أحمد- مصر:

زوجتي كثيرة الغيرة عليّ، وحاولت معها في تخفيف ذلك ولكنها تتعامل معي وكأني مذنب، تتصل بي على هاتف الشغل، وإذا كنت في مكان ما خاص بالعمل تعمل معي مشكلة كبيرة، ولا تثق في كلامي لها، وفي الفترة الأخيرة علمت من زميلي بالعمل أنها اتصلت به لتتأكد منه أني بالعمل, فما الحل معها؟ فكرت جديًّا في الانفصال ولكن أخشى على أولادي الصغار منها.

تجيب عليه الداعية- سمية رمضان أحمد:        

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد حمدًا ينبغي لك، حمدًا يوفيك قدرك، يا من تعلمه، ولا نستطيع نحن أن نوفيك قدرك الذي لا نستطيع الإحاطة به، ولك حمد الحامدين وشكر الشاكرين.

أكرمك الله يا أحمد، هل تعلم أن المرأة ابتليت بالغيرة، والرجل ابتلي بالجهاد؛ أي أن حال زوجتك هو حال معظم النساء، منهن من تظهره وتبوح به، ومنهن من تكتمه، فلنحاول أن نتعامل مع المرأة بما فيها متأصل، والتخفيف من حدته حتى يعيش الرجل في بيته سعيدًا،  ولذلك نصيحتي لك ولكل رجل أن يكون صريحًا وشفافًا، ولايحيط حياته بالغموض، فعندما يخرج ليته يتحدث مع زوجته عن يومه، كما تحدثه هي عن يومها وتسهب في الحديث، ولا يتصور أنها مباحث أمن دولة، وهذا تقرير لا بد وأن يقدمه لها فيشعر بالضيق، وبعض الرجال يشعر بالمهانة، بل استشعرْ أنها زوجتك، حبيبتك، وأم أولادك، وطوال نهارها بمفردها، وأنت بالنسبة لها تمثل عالمها الخارجي، ونافذتها على العالم المحيط بها، لا تبخل عليها بكلمات بسيطة تشركها معك في حياتك، فتشعر بالقرب منك والألفة معك، وبذلك تفعل ما جعله الله بينكما من المودة والرحمة، فالمودة لا تأتي إلا إذا كان كلٌّ منكما كتابًا مفتوحًا للآخر، فتتولد الرحمة، فكلاكما يعلم ظروف الآخر فيرحمه ولا يكلفه ما لا يطيق، فتكون ثمرة كل ذلك سعادة الدنيا والآخرة.

زوجتك يا أحمد عندك أسيرة، فأحسن إليها، وحاول أن تستوعب معاناتها، وتتعامل معها بحكمة، أما أن تقول أفكر في الإنفصال فهذا يؤكد عدم معرفتك بكيفية استيعاب المرأة وإسعادها لتسعد، ولك عذرك، فكثير من الكتب التي تتحدث عن المرأة رجال هم من يكتبونها، وللأسف تكون كثيرة البعد عن مشاعر المرأة.

حاول يا أحمد أن تكون لها كالنافذة المفتوحة وليست المغلقة، وستعيش أسعد أيام عمرك معها، وسلامي لصغارك، وكن لهما جناح الحماية، واجعل زوجتك الجناح الآخر، وتمنياتي بالسعادة للجميع.