- 50% من أعضاء الحرية والعدالة لا ينتمون إلى الإخوان

- لجان الحزب بدأت بمشاريع فعلية لمواجهة المشاكل

- الاقتصاد يحتاج إعادة هيكلة ونخطط لتطوير السياحة

- مستهدفنا الاكتفاء ذاتيًّا من القمح خلال 3 سنوات

 

حوار: أحمد جمال

عرفه الإعلام من خلال نشاطه الواسع للتصدي لتدخل الأمن في الجامعات، فهو أستاذ ميكانيكا التربة والأساسات بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ونائب رئيس مجلس إدارة نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة منذ عام 2000 وحتى عام 2009م، وهو المؤسس لحركة "جامعيون من أجل الإصلاح" في العام 2002م.

 

تخرج الدكتور أحمد عمرو محمد السيد دراج، وشهرته د. عمرو دراج، في كلية الهندسة عام 1980م، وحصل على الماجستير من جامعة القاهرة ثم الدكتوراه من جامعة بوردو الأمريكي، وشغل العديد من المناصب العلمية والأهلية والعملية بينها عضوية مجلس إدارة ومؤسس بيت الخبرة "إيجيك" للاستشارات الهندسية.

 

وكان عضوًا باللجنة السياسية بجماعة الإخوان المسلمين من العام 2002 إلى 2006م، وبعد الثورة كان من الأعضاء المؤسسين لحزب الحرية والعدالة ثم انتخب عضوًا للهيئة العليا للحزب وأمينًا عامًّا للحزب بمحافظة الجيزة.

 

واختار الحزب د. دراج ليكون مرشحه بانتخابات مجلس الشعب القادمة في دائرة إمبابة والدقي والعجوزة لبرلمان ما بعد الثورة 2011- 2012م على المقعد الفردي فئات.

 

وحول وضع حزب الحرية والعدالة في محافظة الجيزة والخدمات التي يقدمها لأهالي المحافظة ودراسته لمشاكلها وبرنامجه الانتخابي لمجلس الشعب كان لنا معه الحوار التالي:

 

* بدايةً.. ما وضع حزب الحرية والعدالة بمحافظة الجيزة؟

** الجيزة من المحافظات المصرية التي تتميز بصفات خاصة فهي محافظة متسعة جغرافيًّا ومترامية الأطراف، والمناطق السكنية بها تتنوع بين الريف والحضر، كما أن بها مؤسسات علمية ضخمة مثل جامعة القاهرة والعديد من مراكز البحوث كالمعهد القومي للقياس والمعايرة ومراكز البحوث الزراعية ومركز البحوث والدراسات البيئية وغيرها، وبالطبع أثرت هذه المؤسسات المحافظة وقدمت كفاءات في كل المجالات، وهو ما انعكس على الحزب بوجود كفاءات وقيادات وخبرات فريدة.

 

هذا في الجانب النوعي، أما في العدد فمقرات الحزب انتشرت في غالبية أرجاء المحافظة، وانضم الآلاف للحزب منذ تأسيسه ويتزايد الإقبال عليه باستمرار، حتى إن الجيزة هي أكثر المحافظات مشاركةً في تأسيس الحزب بما يعادل 10% من الوكلاء المؤسسين على مستوى الجمهورية.

 

وكان من اللافت للأنظار الإقبال الشديد على الاشتراك في الحزب وانضمام مواطنين مصريين من كل الأعمار والمناطق والمستويات ولم يقتصر الاشتراك على أعضاء جماعة الإخوان كما يقول البعض فبلغت نسبة المشتركين في الحزب من خارج الجماعة 50% من أعضاء الحزب في المحافظة.

 

* وما السبب في هذا الإقبال الكبير على الانضمام لعضوية الحزب من وجهة نظرك؟

** هناك عدد من الأسباب في هذا الأمر أولها أن الحزب وبرنامجه يناسب كل المصريين الذين يقبلون المرجعية الإسلامية لنظام الحكم المصري في المرحلة المقبلة وهم كثُر في مصر مسلمين ومسيحيين.

