أثبت المعوَّقون وكبار السن أنهم أحد أهم أركان نجاح العملية الانتخابية؛ فكان العكاز هو بطل مشهد اليوم الأول في انتخابات جولة الإعادة للدائرة الأولى، والتي تضم (الساحل, شبرا مصر, روض الفرج, الشرابية، الزاوية)؛ لتأكيد توحُّد أبناء الشعب المصري على هدف لا ثاني له، وهو الإتيان ببرلمان جديد يلبِّي احتياجات الشعب, ويعبر عن مشكلاته؛ للخروج  من بؤر الفساد التي أوقعنا فيها النظام البائد.

 

فأمام مدرسة المستعمرة بالشرابية استعانت حفيظة علي (63 سنة) بالشباب لمساعدتها والاستناد إليهم للدخول إلى لجنتها والإدلاء بصوتها للمرة الثانية، مشيرةً إلى أن إصرارها على الانتخاب أملاً منها في تغيير أوضاع البلاد وإنهاء حالة الفوضى، قائلةً: "أتمنَّى قبل أن أموت أن أرى مطالب الشباب تحقَّقت.. ظلمناهم بصمتنا وسلبيتنا دون أن نقصد، كما ظلمهم نظام مبارك الفاسد، وحرمهم من أبسط حقوقهم في توفير فرص عمل".

 

أما عبد الحميد فرغلي (59 سنة) وأحد المعوَّقين، فبادر قائلاً: "جئت لإتمام واجبي الوطني  فلست معوَّقًا وطنيًّا كي أتقاعد عن رسم طريق الحرية مع أبناء دائرتي", وأتبع: "أن هناك الكثير من الأشخاص يعانون من الإعاقة الوطنية ويتقاعسون عن أداء مهمتهم، وأنا ممن يشفق عليهم، فالمرض البدني يمكن علاجه، ولكن المرض الوطني ليس له علاج سوى الاستئصال والبتر السياسي".

 

وكان التاكسي ينتظر قمر فهمي (70 سنة) من أمام مدرسة السلام الابتدائية بالزاوية الحمراء، بعد أن "حبرت يديها"، وبلهجة تملؤها الفرحة والعزيمة ردَّدت: "يا رب يجعل تعبنا بفائدة, ونواب مجلس الشعب يصلحوا البلد بعد ما خربوها الظلمة"، وأشارت إلى أن دافعها الوحيد هو إعادة الاستقرار والأمان الذي نفتقده قبل الثورة وبعدها, مؤكدةً أنها ستشعر بالأمان بعد أن تعلن نتائج الدائرة بلا مشكلات أو إراقة دماء.

 

"جئت لتأمين مستقبل أحفادي"، بهذه الكلمات تحدثت كوثر فهيم (71 سنة)، معلنةً أنها الانتخابات الوحيدة التي تشارك فيها، وبرغم إصابتها بمرض السكري وارتفاع ضغط الدم  فإن هذه الأمراض لم تمنعها أو تقلل من إصرارها  على المجيء والمشاركة الديمقراطية  لتتصدَّر صفوف الناخبين بمدرسة السلام، وتعبِّر عن إرادتها، وتدفع أولى ضرائب تأمين مستقبل أبنائها وأحفادها.

 

وتمنَّى أحمد رضوان (76 سنة) أن يراعي البرلمان المنتخب أصحاب المعاشات ووضعهم في جدول أعمالهم، والسعي لتحقيق مطالبهم المشروعة في التأمين الاجتماعي، وتوفير حد أدنى مناسب.