجال فسيحًا أمام مثقفي الحظيرة، فصالوا وجالوا تشهيرًا وتشويشًا وتشكيكًا في الجزئيات والكليات، والمتغيرات والثوابت، الصحف تغصُّ بآلاف المقالات اليومية والأسبوعية، ومطابع السلطة- التي يملكها الشعب المسلم- تضخُّ عشرات الكتب، وبرامج الإذاعة والتلفزة تكاد تجعل هؤلاء المثقفين يبيتون بين جدران أماكن البث والتسجيل, والندوات والمؤتمرات لا تتوقف عن الإساءة إلى الإسلام ووصفه بالظلامية, الأفلام والمسلسلات تصوِّر المسلم لابسًا جلبابًا ويغطي رأسه بغترة خليجية، ومتجهمًا بشكل شيطاني معادٍ للحياة والناس والمجتمع، مع رغبة سادية في القتل والترويع والاستحلال واشتهاء النساء؛ حتى صار الجيل الجديد يرى الإسلام "بعبعًا" مخيفًا يجب التخلص منه بكل الوسائل والسبل، ولو بعبادة الشيطان، والانخراط في جماعات التحلل والانحراف!.

 

وصل الأمر بمثقفي السلطة أو الحظيرة إلى الحد الذي نشروا فيه إعلانًا على صفحة كاملة في بعض الصحف (من أين لهم قيمة هذا الإعلان؟) يطالبون فيه عند إجراء التعديلات الدستورية عام ٢٠٠٥ م بإلغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على إسلامية الدولة، ومرجعية الإسلام الرئيسية في التشريع والتقنين، متناسين أن الشعب المصري مسلم بأغلبيته الساحقة ٩٩ % من أبنائه يؤمنون بالإسلام عقيدة أو حضارة، وليسوا على استعداد للتفريط فيه أو المساومة عليه، مهما كانت الضرائب التي يجب أن يدفعوها في سبيل ذلك حرمانًا وحصارًا وابتعادًا عن المناصب الكبرى والوظائف المهمة..

 

باءت محاولات القوم بالإخفاق الذر يع بفضل الله، ولكنهم مع ذلك ما زالوا يحاولون ويسعون في الأرض فسادًا، وهو ما حفزني على كشف أو تتبع هذه المحاولات في صفحات هذا الكتاب لترى الأجيال القادمة حقيقة المغالطات؛ دفاعًا عن الإسلام ضد مثقفي الحظيرة! والأكاذيب التي يروج لها مثقفو الحظيرة؛ ابتغاء صرفهم عن الدين الحنيف..

 

أسأل الله سبحانه أن يوفق الأجيال القادمة إلى فهم دينها فهمًا صحيحًا، والعمل به لإعمار البلاد، وإسعاد العباد وفق منهج الله.

والله من وراء القصد.