- رغم أكاذيب بعض الفضائيات والصحف.. البرلمان القادم سيضم أكبر تمثيل لأطياف المجتمع السياسية والفكرية

- حكومات العالم ومنظماته أشادت بالانتخابات إلا أن بعض الفضائيات المصرية لم تعجبها النتائج فأقامت عليها مأتمًا وعويلاً!

 

بقلم: صلاح عبد المقصود

الحمد لله.. نجح الشعب المصري العظيم في امتحان الانتخابات.. أقبل على مراكزها بشبابه وشيوخه.. برجاله ونسائه.. وأعطى درسًا بليغًا لكل من شكك في قدرته على الانتقال إلى مرحلة البناء، بعد أن نجح في صنع أعظم ثورة في التاريخ!!

 

أثبت الشعب العظيم خطأ المرجفين الذين حاولوا بث الرعب في نفوس المصريين حتى لا يخرجوا لأداء واجبهم، وكانت هذه الصور الرائعة التي شاهدناها لكبار السن والمرضى المدفوعين على كراسي متحركة، بل وفي سيارات الإسعاف.. مثل تلك السيدة المريضة التي كانت في أحد مستشفيات الفيوم، وأصرت على الخروج من المستشفى لأداء واجبها الانتخابي، وحذرها الأطباء لخطورة حالتها إلا أنها لم تستجب لهم، فما كان منهم إلا أن أوصلوها للجنة الانتخاب في سيارة إسعاف!!

 

خروج المصريين على هذا النحو بهر العلم كله، وعبرت كثير من الحكومات والمنظمات والشخصيات العالمية عن إعجابها بهذا الشعب، ولعل الكاتب البريطاني روبرت فيسك قد كتب عن ذلك في مقاله بصحيفة (إندبندنت) حين قال: إن خروج المصريين إلى مراكز الانتخاب بعد يوم ممطر وفي جو شديد البرودة، ووقوفهم في طوابير طويلة، امتدت أحيانًا لمسافة نصف أو ثلاثة أرباع الميل هو أمر يجعل الدول الأوروبية التي تتحدث عن الديمقراطية تشعر بالخزي!!
نعم، ألم يسبق للأوروبيين والأمريكيين أن وصفوا الشعب المصري بأنه علم العالم، وبأن ثورته التي بهرت العالم كانت ثورة ملهمة؟!!

 

ألم يقل المستشار عبد المعز إبراهيم- رئيس اللجنة العليا للانتخاب بأن إقبال الشعب المصري على الانتخابات كان في صورة غير مسبوقة لم تشهدها مصر من قبل منذ عهد الفراعنة وحتى اليوم؟!!

 

لكن رغم كل ما قيل من شهادات إيجابية، يبدو أن بعض الفضائيات الخاصة والصحف المملوكة لرجال أعمال لم تعجبهم نتائج الانتخابات، فبدلاً من أن يفرحوا بها أقاموا عليها مأتمًا وعويلاً لا لسبب إلا لفوز الإسلاميين بالمراكز الأولى.

 

لقد ساءهم بل غاظهم ونكد عليهم حياتهم تصدّر الإسلاميين للمشهد البرلماني.

 

إنني لا أتهم كل العاملين في هذه الفضائيات أو الصحف- ففيهم عقلاء ومنصفون- لكنني أذكر هنا السياسة العامة التي انتهجتها إداراتها وقام على تنفيذها قلة متحكمة باعت ضمائرها، ولم تلتزم بمواثيق الشرف الإعلامي أو الصحفي، كما أنها لم تراع الأصول المهنية في عملها، وراحت تشن الهجوم، وتكيل الاتهامات، وتلحق الأذى بالإسلاميين عامة والإخوان المسلمين على وجه الخصوص.

 

حاولت بث الفزع والرعب في نفوس المصريين من فوز الإسلاميين وكأنهم غير مصريين أو جاءوا من كوكب آخر!

 

وجندت برامجها وأخبارها وتقاريرها للتشويه المتعمد، أو توقع الخلاف والشقاق بين الأحزاب الإسلامية وبعضها، أو بين هذه الأحزاب والجيش.

 

ولم تكتف بذلك بل حاولت نشر الكثير من الأكاذيب، من قبيل أن هذا المجلس عمره قصير!، وأنه منزوع الصلاحيات!, وأنه سيغلب عليه لون سياسي واحد!

 

وتعمد هؤلاء إغفال قوة هذا المجلس التي استمدها من إرادة شعبية هائلة، تمثلت في إقبال شعبي لم تشهد مصر له مثيلاً في تاريخها منذ عهد الفراعنة كما قال رئيس اللجنة القضائية.

 

كما تعمدوا إغفال حقيقة هامة وهي أن هذا المجلس سيشهد تمثيلاً واسعًا لمختلف أطياف المجتمع المصري الفكرية والسياسية والاجتماعية، وقد تجلى ذلك في نتائج المرحلة الأولى التي أسفرت عن فوز التحالف الديمقراطي الذي يضم أحد عشر حزبًا، ويقوده حزب الحرية والعدالة، وتحالف حزب النور الذي يضم ثلاثة أحزاب، وتحالف الكتلة المصرية الذي يضم عددًا من الأحزاب اليسارية والليبرالية والعلمانية كالمصريين الأحرار والتجمع والمصري القومي، وتحالف حزب الوسط الذي يضم ثلاثة أحزاب جديدة كالريادة والنهضة ومصر المستقبل، وتحالف الثورة مستمرة الذي يضم عددًا من أحزاب شباب الثورة، والحمد لله أن كل هذه الأحزاب قد نجحت في حصد نتائج إيجابية في المرحلة الأولى، كما نجحت في تخطي عتبة دخول البرلمان وهي الحصول على نسبة نصف في المائة من أصوات الناخبين على مستوى الجمهورية.

 

أتمنى للقائمين على أمر هذه الفضائيات وتلك الصحف أن يحكموا ضمائرهم، ويطبقوا المهنية في عملهم، حتى لا يسقطوا من أنظار الشعب الذي دلت الأحداث على وعيه وذكائه.

 

برقيات سريعة:

* هل تنجح حكومة الجنزوري في الإسراع بمحاكمة قتلة الثوار، أم ستنتظر عائلات الشهداء حكومة ثالثة تقوم بهذه المهمة؟.

 

* الشباب الذين أصيبوا أثناء الثورة، أرى عدم مغادرتهم لميدان التحرير حتى تتحقق مطالبهم العادلة في العلاج والرعاية اللائقةِ.

 

* الحمد لله عشنا وشفنا- كما يقولون- الحكومة المصرية تضم وزراء ملتحين، ووزيرات محجبات. سبحان مغير الأحوال!

-------------

* [email protected]