 الصورة غير متاحة

 د. عمرو دراج

 

كما أن برنامج الحزب الذي صيغ بعناية وقام عليه متخصصون أقنع الكثيرين من أبناء الشعب الذين أطلعوا عليه أنه قادر على حل مشاكل مصر، بالإضافة إلى احتكاك الناس بالإخوان طوال سنوات مضت وثقتهم بهم انعكس بالثقة في حزب الحرية والعدالة الذي أسسه الإخوان، باختصار يمكننا أن نقول إن المرجعية والبرنامج والثقة في الأشخاص وتاريخ الإخوان هي أسباب هذا الإقبال.

 

* مضت عدة شهور على تأسيس الحزب فهل قدم خدمات ملموسة على أرض الواقع لأهالي الجيزة؟

** حتى نتعرف على خدمات الحزب يجب أن نستعرض أولاً لجان العمل في الحزب، وهي لجنة المرأة ولجنة الشباب ولجنة التثقيف السياسي ولجنة العمل الجماهيري والمشاريع العامة ولجنة التنمية والبحث العلمي ولجنة البيئة ولجنة الإعلام والاتصال ولجنة تنمية الموارد والعلاقات العامة، كل هذه لجان داخل الحزب ولكل لجنة مهام محددة بدأت في العمل منذ تأسيسها ضمن منظومة متكاملة ومنظمة.

 

فعلى سبيل المثال قامت لجنة العمل الجماهيري بعدة مشاريع في المحافظة على أساس التعاون مع أهالي كل منطقة ومن هذه المشاريع حملات النظافة ومعارض السلع الغذائية في الكثير من مناطق المحافظة ومشروع تنظيم المرور في ميدان الجيزة وشارع نصر الدين والعديد من الشوارع المزدحمة والهامة، كما تعاون الحزب مع مديرية أمن الجيزة لعودة دور الشرطة بصورة حضارية وكان من ثمار ذلك عودة مركز شرطة كرداسة للعمل بعد مؤتمر للحزب وتنسيق قام به الحزب بين الشرطة والأهالي والعائلات لعودة الشرطة بسبب الرفض الشعبي لعودتها بسبب قتلها عددًا من شهداء الثورة في كرداسة.

 

ولجنة الشباب قامت بدور كبير في عمل ندوات توعية للشباب وأنشطة شبابية كالدورات الرياضية والمسابقات الثقافية وغيرها، ولجنة المرأة في الحزب لها وضع خاص وهي من أنشط اللجان وقامت بالعديد من المبادرات الطيبة، ومنها دراسة تقدمت بها بعنوان "نحو تعليم أفضل" وستتحول هذه الدراسة في أقرب وقت لمشروع واقعي يسهم في رعاية التلاميذ والاهتمام بهم وتأهيل المدرسين لتقديم خدمة تعليمية أفضل وتأهيل المدارس للحصول على الجودة.

 

أما لجنة البيئة فتقوم منذ تأسيس الحزب لوضع تصورات علمية من خلال متخصصين لحلول عددٍ من المشكلات المزمنة مثل قش الأرز والسحابة السوداء.

 

كما أنني التقيت قريبًا السيد محافظ الجيزة الدكتور علي عبد الرحمن واتفقت معه على تشكيل لجان جماهيرية في المناطق المختلفة بمشاركة كبيرة من الحزب لحل مشاكل المحافظة وكانت أولى ثمارها مؤتمر عودة الشرطة بكرداسة.

