في ظل انعقاد محاكمات رموز الفساد الذين أفسدوا الحياة السياسية وتمَّ عزلهم شعبيًّا من ممارسة الحياة السياسية، والتي يتزامن معها انعقاد إعادة الثلث الأخير من الانتخابات البرلمانية وإجراء الانتخابات بالدوائر المعادة؛ أكد مواطنون مشاركون في الانتخابات أن "وجود من يمثلنا في البرلمان هو البداية الحقيقية لجدية محاكمة المخلوع وأعوانه".

 

ويقول السيد أحمد موسى "موظف": خرجت هذه المرة حتى أعبِّر عن رأيي، وأختار من يحمل الخير لمصر وليس من يحمله لجيوب الفاسدين مثلما كان يفعل نواب النظام السابق، متمنيًا أن يصدر حكم ضد الرئيس المخلوع قبل ذكرى ثورة 25 يناير حتى يرتاح أهالي الشهداء.

 

ويرى محمد عمر "مهندس" أن انعقاد أول جلسة لبرلمان الثورة يوم 23 يناير- أي قبل ذكرى الثورة بيومين- رسالة قوية للموجودين في سجن طره وفي المركز الطبي أن الشعب سيقتصُّ بإيجابيته وصموده منكم على ما فعلتموه، وسيحاسبهم من خلال برلمان قويّ يعبر عن الشعب كله واختاره الشعب بجدية.

 

"للمرة الثالثة أخرج ولن أتعب، ولو طلب مني الخروج كل يوم فسأخرج طالما أن هذا في مصلحة بلدي".. بهذه الكلمات بدأت منى إبراهيم "ربة منزل" كلامها، موضحةً أن أول مراحل انتهاء العصر المظلم الفاسد الذي ورثته الثورة المصرية هو هذا البرلمان الذي يعوِّل عليه كل المصريين أن يكون شرارة إصلاح أحوالهم، فبالتالي كل من يخرج للمرة الثالثة هو من يدرك قيمته ويريد أن يحافظ عليه.

 

أما أحمد عبد الحميد فيقول: شاركت في هذه الانتخابات حتى نشعر بأن لنا قيمة، فضلاً عن أنني كنت أتوقع عدم خروج الناخبين كلهم للمشاركة، مطالبًا صدور حكم بإعدام مبارك شنقًا، وسيرسم برلمان الثورة تاريخ مصر الجديدة.

 

وتقول "أم أشجان" إنه لو تمَّت محاكمة المسجونين والمنعَّمين في خير الشعب المصري حتى الآن ولو تمَّ اتخاذ خطوة فعلية ضدهم لمحاسبتهم على سنوات تعذيب الشعب؛ فسيصبحون عبرةً لمن يأتي ويحمل مسئولية هذا الوطن، سواء كان رئيسًا أو نائبًا تشريعيًّا يضع قوانين الحياة السياسية.

 

ويوضح أحمد محمود أن المواطنين ربما أصابتهم حالة من الإحباط من طول مدة  الانتخابات، وفي المقابل من المحاكمات لرموز النظام السابق، ولكنهم ما زالوا متمسكين بحقوقهم في بناء دولتهم ومحاكمة من ساهم أو قام بتدميرها وخراب مؤسساتها.

 

"حرمنا من الحرية لسنوات ولم نذقها إلا في هذه الانتخابات".. بهذه الكلمات عبَّرت سمية ياسر عن فرحتها بجوِّ الحرية والديمقراطية الذي سلبه منهم النظام المخلوع، موضحةً أن الله عز وجل يمهل ولا يهمل؛ فمثلما حرمنا مبارك من حريتنا شاء الله أن يرى الشعب كله كيف سُلبت منه حريته، وحُرم من نعمه مثلما حرم هو الشعب.