- سهام الحقد الموجَّهة إلى دعوة الإخوان لا تستحق الردّ

- النظام الخاص قام بدوره في خدمة الوطن

- الإمام البنا نجح في إقامة حوارٍ مبكرٍ مع الأقباط

 

حوار- أحمد رمضان

 

 الحاج سعد لاشين

الحاج سعد لاشين- مسئول الإخوان بمحافظة الشرقية- هو أحد القلائل الذين عاصروا الإمام البنا، ونهلوا من علمه، وتربَّوا على يديه، فأعطوا لهذه الدعوة، وضحَّوا من أجلها، فمكَثَ في السجن ثمانية عشر عامًا.

 

في هذه المناسبة التقينا الحاج سعد لاشين؛ لنتعرف منه أكثر على شخصية الإمام المؤسس لهذه الجماعة، وكيف تعرَّف عليه؟ وما هي ذكرياته مع هذا الداعية الفريد؟ وما تميز به مؤسس الدعوة الأول الإمام حسن البنا؟ فإلى الحوار:

 

* متى تعرفتم على الإمام البنا؟

** تعرفتُ على الإمام البنا عام 1945م في مدينة سوهاج، بعد انتهاء حفل أقامَه الإخوان وقتئذ، فدعانا الإخوة إلى جلسةِ تعارف، اقتربنا فيها أكثر من الإمام واقترب منا.

 

* صِف لنا ما دار في هذا اللقاء.

** اللقاء كان مقتصرًا على التعارف فقط، ولكنَّ الشيء اللافت للنظر أثناء تعريف نفسي للآخرين قال لي الإمام البنا: ماذا يمثِّل لك الأستاذ محمود لاشين؟ قلت: عمي، وكان وقتها  لم يقابل عمي إلا مرةً واحدةً سنة 1929م في مراقبة الشهادة الابتدائية، فجمع الإمام البنا بعد مرور 16 عامًا بين شكلي وشكل عمي ليربط الصلة بيننا، وهو الذي لم يقابله إلا مرةً واحدةً، وكانت عابرةً!!

 

* وماذا تبِع هذا اللقاء من لقاءاتٍ أخرى جمَعَت بينك وبين الإمام؟!

** لقاء الإمام البنا في غالب الأوقات أخَّاذ، فكل مَن جلس معه يأسِرُه أسلوبه وروحه وعلمه وفقهه وذاكرته الفولاذية، ولأن كل هذا يميز الإمام البنا فقد كنَّا في غاية الشوق لمقابلته، وكنا ننتظر لقاءاته حتى وإن كانت عابرةً، ولا أُخفيك سرًّا أن هذا اللقاء ترك بصمةً في حياتي لن أنساها كما تركت لقاءات أخرى معه.

 

الإمام الشهيد/ حسن البنا

 

* ما أبرز ملامح شخصية الإمام؟!

** أبرز ملمح كان يميِّزه أنه كان داعيةً حقًّا بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ، فتحمَّل عبءَ الدعوة إلى الله، وربَّى رجالاً جاء بهم مِن على المقاهي وهم لا يعرفون عن الإسلام شيئًا، وتحوَّلوا على يديه إلى مجاهدين حرَّضهم على القتال في سبيل الله على أرض فلسطين  وأبلَوا بلاءً حسنًا، كما أنه بنَى من الإخوان المسلمين هذا التنظيمَ الوليدَ جماعةً كبرى تخدم الإسلام، وقد تميز الإمام البنا بصفاتٍ أخرى، كاستيعابه الفذِّ للكبير والصغير، فأصلح من أحوال هؤلاء جميعًا، فقد كان معلمًا فذًّا يندر أن يجود الزمان بمثله.

 

* يُقال إن أعضاء النظام الخاص- وأنت واحد منهم- لم يرتبطوا بالإمام كثيرًا.

** صحيح، كنا بعيدين عن أية أعمال عامة للإخوان، ولكن أيضًا اتصالنا بالإ