 

3 مراحل

* في حالة وصولكم للبرلمان هل لديكم تصور لمشاكل المحافظة وسبل التعامل معها؟

** الجيزة تتميز بالتنوع ووجود كفاءات في كل المجالات، والمشاكل الرئيسية والمتكررة في المحافظة محصورة في النظافة والمرور والتعليم والصحة والمواد التموينية، ولدينا تصور للتعامل مع كل هذه المشاكل على عدة مراحل، المرحلة الأولى وهي التي نعمل بها الآن من خلال مشاريع سريعة لمساعدة أهالي المحافظة مثل المشاريع التي ذكرتها لك أو تقديم دراسات للحكومة للتعامل مع هذه المشاكل، أما المرحلة الثانية فهي إعداد دراسات تفصيلية وكاملة للقضاء على المشكلة بصورة نهائية من خلال مؤسسات الدولة بعد تشكيل البرلمان.

 

* ذكرت أن محافظة الجيزة بها العديد من المناطق الصناعية فما هو تصوركم للتنمية الصناعية؟

** الاقتصاد المصري حاليًّا يقوم على الريع إما من الضرائب وعائدات قناة السويس أو غيرها المصادر الداخلية أو مصادر خارجية كتحويلات المصريين بالخارج وهذا النظام لا بد له أن يتغير لأنه يجعل مصر في مهب الريح تتأثر بأي اضطرابات في الاقتصاد العالمي.

 

من هذا المنطلق يأتي اهتمامنا بالصناعة وتطويرها من خلال تعديل هياكل الإنتاج والتوسع الصناعي وإعادة النهضة الاقتصادية المصرية التي بدأت في ستينيات القرن الماضي ثم وئدت، والتركيز على الصناعات التي نمتلك فيها ميزات نسبية مثل قطاع المنسوجات.

 

ونحن نهتم بالأساس بالتنمية والصناعة جزء منها لأن هذه التنمية من شأنها أن تقضي على كثير من المشاكل التي تعاني منها مصر.

 

تنمية السياحة

* المحافظة بها أيضًا العديد من المناطق الأثرية والسياحية فكيف تنظرون إلى هذا القطاع؟

** السياحة في مصر وضعها سيئ وبها الكثير من المشاكل وقد جلسنا مع عدد من العاملين في هذا المجال وكذلك مع متخصصين لوضع آلية متكاملة لإصلاح السياحة، وأول شيء هو القضاء على مشاكل العاملين في هذا المجال ومساندتهم، وإعادة هيكلة الفنادق حتى لا تكون كل الفنادق المؤهلة للسياح من فئة الخمس نجوم بل توفير بدائل أخرى أقل في التكلفة، كما يجب تقديم خدمات أفضل للسائح خلال وجوده على أرض مصر.

 

* وما هي رؤيتكم لحل مشاكل الفلاح والأراضي الزراعية؟

** نحن نتعاون مع نقابة الفلاحين لبحث مشكلات الفلاحين وكيفية مواجهتها، ومن غير المقبول أن يظل الفلاح مظلومًا كما كان في عهد النظام المخلوع، فكرامة الفلاح من كرامة مصر، وبرنامجنا في المجال الزراعي يقوم على توفير متطلبات الزراعة من أسمدة وبذور وتقاوي بأسعار مناسبة وبجودة عالية وكذلك تهيئة البيئة المناسبة للمزارع وأسرته بما يكفل لهم حياة كريمة، ومن هذه المتطلبات التأمين الصحي والاجتماعي، والعمل على رفع القوة الإنتاجية من الأرض الزراعية بما يعود بالنفع على المزارع وعلى الاقتصاد القومي، وإعادة هيكلة المحاصيل لنحقق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الإستراتيجية ومستهدفنا هو الاكتفاء ذاتيًّا من القمح خلال 3 سنوات.

 

* شهدت المحافظة سابقًا بعض الاحتقانات الطائفية، فكيف ترون الحل؟

** لا يوجد شيء في مصر اسمه فتنة طائفية ولم تكن الفتنة موجودة في يوم من الأيام بين أبناء الشعب المصري، هناك توترات واحتقانات كان السبب فيها النظام المخلوع هذه لا ننكرها، ولكن هناك أطرافًا داخليةً وخارجيةً تحاول إذكاء الفتنة وإثارة التوترات باستخدام المتطرفين من الجانبين، وقد أظهرت المعلومات وجود بصمات ليس لها علاقة بالمطالب القبطية لأطراف دخلت وأشعلت الأزمة.

 

وكل ما أنادي به أبناء مصر من كل الطوائف هو الصبر حتى تمر المرحلة الانتقالية ثم لكل شخص أن يطالب بحقه فالشعب المصري كله ظلم من النظام السابق، فهذا النظام لم يضطهد الأقباط كما يصور البعض بل اضطهد كل المصريين، فالمطلوب الآن الهدوء من أجل مصلحة مصر ولتسليم البلاد لسلطة مدنية منتخبة بأسرع ما يمكن ثم البحث في المطالب بشكل هادئ وتحقيق كافة المطالب المشروعة.

 

الدقي وإمبابة

 الصورة غير متاحة

 

* بصفتك مرشح حزب الحرية والعدالة للمقعد الفردي "فئات" عن دائرة إمبابة والدقي والعجوزة.. فما برنامجك السياسي الذي تتبناه في حملتك الانتخابية؟

** أنا موجود في هذه الدائرة منذ ولدت وحياتي كلها فيها وأعرف طبعًا غالبية المشاكل التي بها والمعاناة التي تواجه الأهالي، وأحاول أيضًا استكشاف باقي المشاكل والإلمام بها في المرحلة الحالية.

 

وبرنامجي الانتخابي يرتبط ببرنامج التحالف الديمقراطي؛ لأن حزب الحرية والعدالة جزء من هذا التحالف وتم الاتفاق على برنامج موحد للمرور بالبلاد من المرحلة الحالية وبناء وطن ديمقراطي حقيقي، وليس مطلوبًا من البرلماني أن تنحصر مهامه في تقديم خدمات عامة وخاصة لأهالي دائرته فقط، فالبرلماني هو نائب عن الشعب كله ومهمته الرئيسية هي تشريع القوانين والرقابة على الحكومة.

 

* نفهم من كلامك أن على النائب ألا يقدم خدمات لدائرته؟

** لا بالطبع فاهتمام النائب بدائرته والتواصل مع أهلها من الأمور المهمة جدًّا، ويجب ألا يكون ذلك فترة الانتخابات فقط بل يستمر طول فترة وجوده في المجلس، ولكن لا تكون هذه مهمته الرئيسية ولا يختار المواطنون مرشحيهم على أساس الخدمات فقط.

 

* إذا وصلت للبرلمان فما الذي سيشغل بالك في اليوم الأول لك تحت القبة؟

** هناك 3 نقاط أساسية تشغلني في الوقت الحالي وعلى المجلس القادم أن يضعها في أولوياته بمجرد انعقاده وتتمثل في توفير الأمن والاستقرار بأسرع ما يمكن، ثم العمل على إعادة عجلة الإنتاج للدوران ومواجهة مشكلة البطالة ووضع خطط سريعة للقضاء عليها لأنها تتفرع منها الكثير من المشاكل الأخرى.

 

ولأني عضو هيئة تدريس بجامعة القاهرة فأرى أن مستوى التعليم من أكبر المشاكل المصرية في كل المراحل التعليمية ففي المدارس اختفى الدور التربوي للمدرسة والمدرس بشكل كامل مع أن الوزارة تسمى "التربية والتعليم" بالإضافة إلى أن المحتوى العلمي أصبح مفقودًا كليًّا.

 

أما التعليم الجامعي فلا يختلف وضعه عن التعليم في المراحل الأخرى ويحتاج إصلاحه لعدة خطوات، وهي مواجهة التكدس والأعداد الكبيرة في المدرجات وتحسين أوضاع هيئة التدريس وتوفير إمكانات مناسبة للعملية التعليمية ووصول قيادات جامعية ناجحة، واستقلال الجامعات بصورة كاملة إداريًّا وأكاديميًّا.